21 هُدفاً سُجّلوا في الأسبوع الثامن من بطولة لبنان الـ59 لكرة القدم. العدد الأكبر من الأهداف التي تُسجّل في جولةٍ واحدةٍ هذا الموسم، ليرتفع المجموع إلى 112 هدفاً، بمعدّل 2.3 هدف في المباراة الواحدة. معدّلٌ طبيعيٌّ وعددٌ جيّدٌ من الأهداف سُجلّ في المباريات الـ48 التي لُعبت، إلّا أن ما هو غير طبيعي، أن 11 هدفاً فقط، سُجلوا عبر اللاعبين الدوليين الذين استدعوا إلى المباراتين الأخيرتين لمنتخب لبنان أمام أوزبكستان وأوستراليا، حتى مع ضم علي حمام وحسن محمد، اللذين تغيّبا عن القائمة بعد الاستدعاء.
شهدت هذه الجولة أكبر عدد من الأهداف حتى الآن (عدنان الحاج علي)

رقمٌ ما هو إلا انعكاسٌ للعقم الهجومي في المنتخب، الذي فشل لاعبوه بتسجيل أكثر من هدفٍ واحدٍ في المباريات الأربع الأخيرة التي عجز عن الفوز في أيٍّ منها.
محمد حيدر، حسن معتوق، حسن محمد، نادر مطر، علي حمام وحسن شعيتو «موني». هؤلاء هم السداسي الدولي الذين سجّلوا أهدافاً في الدوري هذا الموسم، فيما لم يفلح الباقون، من المدافعين، إلى سمير أياس، عدنان حيدر، هيثم فاعور وربيع عطايا، في التوقيع على أي هدف. في الواقع، حتى مع احتساب اللاعبين الذين سبق أن مثّلوا المنتخب في فتراتٍ متفاوتة وهم من غير المعتزلين دولياً، كأبو بكر المل (4 أهداف)، عباس أحمد عطوي (2) وعدنان ملحم (1)، لا يتعدّى عدد الأهداف الدولية الـ20 هدفاً! الرقم «مخيف»، لكن هل السبب في عدم تسجيل اللاعبين الدوليين للأهداف أم في عدم التمثيل الدولي من الأساس؟
لا شكّ في أن بعض المباريات زادت معدّل الأهداف وغطّت على العقم التهديفي لدى فرقٍ عدة، كمباريات النجمة والأنصار، العهد والصفاء، وشباب الساحل والراسينغ، التي سُجّل خلالها ستة أهداف، ومن بعدها لقاءا البقاع الرياضي والأنصار والنجمة والصفاء حيث سُجّلت خمسة أهداف. بعض الفرق، كطرابلس مثلاً، لم يسجل سوى ثلاثة أهداف، إحداها هدفٌ عكسي، كما اكتفى السلام زغرتا والصفاء بأربعة أهداف، والبقاع بستة أخرى، والراسينغ بسبعة، ما يعني أن ثمّة خمسة فرق لم تسجل أهدافاً أكثر من عدد المباريات التي خاضتها، وفريقين آخرين، هما الغازية والتضامن، في رصيدهما معدّل هدفٍ في المباراة الواحدة. أمرٌ يدلُّ إمّا على غياب المهاجمين، حتى الأجانب منهم، أو على اللعب الدفاعي الذي يعتمده عددٌ من المدربين.
فقد السلام زغرتا مركزه بين أندية النخبة بعد الخسارة الأخيرة


هذا أمر. أمرٌ آخر، هو عدم استدعاء عددٍ من اللاعبين الذين يُطالب الجمهور بهم في المنتخب الوطني. أحمد حجازي هو أبرز هؤلاء، وفي رصيده ثلاثة أهداف، مثل حسن القاضي، إضافةً إلى المل، هداف الدوري في الموسم الماضي، والذي في رصيده أربعة أهداف وتمريرتين حاسمتين. من الطبيعي أن التمثيل الدولي لا يُمكن أن يكون «هدية» لأي لاعبٍ سجّل هدفاً أو صنع آخر، لكن من المنطق أيضاً، أن يُعطى بعض اللاعبين ولو فرصة المشاركة الدولية في المباريات الودية، بدلاً من الاعتماد على الأسماء عينها، في ظل مشكلةٍ تاريخيةٍ هجومية لم يجد الجهاز الفني حلاً لها.
هذا على صعيد اللمسة الأخيرة، أما في صناعة الأهداف، على اعتبار أن أغلب الفرق تعتمد على مهاجمٍ أجنبي صريح، فالأرقام متشابهة أيضاً. متصدر ترتيب صانعي الأهداف هو الدولي نادر مطر بأربع تمريرات حاسمة. ثمانية لاعبين دوليين آخرين صنعوا 11 هدفاً فقط، فيما يبدو أن الغلبة للاعبين الأجانب. اللافت أيضاً، وجود أسماءٍ عدة من البعيدين عن قائمة اللاعبين المرشّحين للاستدعاء الدولي، لكبر سن بعضهم، أو لمنعهم من التمثيل الدولي، أو لتفاوت مستواهم، كعباس أحمد عطوي وعباس علي عطوي (3 تمريرات)، أبو بكر المل وخالد تكه جي وحسين منذر وسلطان حيدر وعلي بزي (2).

الصدارة «نبيذية»
استعاد النجمة صدارة الدوري بفارق الأهداف عن العهد، بعد تغلّبه على الصفاء 4-1 على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية. أهداف «النبيذي» الأربعة سجّلها البرازيلي فيليبي دوس سانتوس (2)، أبو بكر المل وعلي علاء الدين، فيما سجل الكاميروني إرنست أنانغ هدف الصفاء الوحيد من ركلة جزاء، كان الصفاء يستحق غيرها، بعد لمسة يد على المدافع عبد الفتاح عاشور، إلا أن الحكم حسين أبو يحيى لم يحتسبها، كما أخفق مساعده في احتساب هدفٍ صحيحٍ للنجمة، بعد إشهاره راية التسلل.
وفي صيدا، نجح العهد في الفوز على السلام زغرتا بهدفٍ متأخّر. حامل اللقب الذي غاب عنه ربيع عطايا بسبب الإصابة، استعاد مهاجمه البلغاري مارتن توشيف، لكنّه عانى في الوصول إلى مرمى الضيوف، وسجّل له ظهيره الأيسر مصطفى كساب هدف المباراة الوحيد في الدقيقة ما قبل الأخيرة، بعد دقيقتين على مشاركته، وهو هدفه الأول في بطولة الدوري في ظهوره الـ27. السلام زغرتا من جانبه، تكبّد خسارته الثانية، وفقد مركزه بين فرق النخبة، مكتفياً بثماني نقاط، وهو العدد عينه الذي جمعه في أول ست مباريات خلال الموسم الماضي.
طرابلس بدوره الذي لم يُسجّل لاعبوه أي هدفٍ طوال الأسابيع السبعة الماضية، بصموا على هدفين في مرمى الأنصار، وفرضوا عليه التعادل على ملعب طرابلس، ليبعدوه بفارق ثماني نقاطٍ عن الصدارة. الفريق الشمالي قدّم مباراةً كبيرةً أمام «الأخضر»، وتقدّم بالنتيجة عبر عبد الله مغربي، قبل أن يسجل السنغالي الحاج مالك تال هدف التعادل من ركلة جزاء، ويعود ليتقدّم بالنتيجة لفريقه، إلا أن خالد علي حرم الضيوف من العودة إلى بيروت بالنقاط الثلاث، مسجلاً هدفاً في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع.
مباراة شباب الساحل والراسينغ شهدت غزارةً تهديفيّة، وحملت معها أكبر عددٍ من الأهداف تُسجّل في مباراةٍ واحدةٍ هذا الموسم، كمباراة النجمة والأنصار، والعهد والصفاء، في افتتاح البطولة. أصحاب الضيافة أهدروا فوزاً كان بالمتناول، فيما عادل الراسينغ النتيجة بعد التأخّر بهدفين، ليكون ثاني فريقٍ يحقق هذا الأمر في الموسم الجاري، بعد البقاع الرياضي في مباراته مع الشباب الغازية. نجم اللقاء الأول، كان الشاب سلطان حيدر، شقيق الدولي محمد حيدر، الذي سجل هدفاً وصنع هدفين سجلهما حسن القاضي وخضر سلامة، بينما سجّل السنغاليان عبد العزيز نداي وباكاري كوليبالي ومحمد سالم أهداف الساحل، الذي أضاع لاعبوه فرصاً عدة، أبرزها عبر حسن كوراني وحسين حيدر، اللذين تخطيا الحارس هادي خليل وسددا خارج المرمى.
واستعاد الأخاء الأهلي عاليه المركز الثالث، بتغلّبه على الشباب الغازية 2-1 على ملعب كفرجوز في النبطية. هدف الفوز جاء عبر لاعب الوسط محمد عطوي، الذي سجّل أول أهدافه مع الفريق الجبلي، وهو الذي سجّل هدفاً واحداً مع التضامن صور في الموسم الماضي، ومثله مع الأنصار في الموسم الذي سبقه. وكان أحمد حجازي افتتح التسجيل بعد تمريرةٍ من البرازيلي كارلوس ألبرتو، وعادل حمزة سلامي النتيجة بعدها من ركلة جزاء احتسبها الحكم سامر السيد قاسم، بعدما عرقل هيغور غونسالفيس خليل بدر داخل المنطقة.
وعلى ملعبه، عاد التضامن صور إلى سكّة الانتصارات، متغلّباً على البقاع الرياضي بهدفين من دون رد. مباراة شهدت عودة كابتن الفريق بلال حاجو، الذي ساهم بتسجيل الهدف الأول عبر موسى الزيات، وهو أول أهدافه مع الفريق بعد انتقاله إليه من الإصلاح البرج الشمالي. وعزز علي بحر النتيجة للتضامن بعدما تابع عرضية الغاني ستيفان سارفو قبل 13 دقيقة على انتهاء المباراة.