استحق يوم الأحد في ختام الأسبوع السادس عشر من الدوري اللبناني لكرة القدم تسمية «أحد التعادلات» حيث لم يشهد هذا النهار أي فوز في ثلاث مباريات. تعادل التضامن صور مع الصفاء من دون أهداف، والشباب الغازية مع طرابلس (2-2)، والأنصار مع البقاع (2-2). لم ينجح أي طرف في لقاءَي «الست نقاط» بالخروج فائزاً في مشوار الهروب من الهبوط إلى الدرجة الثانية. خرج الصفاء بنقطة مع التضامن على ملعب صور، في لقاء لم يشهد أهدافاً مع سيناريو ظالم لصاحب الأرض الذي استحق الفوز. منح حارس الصفاء أحمد تكتوك فريقه نقطة غالية حين وقف سداً منيعاً في وجه الهجمات الصورية، خصوصاً في ربع الساعة الأخير. وخرج التضامن «يندب حظه» على فوز ضائع وثلاث نقاط مستحقة.

على بعد كيلومترات من صور، كان لقاءٌ آخر من نوعية «الست نقاط» ينتهي أيضاً بالتعادل (2-2) على ملعب كفرجوز بين الغازية وطرابلس. لقاء مجنون خطف فيه طرابلس تعادلاً غالياً بعد أن قلب الغازية الطاولة عليه. فصاحب الأرض حوّل تأخره بهدف سجّله لاعب الغازيّة الغاني إسماعيل أنتيري خطأ في مرمى الحارس الجنوبي محمد سنيتنا، إلى تقدّم بهدفي خليل بدر ومصطفى الشمعة. مسجّل الهدف الأول عوّض على فريقه إهداره ركلة جزاء قبل دقائق بطريقة غريبة. حادثة قد تكون درساً للاعب الشاب بضرورة عدم الاستهتار بالخصم. فبدر سدد ركلة الجزاء باستخفاف نجح في التقاطها الحارس الطرابلسي نزيه أسعد. لكن بدر عاد وعوّض خطأه بتسجيل هدف التعادل قبل أن يتقدم فريقه عبر الشمعة. وكان الغازية في طريقه لإحراز النقاط وحسم مسألة هروبه من الهبوط بشكل كبير، لكن لاعب طرابلس محمد مقصود كان له رأي آخر.
كان لاعب الإخاء أحمد حجازي نجم الأسبوع بهاتريك في شباك الراسينغ

اللاعب البديل الذي دفع به المدرب فادي عياد كأول أوراقه في الدقيقة 63، خطف التعادل في الوقت القاتل وتحديداً في الدقيقة 93 حين سجّل الهدف الثاني لطرابلس ومنح فريقه نقطة غالية. ختام الأسبوع على ملعب بيروت البلدي أيضاً انتهى بالتعادل (2-2) بين الأنصار والبقاع. هو التعادل الأول للأنصار بعد فوزين متتاليين على الصفاء والسلام زغرتا. أهدر الأنصاريّون الفوز حين ضاعت الكرات أمام مرمى الحارس البقاعي مصطفى بواب. لكن الأكثر قلقاً في التعادل ليس فقدان نقطتين بل تأكيد معادلة أن لاعبي الأنصار لا يستطيعون اللعب تحت الضغط. فـ«الأخضر» الذي يقدم أجمل العروض هذا الموسم بين الفرق الـ12 ويحقق النتائج الجيدة، ارتفع مستواه بشكل لافت بعد أن ابتعد عن المنافسة. أصبح الأنصار يفوز بنتائج كبيرة وعروض ممتازة. بدا واضحاً أن اللاعبين تحرروا من الضغط فقدموا الكثير مما يملكونه، لكن حين ضُغِط الفريق تعثّر. بالأمس نجح الضيوف البقاعيون في وضع صاحب الأرض تحت الضغط مع تقليص الفارق ومن ثم معادلة النتيجة. بل كادوا يخطفوا نقاط المباراة قبل أن يستفيق الأنصاريون ويهددوا المرمى البقاعي لكن من دون جدوى.
مباراة الأنصار كانت مناسبة للاعبه عباس عطوي «أونيكا» أن يؤكّد أنه «جوهرة» الأنصار الحالية. سجّل الهدف الأول وصنع الثاني للحاج مالك، ووضع الأخير مراراً أمام مرمى الخصم، قبل أن ينهي أمسيته بتقديم هدية لزميله الغيني أبو بكر كامارا أهدرها الأخير برأسية فوق المرمى أبقت التعادل سيّد الموقف. هذا لا ينتقص من أحقية البقاعيين في خطف نقطة. فالضيف الأصفر قاتل لأجل هذه النقطة الغالية. ونجح مدربه المصري أحمد الحافظ في إبقائه في أجواء المباراة على رغم تأخره مرتين. في المرة الأولى سجّل مامادي نغام، وفي الثانية باب ديالو، ليخرج البقاع متعادلاً من قلب بيروت.
الأسبوع السادس عشر كان أسبوع لاعب فريق الإخاء الأهلي عاليه أحمد حجازي حين سجّل ثلاثة أهداف من أصل أربعة في شباك الراسينغ الجريح. الرابع سجله حبيب شويخ بطريقة جميلة. رباعية نظيفة للجبليين منحتهم الفوز الثاني على التوالي بعد سلسلة نتائج متواضعة، وزادت من حراجة موقف الراسينغ في أسفل الترتيب. عدّة رابحين من الأسبوع السادس عشر. العهد، السلام زغرتا، الإخاء الأهلي عاليه، والبقاع، أما أبرز الخاسرين فكان النجمة والراسينغ وشباب الساحل.