ارتأى المسؤولون في النادي إحداث هذه الصدمة الإيجابية فتسلم حسون المهمة، علّه يعيد الروح المفقودة والانسجام بين اللاعبين. منذ ذلك التاريخ نجح المدرب الشاب في إحداث هذه الصدمة الإيجابية، حيث تحسّنت نتائج الفريق وتوالى حصد النقاط حتى انتهى الذهاب بصورة مثاليّة للنادي مع تعادل أمام النجمة (1 - 1) بعد أن كان الغازية متقدّماً حتى ربع الساعة الأخير، وكانت هذه المباراة هي الأولى أيضاً لمدرب النجمة الجديد موسى حجيج.
يتحدث المدير الفني للفريق حسن حسون لـ«الأخبار» عن تجربته مع الفريق، «عملنا على عدة مستويات. من الروح الجماعية للفريق إلى تعزيز ثقة اللاعبين بأنفسهم، إلى ربط العناصر مع بعضها على أرض الملعب. عملت على تغيير طريقة لعب الفريق وتكتيكه كي ينتقل من اللعب الدفاعي إلى الهجومي. كما كان هاجسي رفع مستوى الاستحواذ على الكرة لدى اللاعبين وبناء الهجمات بدلاً من تسلم الكرات وتسليمها سريعاً دون إحداث بعض النقلات»، هكذا يتحدّث المدرب الجديد عن النواحي الفنية التي عمل عليها.
يتحدث المدرّب الشاب عن مجموعة لاعبين كان لهم دورٌ في هذا التطوّر، وعلى رأسهم حمزة سلامي، فيقول: «ساعدني حمزة على رفع الفريق فنياً بخبرته الطويلة، إضافة إلى تألق معظم اللاعبين كالقائد قاسم ليلا وخليل بدر والعاجي جان كيكي». لاعبٌ آخر برز في مرحلة الذهاب وهو كريم منصور. تألّق في بعض المباريات وشكّل بديلاً مناسباً لبدر، خصوصاً في المباراة الأخيرة مع النجمة حين غاب بدر بداعي الإيقاف.
يرى حسون أن بدر فاجأه بمستواه، «سبق وشاهدته حين كان يلعب مع النجمة، لكن لم أكن أتوقع أن يقدّم هذا المستوى» يتحدث حسون بإعجاب عن لاعبه المعار من نادي النجمة.
المفاجئ أن شباب الغازية نجح في احتلال المركز الخامس مع نهاية مرحلة الذهاب بفريق لا يملك مقعد احتياط وافراً، على عكس باقي الأندية. فعدد اللاعبين الذين يمكن الاعتماد عليهم من ناحية الخبرة لا يتجاوز الـ13 لاعباً، في حين أن باقي الفريق جرى ترفيع لاعبيه من فريق الشباب. المفاجأة الأكبر حين يتم الكشف عن موازنة الفريق، والتي تشير إلى أن الرواتب الشهريّة في النادي قد لا تتجاوز الثمانية آلاف دولار، ما يعني أن معظم العاملين في الفريق من لاعبين لبنانيين ومدربين وإداريين لا ينظرون إلى الفريق كمصدر مادي، بقدر ما هو فريق البلدة مع سعي لتحقيق النتائج إرضاءً لجمهورهم ولأهل البلدة.
تسلم المدرّب حسن حسون تدريب الفريق بعد الأسبوع السادس من عمر الدوري وبدأت معه تتحسن النتائج
لا يخفي حسن حسون أن الإياب سيكون صعباً للغاية حيث أن جميع الفرق من المركز الخامس حتى الثاني عشر ستتنافس على الهروب من الهبوط. أمرٌ طبيعي في ظل التقارب في النقاط حيث أن صاحب المركز الأخير فريق البقاع يملك ست نقاط خلف الراسينغ الحادي عشر بثماني نقاط. كما أن هناك أربعة فرق هي الصفاء وطرابلس والسلام زغرتا وشباب الساحل يملكون 11 نقطة، كما أن التضامن صور يحتل المركز السادس برصيد 12 نقطة.
هذه الصورة ستدفع بالقيمين على الشباب الغازية لتدعيم الفريق في المرحلة المقبلة، وفي هذا الإطار يقول المدرب الجديد للنادي، «نبحث عن لاعبين لبنانيين اثنين في خط الوسط وخط الهجوم. لن يكون هناك تغيير في الأجانب. الهدف هو ضم لاعبين لبنانيين لتعزيز هذين المركزين. فنحن على الصعيد الدفاعي لا يوجد لدينا مشكلة. ما نحتاج إليه هو في الهجوم والوسط»، يختم حسون حديثه لـ«الأخبار».
اللياقة البدنية هاجس المنتخب
يتواصل معسكر منتخب لبنان لكرة القدم في العاصمة البحرينية المنامة، مع استمرار الاستعداد لنهائيات كأس آسيا 2019 في الإمارات التي تنطلق في الخامس من كانون الثاني المقبل. أجواء إيجابية تسود في المعسكر، حيث أعرب مدير المنتخب فؤاد بلهوان عن ارتياحه لسير الأمور، ولا سيما «أنه محطة أساسيّة في مراحل الإعداد الأخيرة». وأشار بلهوان إلى أن التمارين منتظمة في العاصمة المنامة، وهي تجرى على فترتين يومياً مع مراعاة الجهاز الفني للجهد الذي يبذله اللاعبون. وستكون المباراة التجريبية «المغلقة» مع منتخب البحرين يوم الخميس المقبل في 27 الجاري، مناسبة للوقوف على جاهزية العناصر وحضورهم في الملعب، وتترافق مع المهلة التي حددها الاتحاد الآسيوي لإعلان اللائحة النهائية المؤلّفة من 23 لاعباً.
من جانبه، أكّد المدير الفني المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش أن المعسكر حلقة أساسيّة في برنامج الإعداد «الذي أرسيناه منذ حسم التأهّل إلى بطولة آسيا سعياً لتقديم الصورة الأفضل في الإمارات، ويُظهر اللاعبون خلاله قابلية كبيرة، فهم متعاونون ومصممون على التطور، وما أداؤهم المتقدّم أمام أوزبكستان في أوستراليا خلال الشهر المنصرم إلا عينة عن إمكاناتهم وقدراتهم».
ولفت «رادو» إلى أن معسكر البحرين الذي يتضمّن تمارين مكثفة للياقة البدنية، يلحظ الوقاية من الإصابات، وخصوصاً أن «رجال الأرز» سيخوضون 3 مباريات قوية في غضون 9 أيام خلال الدور الأول من نهائيات الكأس القارية.
وتتنوّع التدريبات وفق صيغ مختلفة، محورها تعزيز الحضور البدني أثناء المراوغة والتمركز والتمرير، ويتكامل ذلك مع التدرّب على خطط وفواصل جماعيّة تؤمّن الانسجام بين مختلف الخطوط، ومحاولة سدّ أي نقص بدا جلياً خلال المباريات التي خاضها المنتخب في الأشهر الأخيرة.
وأوضح مدرّب اللياقة فلاديمير كرونيتش أن برنامج الإعداد البدني يُعنى بالعضلات كي تكون «محصّنة» في الاستحقاق الآسيوي. وقال «التناسق مطلوب، كما علينا أن نراعي حالة اللاعبين مع انتهاء مرحلة الذهاب في الدوري اللبناني، لذا فإن برنامج تعزيز اللياقة تصاعدي ودقيق، لينسجم مع المهمات المطلوبة في كأس آسيا».
وفضلاً عن الجانب التدريبي، يشهد معسكر البحرين متابعة حثيثة للاعبين من منطلق الحرص على راحتهم وتوفير الظروف المثلى لتعاونهم، والتي أفضت إلى هذا التأهّل التاريخي وفق المدرب رادولوفيتش، الذي يشدد دائماً على دورهم وفضلهم بما تحقق، لأنه «حصيلة جهدهم وعرقهم ومثابرتهم». وكانوا قد أكدوا تصميمهم على المضيّ قدماً ومتابعة تعزيز هذا الإنجاز في الإمارات.