أخيراً، شاهد مشجعو الفريق اللندني تشيلسي مهاجمهم الجديد يرتدي قميص ناديهم المفضّل. الرقم 9، الرّقم الذي لم يستطع الكثير من المهاجمين السابقين الذين مرّوا على «البلوز» أن يتخلصوا من لعنته، هو رقم المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغوايين لاعب ميلان السابق. إذاً، هكذا انتهى مسلسل «البيبيتا» مع ميلان. مسلسل، لم يدم أكثر من 22 حلقة، سجّل خلالها هيغوايين ثمانية أهداف فقط. هذا ما لم يكن يتوقّعه المهاجم، الذي اعتاد على تسجيل الكثير من الأهداف مع الفرق السابقة. ميلان مختلف عن تشيلسي، وهيغوايين من الممكن أن يكون على حق، فتشيلسي بدوره بحاجة لمهاجم، يعوّض الإسباني ألفارو موراتا الذي أصبح قريباً جداً من أتلتيكو مدريد. في تشيلسي، الأجواء مختلفة، واللاعبون الذين سيكونون بجانب غونزالو، أفضل منهم في ميلان (على أقل تقدير). طبعاً، في تشيلسي لا وجود لمدرب كجينارو غاتوزو، لا يعرف قيمة اللاعبين، ولا يقدّرها بحسب النقاد. أصل المشكلة التي يعاني منها النادي اللومباردي اليوم، تختصر بكلمة واحدة: غاتوزو. المدرب الذي وفي كل مباراة، يقدّم لمشجعي ميلان خطّة جديدة، وأسماء في مراكز مختلفة. غونزالو رحل ليلتقي بماورتسيو ساري، المدرب الذي سجّل هيغوايين تحت إشرافه 36 هدفاً في الدوري الإيطالي (رقم قياسي). في ميلان لا وجود لساري، ولا لكونتي، ولا لغاسبيريني، ولا لسيميوني انزاغي، ميلان لديه غاتوزو.يكفي للمتابعين مشاهدة مباراة واحدة لميلان، لمعرفة أن الفريق يلعب من دون هويّة وهدف، نظراً لوجود غاتوزو. في مباراة، يلحظ فيها أداء هجومي من ميلان، وفي أخرى، يشعر المشجعون بأنهم يشاهدون مباراة لفريق سبال على سبيل المثال، تشكيلة دفاعيّة وعقم هجومي يطرح تساؤلات عدة. الصفقة الجديدة التي أبرمتها إدارة «الروسونيري»، والتي كان خلفها، «ثعلب الميركاتو»، البرازيلي ليوناردو، ستعود على النادي بإضافات كبيرة، نظراً لقيمة الشاب البرازيلي لوكاس باكيتا. الأخير، صانع ألعاب برازيلي، مهاري وقوي في التسديد، لاعب مميّز بكل ما تعينه الكلمة من معنى. إلاّ أن غاتوزو، يستمر مباراة تلو الأخرى، في إشراكه في مركز، لم ولن يعتاد عليه باكيتا في حياته. صاحب الرقم 39، أثبت أن قدراته ومهاراته الفردية عالية، وأنه يستطيع أن يكون «التريكوارتيستا» الحلم بالنسبة لميلان. وعند ذكر غاتوزو، والذي جاور المهاجم الإيطالي بيبو إنزاغي في غرف ملابس ميلان منذ سنوات، لن يتفاجأ النقّاد والمعنيون من تصرفات مدرب، كان يعطي أهميّة للاعب «متواضع المستوى» كباتريك كوتروني، على حساب مهاجم كبير وصاحب خبرة كهيغوايين. مما لا شك فيه، أن كوتروني لاعب شاب وهدّاف جيد، إلاّ أن الفريق تعاقد مع مهاجم، من بين أفضل خمسة مهاجمين في العالم حالياً، ومع ذلك، يقوم غاتوزو بإشراك المهاجمين معاً، ليتصارعا على تسجيل الأهداف. وهذا ما حدث فعلاً في كثير من المباريات، الجمهور يشاهد هيغوايين في مركز صناعة اللعب، وليس رأس الحربة، بسبب وجود كوتروني الدائم في منطقة الجزاء.
يلعب نادي ميلان تحت قيادة غاتوزو من دون روح أو هوية كروية واضحة


من الأفضل لهيغوايين ولميلان ما حدث. فميلان لم يكن يستفيد من هيغوايين، والعكس صحيح. المركز الرابع هو الهدف الرئيسي لإدارة ميلان هذا الموسم، والحفاظ عليه سيكون المهمّة الأصعب. مباراة اليوم أمام نابولي، ستكون صعبة كثيراً على ميلان، نظراً لقوّة فريق الجنوب وللفترة الجيدة التي يمر فيها. ومن الممكن أن يكون الظهور الأول أيضاً، لمهاجم جنوى السابق ولاعب ميلان الحالي البولندي كريستوف بياتك، الذي يكون الضغط الأكبر عليه من دون شك. (المباراة 21:30 بتوقيت بيروت)
بالنسبة لنابولي، الوضع في السان باولو مختلف كثيراً عمّا هو في سان سيرو. استقرار في الأداء، واقتناع شبه تام بالمركز الثاني، نظراً لغياب المنافسة، بعد أن ابتعد اليوفي بتسع نقاط عن الجنوبيين. ستكون مواجهة بين مهاجمين بولنديين، الأول يحمل على عاتقه عبئاً ثقيلاً في ميلان، والثاني يعيش أفضل فتراته، كيف لا وهو بعيد عن الإصابات. ميليك، المهاجم البولندي، الذي أثبت نفسه في نابولي، بعد أن كان كل من الإصابة وساري يحدّان من تطوّره. اليوم، وتحت قيادة المدرب المميز كارلو أنشيلوتي، ها هو ميليك يبرهن للجميع بأنه من طينة المهاجمين الكبار. إضافة لتسديداته المتقنة، ورأسياته التي لا تخيب، لميليك خاصيّة التسجيل من الكرات الثابتة، حيث أنه سجّل هدفين من هذه الكرات (من بينها الأخيرة أمام لاتسيو والتي كانت حاسمة). في نابولي، الأجواء ليست متوتّرة، إلاّ أن غياب الفريق وبعده عن منصات التتويج، يجعل من اللاعبين يحلمون بالخروج. على رغم البيئة النابوليتانية الجميلة، إلاّ أن المصلحة الشخصية والذهب يبقيان قبل أي شيء. المدافع السينغالي كاليدو كوليبالي، من بين الأسماء المطروحة للخروج من الفريق، إلى جانب صاحب الثلاث رئات، البرازيلي آلان. عدم الوقوف على منصات التتويج، أمر يجب أن تتداركه إدارة نابولي، فكوليبالي وآلان اليوم، ربما يشعر لورنزو إنسيني بالشعور عينه، الأمر كذلك بالنسبة لزلنسكي وغيرهم من اللاعبين. على الورق، المباراة أمام ميلان في سان سيرو، سيكون كعب نابولي فيها أعلى من الميلان، نظراً للفوارق بين المدربين، وبين اللاعبين حتّى، إلاّ أن ميلان، لطالما كان نداً قوياً أمام الفرق الكبيرة، وهذا ما شاهدناه أمام يوفنتوس في كأس السوبر. وفي مباريات أخرى من الجولة، يستقبل أتلاتنا في ملعبه «بيرغامو» فريق روما، بينما ستسافر بعثة الـ«بيانكونيري» إلى روما، لمواجهة قويّة أمام لاتسيو في أبرز مباريات هذا الأسبوع من الدوري الإيطالي.