لا شكّ أنّ عام 2018 كان حافلاً بالمفاجآت والأرقام غير المتوقعة، إن كان على صعيد نتائج الأندية، جداول ترتيب الدوريات الكبرى أو حتى صفقات انتقال اللاعبين. إلا أنّ الحدث الأكبر والذي شهد ولادة أرقام قياسية جديدة كان المونديال الروسي، الذي كان مزداناً بأجمل اللقطات واللحظات التاريخية. إلى جانب نجاح البطولة العالمية من الجانب التنظيمي، إلا أنّ أبرز ما اتسم به المونديال الروسي هو كونه أقل البطولات خشونةً، مقارنةً مع النسَخ السابقة. ولا شكّ أنّ استخدام تقنية الفيديو VAR خلال كأس العالم خلق جدلاً واسعاً وكان له أثر كبير على سير المباريات، إلا أنّه بفضلها عرف المونديال واحدةً من أقل البطولات خشونةً، إذ سجل 4 حالات طرد فقط، لم تأتِ أي منها بعد دور الستة عشر. وتجعل هذه الحالات الأربع مونديال روسيا الأكثر «نظافة» منذ كأس العالم 1978 التي جرت في الأرجنتين، حيث تم إشهار ثلاث بطاقات حمر فقط. ويبقى الرقم القياسي من نصيب مونديال ألمانيا 2006، الذي شهد 28 حالة طرد. كما منح الحكام 28 ركلة جزاء خلال 51 مباراة، وهو رقم قياسي كان لتقنية إعادة الفيديو دور كبير في تحقيقه أيضاً، وبفارقٍ كبيرٍ عن الرقم القياسي في نسخ 1998 و2002 و1990 بـ 18 ركلة محتسبة. إلى جانب ذلك، فقد عرفت كأس العالم الروسية أهدافاً كثيرة في اللحظات الأخيرة، إذ استمتعت منتخبات عديدة كإيران، انكلترا، البرتغال، الأرجنتين وغيرها بموجة من السعادة في رمق المباراة الأخير، ما ساهم في زيادة الإثارة في البطولة. إلا أنّ الرقم القياسي لصاحب الهدف الأكثر تأخراً كان من نصيب توني كروس، الذي سجل الهدف الأكثر تأخراً في عمر كأس العالم، إذ تمكن الدولي الألماني من تسجيل هدف فوز منتخب بلاده في الدقيقة 94 و36 ثانية في شباك السويد، متفوقاً على الايطالي توتي صاحب هدف منتخب بلاده في شباك أوستراليا في الدقيقة 94:26 في مونديال 2006. وعلى غير العادة وللمرة الأولى منذ عام 1982، لم يتأهل أي فريق أفريقي إلى الدور الثاني. لم تقترب مصر أو تونس من الصعود، ولم يكن المغرب محظوظاً، فيما كانت نيجيريا والسنغال على بعد دقائق من التأهل، لكن عندما حسمت الأمور، حلّت خيبة أمل كبيرة على القارة السمراء. إلا أنّ الأخيرة تمكنت من دخول التاريخ عبر أحد أعمدة المنتخب المصري، إذ حقق حارس مرمى منتخب مصر عصام الحضري إنجازاً كبيراً بعد مشاركته في مباراة المنتخب الوطني أمام السعودية في مباراة الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات. الحضري دخل التاريخ بعدما أصبح أكبر لاعب يشارك في تاريخ بطولات كأس العالم عن عمر 45 عاماً و161 يوماً، وتفوق بهذا على حارس المرمى الكولومبي فاريد موندراغون الذي كان أكبر لاعب سناً يشارك في أي مباراة في بطولات كأس العالم، وذلك عندما شارك في مونديال 2014 بالبرازيل وعمره 43 عاماً و3 أيام. إلى جانب ذلك، شهدت النسخة الروسية أسرع بطاقة صفراء في تاريخ المونديال، وكانت من نصيب المكسيكي خيسوس غاياردو، إذ حصل عليها بعد 15 ثانية فقط من انطلاق مباراة منتخب بلاده أمام السويد. كما أنّ المونديال كان مشتعلاً بالنيران الصديقة، إذ حطم الرقم القياسي أيضاً للأهداف المسجلة بالخطأ من قبل المدافعين. فقد تم تسجيل 11 هدفاً بالنيران الصديقة، ليتم كسر الرقم القياسي السابق الذي كان من حصة مونديال 1998 (9 أهداف). يضاف إلى ذلك أرقام قياسية كثيرة كُسرت، لكن لا مجال لحصرها هنا. هكذا، أُسدل الستار على إحدى أكثر البطولات العالمية إثارةً ومفاجأةً. منتخبات عريقة ونجوم من الصف الأول غادروها باكراً، فيما تألق آخرون لم يتوقع أحد عبورهم دور المجموعات. وبعيداً عن كأس العالم، تجدون هنا أبرز الأرقام الكروية التي كانت لافتة عام 2018 في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى.
60 مليوناً في 24 ساعة


بعد 9 سنوات داخل أسوار القلعة البيضاء، فجر كريستيانو رونالدو مفاجأةً من العيار الثقيل بانتقاله إلى يوفنتوس في صفقة تخطت قيمتها المئة مليون يورو. أثارت قيمة الصفقة دهشةً لدى الكثيرين بسبب ارتفاعها بالنسبة إلى لاعب في عمر رونالدو، إلا أنّ وصول البرتغالي إلى النادي الايطالي لم يحقق نجاحاً على المستوى الفني فقط، بل كذلك من الناحية الاقتصادية. فقد باع يوفنتوس نحو 520 ألف قميص تحمل اسم ​كريستيانو ​ في غضون 24 ساعة فقط من إطلاقها للبيع، وتمكن من تحقيق أرباح قياسية بلغت 62,4 مليون دولار، أي تقريباً نصف ما دفعه النادي من أجل التعاقد معه.

100 نقطة في موسم واحد
توج نادي مانشستر سيتي مسيرته المثالية في الدوري الإنكليزي بحسم لقب البطولة قبل أسابيع والوصول إلى مئة نقطة لأول مرة في التاريخ، محطماً رقم تشيلسي برصيد 95 نقطة الذي حققه موسم 2004 - 2005. أصبح السيتي أول فريق في تاريخ «البريمييرليغ» يصل إلى هذا الرقم، ولم يكتفِ النادي الأزرق بلقب الدوري، بل حصد أيضاً عدداً من الأرقام القياسية أبرزها، النادي الأكثر فوزاً بـ 32 انتصاراً، الأكثر تسجيلاً للأهداف، أكبر سلسلة انتصارات متتالية بـ 18 فوزاً، أكبر فارق نقاط عن اللاحق بـ 19 نقطة، وأكبر فارق أهداف بـ 79.

توتنهام في الميركاتو: صفر!
لم يكن إجمالي ما أنفقته الأندية الانكليزية في فترة الانتقالات الصيفية مرتفعاً مقارنةً مع السنوات الماضية، في الوقت الذي كانت فيه أبواب الميركاتو مفتوحة لمدة أقصر من السابق. ونجحت جميع الأندية في إتمام الصفقات، ما عدا نادي توتنهام هوتسبير الذي لم يبرم أي صفقة طوال فترة الانتقالات، وهو ما يعدّ سابقة في تاريخ الدوري الانكليزي منذ بداية العمل بفترة الانتقالات الصيفية عام 2003. مدرب الفريق ماوريسيو بوكيتينو أشار إلى أنه غير نادم على هذه الخطوة، مؤكداً سعادته بالتشكيلة الحالية للفريق. هكذا، فضّل النادي تحجيم إنفاقاته، في ظل الاكتفاء بالأسماء الموجودة في صفوف «السبيرز».

80 مليوناً للحارس الأغلى


بلغ إجمالي ما أنفقته الأندية في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى في الميركاتو الصيفي رقماً قياسياً جديداً قيمته 4,21 مليارات دولار، بحسب ما أكدته دراسة للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا». جاء هذا الرقم بعد ارتفاع المبلغ الإجمالي للانتقالات في البطولات الخمس (إنكلترا، ألمانيا، إسبانيا، فرنسا وإيطاليا) بنسبة 6,6٪ في 2018، إلى 4,21 مليارات دولار، مقابل 3,95 مليارات دولار في العام السابق، و 2,79 مليار دولار في عام 2016. ويعد الدوري الإنكليزي الممتاز الأكثر إنفاقاً، إذ دفعت أنديته الـ 20 ما قيمته 1,44 مليار دولار.

مليار دولار لبرشلونة


حقق نادي برشلونة إنجازاً تاريخياً على صعيد الأندية، بعدما أصبح أول نادٍ يتمكن من بلوغ سقف المليار دولار كإيرادات سنوية. وكشف برشلونة عن قيمة الإيرادات البالغة ملياراً وخمسة ملايين دولار عن الموسم الماضي، مشيراً إلى أنّ النادي تمكن من تحقيق هذا الرقم قبل الموعد المتوقع بأربعة أعوام. وساهم بيع عدد من اللاعبين الكبار في تحقيق برشلونة لهذا الإنجاز المالي، وعلى رأسهم نيمار دا سيلفا، بالإضافة إلى العائدات الضخمة التي حققها النادي من حقوق البث التلفزيوني وشركات الرعاية وعائدات مشاركة الفريق في دوري أبطال أوروبا.

إنفاق قياسي في أوروبا
بلغ إجمالي ما أنفقته الأندية في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى في الميركاتو الصيفي رقماً قياسياً جديداً قيمته 4,21 مليارات دولار، بحسب ما أكدته دراسة للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا». جاء هذا الرقم بعد ارتفاع المبلغ الإجمالي للانتقالات في البطولات الخمس (إنكلترا، ألمانيا، إسبانيا، فرنسا وإيطاليا) بنسبة 6,6٪ في 2018، إلى 4,21 مليارات دولار، مقابل 3,95 مليارات دولار في العام السابق، و 2,79 مليار دولار في عام 2016. ويعد الدوري الإنكليزي الممتاز الأكثر إنفاقاً، إذ دفعت أنديته الـ 20 ما قيمته 1,44 مليار دولار.

4 بطولات في 5 سنوات
أثبت نادي ريال مدريد من جديد هذا العام أنه سيد البطولة الأوروبية الكبرى، حين تُوّج بدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة عشرة في تاريخه، وللسنة الثالثة توالياً على حساب ليفربول الانكليزي. عزز النادي الملكي رقمه القياسي، محرزاً لقبه الرابع في آخر خمس سنوات، فيما تجمد رصيد ليفريول عند 5 ألقاب؛ آخرها في 2005، في مباراة شهدت خروج نجم ليفربول المصري محمد صلاح مصاباً، وأخطاءً فادحة من حارسه الألماني لوريس كاريوس. وبهذا التتويج، تمكن الفريق بقيادة زين الدين زيدان من إنقاذ موسمه بعد خسارة لقبَي الدوري والكأس، ليصبح الفرنسي أول مدرب يحرز اللقب 3 مرات توالياً.

ميسي يغيب بعد 12 عاماً


في واقعةٍ مفاجئة، غاب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن القائمة النهائية المكونة من 3 لاعبين لجائزة أفضل لاعب «ذا بيست»، والكرة الذهبية في العالم، لعام 2018، اللتين فاز بكلتيهما الكرواتي لوكا مودريتش. وجاء غياب ميسي عن القائمة النهائية المرشحة للجائزة، لأول مرة منذ 12 عاماً، إذ تمكن خلالها من الفوز بالكرة الذهبية خمس مرات. ورغم تتويجه بالثلاثية المحلية واحتلاله المركز الأول في قائمة الهدافين برصيد 34 هدفاً، إلا أنه لم يتم ترشيحه في القائمة النهائية التي ضمت: محمد صلاح، كريستيانو رونالدو ولوكا مودريتش.

خسارة 126 مليوناً!


تعرض نادي ميلان الإيطالي لخسائر مادية وصلت إلى 126 مليون يورو خلال ميزانية العام الماضي المالية. جاء هذا خلال فترة امتلاك الصيني لي يونغ هونغ للنادي، وبعد عام كامل من الإنفاق على الصفقات. وأنفق المالك الصيني السابق للنادي 354 مليون يورو في العام الذي شهد توليه المسؤولية في ميلان. من ناحية أخرى، ارتفعت الإيرادات من 212 مليون يورو إلى 255 مليون يورو على الرغم من ارتفاع الإنفاق إلى 354 مليون يورو. وحصل هونغ على قرض من بنك إليوت وفشل في تسديده في الوقت المناسب، ما تسبب في استحواذ البنك على أسهم النادي في تموز/ يوليو الماضي.

3 مدربين في عام
بعد الفرنسي زين الدين زيدان والاسباني جولين لوبيتيغي، تسلّم الأرجنتيني سانتياغو سولاري مهمة الإشراف على الكتيبة المدريدية، ليصبح المدرب الثالث للفريق هذا العام، والمدرب الثالث عشر خلال فترة رئاسة فلورينتينو بيريز للنادي الملكي. الضغوط الكبيرة التي تفرضها الإدارة، وعلى رأسها بيريز، إلى جانب الجمهور المتطلب الذي لا يرضى إلا بالفوز، تصعّب مهمة المدرب، وقد تنتهي إما برحيله كما حدث في حالة زيدان، أو إقالته كما في حالة لوبيتيغي. إلا أنّ الإدارة الحالية تراهن على الأرجنتيني، في الوقت الذي يتطلع فيه الجمهور إلى انفراج أزمة النتائج المخيبة التي يعانيها الفريق.