لكل فريق هويّته الخاصّة. فعلى سبيل المثال، اشتهر كل من أياكس أمستردام وبرشلونة تاريخيّاً بالكرة الشاملة، واللامركزية في الأداء. الفرق الإيطالية، باستثناء ميلان، اشتهرت بالدفاع، والذي يعرف بالـ«كاتيناتشو الإيطالي». الفرق الإنكليزية، تميّزت بالكرات الطويلة. وبحسب طريقة اللعب، تقوم الأندية باستقدام اللاعبين. برشلونة، لديه علاقة تاريخية مع اللاعبين اللاتينيين، وتحديداً البرازيليين والأرجنتينيين. مثال آخر، فريق شختار دونيتسك الأوكراني، اشتهر في السنوات الماضية باستقطابه الكثير من اللاعبين البرازيليين. اليوم، يلتقي من روما الإيطالي، بفريق لديه فلسفته الخاصّة، وهو نادي بورتو البرتغالي. بورتو، أحد أبرز الفرق التاريخيّة في البرتغال، والفائز بلقب دوري أبطال أوروبا مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في 2004، لديه علاقة خاصّة ومثيرة للاهتمام مع اللاعبين أصحاب الجنسيّة المكسيكية، فلماذا يشعر هؤلاء اللاعبون بالراحة بين أسوار ملعب «الدراغاو» تحديداً، وفي البرتغال بصورة عامّة؟
عندما بدأ لاعبو المنتخب المكسيكي هجرتهم إلى القارة العجوز قبل حوالى 15 سنة، كان طموحهم اللعب في ثلاث دوريات أساسيّة هي: «الدوري الإنكليزي الممتاز، الدوري الإسباني والدوري الإيطالي». ولكن في السنوات الخمس أو الست الأخيرة، كان الدوري البرتغالي الممتاز بمثابة ملتقى مكسيكي شعبي، يذهب إليه أبرز اللاعبين المكسيكيين، وذلك لشعورهم بالراحة النفسية والمعنوية هناك. من بين 11 لاعباً مكسيكياً ينشطون في أوروبا، كانوا ضمن التشكيلة المستدعاة للمشاركة في تصفيات كأس العالم الروسية الأخيرة، هناك ثلاثة لاعبين ينشطون في الأندية البرتغالية. ويمكن لهذا العدد أن يزداد مع الوقت، مع انتشار هذه الثقافة في البرتغال، وشعور اللاعبين المكسيكيين بالراحة والاستقرار المادي والنفسي، وهو الأمر الذي ينقلونه إلى زملائهم في بلادهم.
يحتاج نادي بورتو إلى الفوز بهدف مقابل لا شيء للتأهل إلى الدور المقبل


يقول فيرناندو غوميس أحد أبرز أساطير النادي البرتغالي بورتو، والذي يشغل اليوم منصب مدير الكشافين (أي المدير الرياضي) في النادي، والذي بالمناسبة، يضم أربعة أعضاء مكسيكيي الجنسية، «البرتغال بيئة جيدة لتجنب مواجهة ثقافية مع الدوريات الأوروبية الأخرى، وتعتبر بيئة مميّزة ومناسبة تماماً للاعبين القادمين من أميركا الجنوبية أو من أميركا الوسطى، أي أن نوعية اللاعبين التي تأتي لبورتو على سبيل المثال، يوجد الكثير من الخصائص المشتركة بينها وبين بورتو، والذي من الممكن أن ينتج مزيجاً جيداً من اللاعبين المكسيكيين». أسماء مكسيكية عدّة برزت في الدوري البرتغالي، ما يعطي دليلاً على أن البوّابة التي يمكن أن يعبر من خلالها اللاعبون المكسيكيّون إلى الدوريات الأوروبيّة الأبرز، هي البوابة البرتغالية وتحديداً من دوري الدرجة الأولى، والمعروف بالـ«ليغا نوس». من بين هؤلاء اللاعبين، كل من: هيكتور هيريرا قائد بورتو الحالي، زميله ومواطنه خيسوس كورونا المميّز باللعب بكلتا القدمين، بالإضافة إلى المنتقلين حديثاً كل من راؤول خيمينيز وميغيل لايون إلى كل من وولفرهامبتون الإنكليزي وفياريال الإسباني (مونيتري المكسيكي في فترة لاحقة). النجم هيكتور هيريرا يؤكد كل ما يُقال، فهو وصف بورتو بالمنزل، وأن العادات متشابهة جداً بين المكسيك والبرتغال. بورتو، ليست مكاناً مريحاً فقط للاعبين المكسيكيين، بل لأغلب مواطني الأميركيتين، والقصد هنا، توافد لاعبين برازيليين كثر أيضاً إلى كل من بورتو، والأمر عينه بالنسبة الى الغريم التقليدي بنفيكا، حيث ينسجم البرازيليّون أكثر من المكسيكيين، وذلك بحكم اللغة المشتركة بين البلدين. وهذه القاعدة لا تستثني اللاعبين الأرجنتينيين أيضاً.
مباراة اليوم بين بورتو صاحب الأرض ونادي العاصمة الإيطالية روما (22:00 بتوقيت بيروت)، سيشارك فيها بكل تأكيد كل من: هيريرا وخيسوس كورونا، ومعظم اللاعبين البرازيليين، يتقدّمهم الظهير الأيسر المميز ألكس تيليس، والموهوب الصغير أوتافيو مونتيرو. مباراة سيمتلئ فيها ملعب «دراغاو» عن آخره، لمساندة أبناء بلدهم ومشاهدة من أصبحوا جزءاً من هذا البلد أيضاً، يفوزون ربّما على روما، ولمَ لا، التأهّل إلى الدور المقبل؟ كل ما يحتاج إليه الفريق هو الفوز بهدف نظيف، وهو ما يعد مهمّة ليست مستحيلة.