منذ اليوم الذي عاد فيه البرتغالي جوزيه مورينيو إلى تدريب تشلسي الإنكليزي، بدا جليّاً أنه سيبني على نقاط القوة التي لمسها في الفريق اللندني والتي تتناسب مع الأسلوب المعتمد في إنكلترا. كذلك، أراد مورينيو أن يبني على نتائج عمل الإداريين في سوق الانتقالات، الذي جلب معه بعض اللاعبين الذين يلتقون مع هذا الأسلوب. وهنا الكلام بالتحديد عن تصويب مورينيو عمله نحو الاعتماد بشكلٍ كبير على الأطراف حيث وجد «جوهرة» اسمها البلجيكي إدين هازار الذي يبدو الأقوى في هذا المجال من أيٍّ كان. أما النقطة الثانية الخاصة بالانتقالات فأفرزت الألماني أندريه شورله الذي رحّب مورينيو باستقدامه قبل مجيئه. وانطلاقاً من هذين الاسمين رأى «مو» أنه سيكون باستطاعته البناء على نقطة القوة لديه، فذهب إلى استقدام البرازيلي ويليان الذي يمكنه اللعب في وسط الملعب كما الجناح، ثم أخيراً المصري محمد صلاح الذي يبرع على الأطراف. لكن رغم وفرة الأسماء، يحجب لمعان هازار نجومية أي كان؛ إذ لا شك في أن مورينيو يقوم بحسابات دقيقة قبل إشراك أي كان على أحد الجناحين، لكن ليس البلجيكي الذي يبدو من كوكبٍ آخر، يضعه من دون شك في مركزٍ قوي للمنافسة على لقب أفضل لاعب في الـ«بريميير ليغ» هذا الموسم مع الأوروغواياني لويس سواريز والأرجنتيني سيرجيو أغويرو والويلزي أرون رامسي الذين حصدوا أعلى العلامات.

وهازار وصل إلى لندن من ليل الفرنسي لاعباً عُرف عنه براعته في اللعب خلف المهاجمين، لكنه أراد محاربة الإنكليز بأسلوبهم حيث الاعتماد كبير في الفرق الإنكليزية على لاعبي الأجنحة. واللافت أن مستواه سار بنحو تصاعدي حتى تفجّرت موهبته هذا الموسم ليظهر الخصوم أمامه وكأنهم أطفال يلهو بهم كيفما شاء. وهذه المقولة تنطبق تماماً على ما خطّه في المباراة الأخيرة لتشلسي أمام مانشستر سيتي، فكان سبباً رئيسياً في فرض «البلوز» شخصيتهم على «السيتيزنس».
بكل بساطة، يصعب تشبيه هازار بأي لاعبٍ آخر، فهو «مخلوق هجين» يجمع مزايا عدة، إذ تراه أحياناً على صورة الفرنسي تييري هنري عندما ينطلق بسرعة رهيبة باتجاه مرمى الخصوم متخطياً المدافعين من دون عناء قبل تسديده باتجاه الهدف. وفي أحيانٍ أخرى يبدو في مشاكساته في وسط الميدان أقرب إلى الفرنسي الآخر إيريك كانتونا، لا بل يمكن تصويره على الجناح وكأنه البرتغالي كريستيانو رونالدو بسبب دقّة كراته العرضية أو تسديداته القوية.
الحقيقة أن هازار من اللاعبين القلائل في العالم الذين يمكنهم فعل أي شيء مطلوب على المستطيل الأخضر، وهذا ما يترك تصوّراً قابلاً للتحقيق بأن منتخب بلجيكا سيكون ذا شأن كبير في نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، حيث إن ما يقوم به هازار من دورٍ قيادي يشبه إلى حدٍّ كبير ما فعله ذاك النجم التاريخي لمنتخب «الشياطين الحمر» إنزو شيفو في مونديال 1986 عندما قاد بلاده إلى دور الأربعة.
تشلسي بطلاً لإنكلترا وأوروبا، وبلجيكا تؤدي دوراً أساسياً في المونديال؟ لمَ لا، ما دام هازار يرتدي ألوان الفريقين المذكورين.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem