بتشكيلة شبه مكتملة، ومعنويات عالية، يدخل منتخب لبنان لكرة السلّة مباراته مع كوريا الجنوبيّة، على أرض الأخيرة، وتحديداً في قاعة ساجيك بمدينة بوسان. تشكيلة المنتخب النهائيّة التي اختارها الجهاز الفني تضم 12 لاعباً، هم: علي مزهر، جاد خليل، رودريغ عقل، أمير سعود، باسل بوجي، أحمد إبراهيم، جان عبد النور، إيلي رستم، شارل تابت، دانيال فارس، علي حيدر واللاعب السوداني المجنّس آتر ماجوك. تشكيلة مثالية، تجمع نخبة اللاعبين اللبنانيين الناشطين في الدوري المحلي، مع مجنّس هو آتر ماجوك، أثبت خلال المباريات الماضية علو كعبه، وحضوره في المناسبات الكبيرة من التصفيات. وظهرت أهميّة ماجوك كلاعب ارتكاز، عندما عمد الجهاز الفني للمنتخب في المراحل الأولى من التصفيات إلى تجنيس لاعب هومنتمن السابق سام يونغ. حينها كان الجهاز الفنّي يريد لاعباً مسجّلاً، قادراً على تعويض نقص عدد النقاط المسجّلة، لكن الخطة لم تنجح، كما أنها أظهرت حاجة لبنان إلى لاعب ارتكاز صريح، وهو ما دفع باتجاه إعادة آتر ماجوك إلى المنتخب.قبل مباراة كوريا الجنوبية، كان منتخب لبنان في معسكر مغلق أقيم في الفيليبين تحضيراً للتصفيات، خاض خلاله مباراتين وديّتين مع المنتخب الفيليبيني، فاز بالمباراة الأولى بنتيجة (71 ـــ 60)، وحقق الفوز أيضاً بالمباراة الثانية بنتيجة (74 ـــ 68). وأظهر المنتخب خلال التصفيات انسجاماً كبيراً. من النقاط الإيجابية في تشكيلة سوبوتيتش قبل مباراة كوريا، الجاهزية الكبيرة للاعب نادي بيروت علي حيدر، والذي يقدّم في الفترة الأخيرة مستوى مميّزاً مع المنتخب، على صعيد تسجيل النقاط، والدفاع المحكم تحت السلّة، ونجاحه في صد الكرات (بلوك شوت). تألُّق علي حيدر يعطي مساحة حريّة كبيرة لآتر ماجوك ليكون فعّالاً تحت السلّة، ويسجل النقاط، ويلتقط المتابعات (ريباوند). من اللاعبين المميّزين أيضاً، هناك إيلي رستم، وأحمد إبراهيم، إضافة إلى أمير سعود الذي دائماً ما يقدّم الإضافة للمنتخب في اللحظات الحساسة، بفضل رمياته الثلاثيّة المحكمة. ومن الإيجابيات أيضاً جاهزية مقاعد البدلاء، حيث سيكون شارل تابت ودانيال فارس جاهزين لإراحة علي حيدر وآتر ماجوك، كما باسل بوجي. ومن النقاط الأساسية في منتخب لبنان، القائد جان عبد النور، المدافع الكلاسيكي الذي يقدّم المطلوب منه بشكل مميّز على أرض الملعب، بفضل خبرته الكبيرة في الملاعب المحليّة والآسيوية. ويعتبر عبد النور خلال السنوات الماضية واحداً من أفضل المدافعين في قارّة آسيا. علي مزهر أيضاً يعتبر واحداً من أبرز صانعي الألعاب في لبنان، سيكون جاهزاً بعدما استعاد مستواه وتعافى تماماً من الإصابة. وسيكون إلى جانبه لإراحته كل من: جاد خليل ورودريغ عقل صاحب الخبرة.
ويبقى غياب صانع الألعاب الأبرز وائل عرقجي مؤثراً بسبب عدم تعافيه من إصابة بالرباط الصليبي، وغياب إيلي شمعون الذي تعرّض لإصابة قويّة خلال مباراة الصين في المرحلة الماضية من التصفيات. ويعتبر شمعون من اللاعبين المميّزين على صعيد الرميات البعيدة (3 نقاط).
فوز منتخب لبنان على كوريا الجنوبية في المباراة الأولى من هذه النافذة من التصفيات، سيضعه في مكان قريب جدّاً من بكين. وبلغة الأرقام، يمتلك منتخب لبنان نفس عدد النقاط الذي يمتلكه المنتخب الكوري الجنوبي، وبالتالي فإن الفوز سيجعل لبنان في المركز الثاني خلف نيوزيلندا. وتتصدر نيوزيلندا ترتيب المجموعة برصيد 15 نقطة، «7 انتصارات وخسارة واحدة»، يليها لبنان 14 نقطة «6 انتصارات وخسارتان»، وتحل كوريا الجنوبية في المركز الثالث (بفارق عدد النقاط المسجّلة). ومن جهتها، تحتل الأردن المركز الرابع بـ 13 نقطة (5 انتصارات و3 هزائم)، والصين خامسة بـ 12 نقطة (4 انتصارات و4 هزائم)، وسوريا في المركز الأخير بـ 10 نقاط. وبلغة الأرقام أيضاً، تبدو الأفضلية لمنتخب لبنان، إذا ما تم النظر للمواجهات المباشرة بين المنتخبين. تواجه لبنان مع كوريا في 10 مناسبات، حيث فاز لبنان في 6، وخسر في 4 مباريات. ولكن في الوقت نفسه، يظهر أن تصنيف كوريا الجنوبيّة أفضل من تصنيف لبنان. يحتل «الشمشون» الكوري التصنيف 33 عالميّاً والخامس آسيوياً، بينما يحتل لبنان المركز 54 دولياً، والتاسع آسيويّاً.
يمتلك منتخب لبنان أفضلية في المواجهات المباشرة على منتخب كوريا


تأهل لبنان سيكون أيضاً مرتبطاً بمباراة المنتخب الأردني مع نظيره النيوزيلندي، ورغم أن الأخير سيشارك من دون أربعة لاعبين أساسيين، إلا أن مهمة النشامة تبقى صعبة، بسبب عدم موافقة الاتحاد الآسيوي لكرة السلّة على مشاركة لاعب المنتخب الجديد المجنس جاستين دنتمون، وغياب العملاق أحمد الدويري، وهذا ما من شأنه أن يصعّب من مهمة الأردنيين. وعلى ضوء هذه الأرقام، فإن فوز لبنان سيضعه بلغة المنطق في كأس العالم. المجموعة يتأهل عنها ثلاثة منتخبات إلى مونديال بكين، إضافة إلى منتخب الصين الذي هو متأهل بحكم استضافته للبطولة.
ظروف مثالية على الجهاز الفني لمنتخب لبنان أن يستغلّها، ويحقق الفوز على كوريا، قبل مواجهته الصعبة يوم الأحد مع منتخب الصين. وكان «التنين» الصيني قد أعلن أن مباراته مع لبنان ستكون بتشكيلته الأساسيّة، وليس التشكيلة الرديفة التي شاركت في مباريات الجولة الماضية، حين حقق لبنان فوزاً مهماً بفارق 4 نقاط. الأحلام كبيرة، والمعنويات عالية للفوز وتحقيق حلم التأهل الى كأس العالم بعد المشاركة في ثلاث مناسبات سابقة، كان في 2002 في إنديانابوليس في الولايات المتحدة الأميركية، و2006 في اليابان، و2010 في تركيا.



الشعب يريد حسن دندش
تواصل جماهير كرة السلة اللبنانيّة، وعدد من اللاعبين والإداريين المطالبة بضرورة ضم لاعب نادي المتحد ــــ طرابلس حسن دندش لصفوف منتخب لبنان لكرة السلّة الأول. وقدم دندش مستويات مميّزة خلال الفترة الماضية في الدوري المحلي، ما دفع أسطورة منتخب لبنان لكرة السلّة فادي الخطيب، وعدد من اللاعبين إلى المطالبة بضمّه للمنتخب. وقال الخطيب إنه من وجهة نظره، ليس منطقياً عدم استدعاء حسن دندش إلى صفوف المنتخب، بعد المستوى المميّز الذي قدمه. وربطت بعض الجهات في الفترة الماضية عدم استدعاء دندش لتشكيلة المنتخب لأنه لا يحظى بالدعم الكافي، من قبل بعض الإداريين، الذين يفضلون وجود لاعبين على حسابه. وذهب البعض على وسائل التواصل الاجتماعي أبعد من ذلك، وأعطوا الموضوع بعداً طائفياً، جعل دندش بعيداً عن المنتخب الأوّل. وكان لاعب المتحد الحالي قد شارك مع أكثر من نادٍ محلّي خلال المواسم الماضية، كما خاض تجربة في الولايات المتحدة الأميركيّة.