قفز نادي ميلان الإيطالي إلى المركز الثالث في سلّم ترتيب الدوري الإيطالي لكرة القدم. نتائج إيجابيّة متتالية وضعت الفريق في مركز منافس على مقعد في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. الأخبار المتعلّقة برحيل المدرب جينارو غاتوزو ذهبت إلى غير رجعة، على الأقل هذه الفترة. أخبار سعيدة لفريق لطالما كان نداً في بطولة كالـ«تشامبيونز ليغ»، تعد بالخير بالنسبة إلى ميلان الذي يمكن القول إنه يسير على الطريق الصحيح ليعود من جديد ميلان الأوروبي، لا ميلان الدوري الأوروبي.لم يخسر ميلان غاتوزو في آخر تسع مباريات في الدوري الإيطالي، بل حقق الفوز في ست مباريات منها. فرحة الانتصارات عادت إلى ملعب السان سيرو، حتى على حساب أبرز الفرق المنافسة في إيطاليا (الفوز على نابولي بهدفين دون رد في دور ربع النهائي من بطولة كأس إيطاليا، والفوز في أحد أصعب الملاعب في إيطاليا، وتحديداً في ملعب «بيرغامو» الخاص بنادي أتلانتا). هناك العديد من الأسباب لعودة ميلان وسيره على السكة الصحيحة من جديد، لعلّ أبرزها المدير الرياضي للنادي، البرازيلي ليوناردو. الأخير، استطاع في فترة سوق الانتقالات الشتوية جلب لاعبين اثنين، غيّرا شكل الفريق تماماً، هما المهاجم البولندي المميز كريستوف بياتك، لاعب جنوى السابق، وصانع الألعاب البرازيلي لوكاس باكيتا نجم فريق فلامينغو البرازيلي السابق. هذان الاسمان تركا بصمتهما بسرعة كبيرة على أداء فريق المدرب الإيطالي جينارو غاتوزو. كيف لا، وقد أصبح ميلان يمتلك أحد الهدّافين المنافسين للمهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على صدارة هدّافي الدوري (يملك رونالدو 19 هدفاً في الصدارة، بينما يحتل بياتيك المركز الثاني برصيد 18 هدفاً ما بين ميلان وجنوى).
فاز ميلان في 6 مباريات من آخر 9 مباريات خاضها في الدوري الإيطالي


الجميع بدأ يتحدّث، ومن بينهم أبرز الصحف الإيطالية، عن أن ليوناردو، علم كيف يحلّ أزمة الفريق، واستطاع انتداب ما وصفوه بـ«كاكا الجديد»، ولو كان في الأمر نوع من المبالغة، إلّا أن الصغير البرازيلي، بدأ ينسجم شيئاً فشيئاً مع الفريق، ويصبح دوره من أهم الأدوار على أرض الملعب. إضافة إلى الثنائي باكيتا وبياتيك، لميلان مفاتيح لعب موجودة من البداية، وهي كل من المميّز سوسو الإسباني، والتركي هاكان شالهانوغلو. ومع هذا الرباعي، يوجد لاعب آخر له تأثير كبير في تحسّن أداء الـ«روسونيري»، هو لاعب الارتكاز الفرنسي تيمو باكايوكو. فقد الأخير الكثير من مستواه الذي كان عليه في نادي الإمارة الفرنسية موناكو عندما مرّ بالمحطّة الإنكليزية تشيلسي. إلّا أنه سرعان ما استعاد قدراته لاعباً محورياً في ميلان، ليكون من بين أبرز الأسماء التي وضعت ميلان وغاتوزو في المركز الثالث، متفوقَين على غريمهما التقليدي إنتر ميلانو. ولا يمكن إنكار ما يقدّمه حارس المرمى الإيطالي الشاب جيانلويجي دوناروما، الحارس الذي لطالما أنقذ فريقه من الأهداف المحققة. فحتى يكون الفريق ناجحاً، يجب أن يمتلك حارس مرمى على مستوى عالٍ ومتألق في كل المباريات. إذاً، كلها عوامل إيجابيّة رفعت من مستوى الفريق اللومباردي، وأصبح منافساً حقيقيّاً على المركز الثالث الذي احتله عن جدارة واستحقاق بفعل لاعبيه الجدد. لكن في كل مشروع ناجح، لا بد من وجود بعض الطاقات السلبيّة التي من الممكن أن تؤثر بأداء الفريق، ومن بينها قرارات غاتوزو غير المبررة خلال المباراة.
يمتلك النجم السابق والمدرب الحالي لميلان مهاجماً سكن قلوب مشجعي الفريق باحتفاليّته المميزة، التي بدأ الجمهور ينشد لها أغنية خاصة، إنه بياتيك، الذي أصبح «شيفشينكو الجديد»، وهو من أبرز المنافسين على لقب الهدّاف. مع وجود كل هذه العوامل الإيجابية بالنسبة إلى بياتيك، يصرّ غاتوزو على استبداله عند الدقيقة السبعين، وإقحام «معشوقه» باتريك كوتروني، المهاجم الإيطالي الشاب الذي منذ قدوم بياتيك أصبح لاعباً احتياطياً. أضف إلى ذلك، أن غاتوزو يقوم بالعملية عينها مع البرازيلي باكيتا، وكأن به يقول: «سأُخرج لاعبي ليوناردو، وأُدخل اللاعبين الذين يخصّونني، وهم كل من فابيو بوريني وباتريك كوتروني». الأخير، خرج وكيل أعماله عن صمته، وقال إن مسألة بقائه في ميلان باتت صعبة، خصوصاً أنه أصبح الخيار الثاني بعد البولندي القناص بياتيك. في النهاية، فوز ميلان الأخير أمام ساسولو، وضعه في المركز الثالث أمام الإنتر، ومن هنا، تبدأ المهمّة الأصعب، وهي مهمّة الحفاظ على هذا المركز.