ردّ الاتحاد اللبناني لكرة القدم على كلّ ما وصفها بالتجاوزات التي حصلت في الأسابيع الأخيرة، مُصدراً عدداً من القرارات الصارمة بحقّ العديد من الأطراف. مرّ وقت طويل على صدور قرارات بهذا الحجم عن اللجنة التنفيذيّة للاتحاد، لكن الواضح أن انعكاسات ما حصل خلال الأيام الماضية كانت مختلفة. عند الساعة الواحدة من بعد ظهر الجمعة، كان موعد الجلسة. قبل نصف ساعة بدأ توافد الأعضاء الذين بلغ عددهم ثمانية، مع غياب أحمد قمر الدين ومازن قبيسي وسمعان الدويهي.اجتماع مصغّر قبل انطلاق الجلسة في مكتب الأمين العام للاتحاد، جهاد الشحف، ضمّ نائب الرئيس ريمون سمعان وزميليه موسى مكي ومحمود الربعة، إلى جانب الشحف. قبل الدخول، كان الاستياء واضحاً على وجوه الأعضاء، مما حصل قبل 24 ساعة أمام مقرّ الاتحاد من قبل جمهور نادي الأنصار الذي أطلق الشتائم، بحضور رئيس النادي وبعض الإداريين.
ما قام به جمهور الأنصار لم يكن الوحيد على طاولة اللجنة التنفيذية. فهناك موضوع مطالب الحكام إزاء الحملة والتهديدات والضغوط والشتائم التي يتعرضون لها، والتي أوصلتهم إلى مرحلة لم يعودوا قادرين معها على قيادة المباريات، بحسب ما قالوا. التصويب من قبل بعض رؤساء الأندية وإدارييها، إضافة إلى بعض الجماهير على الحكام، جعلهم يبلغون اتحاد اللعبة اعتكافهم إلى حين حمايتهم ومحاسبة الأشخاص الذين يتعرضون لهم. أمرٌ أخذته اللجنة التنفيذية بجدية، فكانت الدعوة قبل يومين إلى عقد الجلسة أمس، بعد أن وصلت الأمور إلى مرحلة حرجة جداً. ومن الطبيعي أن الاجتماعات والاتصالات التي سبقت الجلسة نتجت منها صورة أولية عن القرارات التي يمكن أن تتخذ. إيقاف رئيس نادي الأنصار سنة. حرمان جمهور الأنصار حضور ثلاث مباريات. استدعاء رئيس نادي النجمة أسعد سقال ومدير الكرة في النادي مازن خالد للاستماع إليهما بشأن الاتهامات التي أطلقاها بحق الحكام ولجنة الحكام. توجيه إنذار إلى نادي طرابلس على خلفية تأخيره انطلاق الشوط الثاني من مباراته مع الأنصار في الأسبوع الثامن من الدوري.
كلام عن قرارات بدا كأنه صعب أن يتحقق، نظراً للسقف العالي. ساعتان من النقاش الذي أخذ طابع الحدّة بعض الشيء أفضتا إلى مفاجأة: اتخاذ جميع تلك القرارات، إضافة إلى ملاحقة الـ«مسيئين» إلى الحكام والمسؤولين في الاتحاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كذلك دُعيَت الأندية إلى اجتماع يعقد يوم الأربعاء المقبل عند الساعة الرابعة لبحث أمور تتعلق بكرة القدم في لبنان. وحدها عقوبة رئيس نادي الأنصار نبيل بدر، جاءت أقل مما حكي عنها. فقد قررت اللجنة التنفيذية إيقافه شهرين بدلاً من سنة. المفاجأة الثانية كانت أن رئيس الاتحاد هاشم حيدر كان ضد توقيف بدر كلياً، لكن إزاء إصرار الأعضاء، وافق على فترة الشهرين كحد أقصى. المفاجأة في موقف حيدر لسببين: الأول أن معظم الشتائم التي أطلقها بعض جمهور الأنصار بحضور رئيس النادي طاولت حيدر بشكل رئيسي وعبارات مسيئة له. السبب الثاني، أن بيان الأنصار الذي صدر سابقاً اتهم حيدر بحمايته لنادي النجمة، بعكس الأنصار الذي لا يملك «حماية» اتحادية، بحسب البيان.
الاتحاد اتخذ قراراته وقدّم دعماً كبيراً إلى الحكام، وخصوصاً في الفقرة التي تؤكّد دعم الحكم اللبناني ومحاسبة كل من يتعرّض له بالسوء. من جهتهم، تجاوب الحكام مع قرارات الاتحاد، معلّقين اعتكافهم.
اللافت في جلسة الاتحاد أمس، تسريب القرارات من داخل الجلسة تباعاً. فخلال عقد الجلسة، كانت تتوارد الأخبار عن توقيف من هنا، وحرمان جمهور من هناك، وعقوبات أخرى. وهو الأمر الذي لاقى استياء بعض الأعضاء.