يعود هدير محركات سيارات سباق الفورمولا واحد من جديد يوم غدٍ الأحد، إذ ينطلق سباق جائزة أوستراليا الكبرى، أولى مراحل بطولة العالم لسباقات السرعة، وذلك على حلبة ألبرت بارك في ملبورن. من السهل توقع منافسة كبيرة بين البريطاني لويس هاميلتون سائق فريق مرسيدس، والألماني سيباستيان فيتيل سائق سكوديريا ـــ فيراري، اللذين يعيشان صراعاً مستمراً من أجل معركة الفوز باللقب. وفيما تألق هاميلتون ونجح في اقتناص اللقب، لا سيما في العامين الأخيرين، إلا أنّ دخول تعديلات جديدة على البطولة هذا العام قد يلعب دوراً في تغيير موازين القوى. نجح لويس هاميلتون العام الماضي في الفوز ببطولة العالم الخامسة له، ليقترب أكثر فأكثر من معادلة الرقم التاريخي للألماني مايكل شوماخر، الذي يمتلك في جعبته 7 بطولات. ولا شكّ في أنّه إذا تمكن البريطاني من إعادة تقديم المستوى الذي كان عليه سابقاً في البطولة الحالية، فسيكون من الصعوبة بمكان منعه من تثبيت خُطاه نحو لقبه السادس. إلا أنّ هاميلتون ليس الوحيد الذي يبحث عن متابعة أمجاده، إذ يسعى أيضاً فريقه (مرسيدس) للقب «الصانعين» السادس له توالياً، ليعادل بذلك رقم فيراري، الذي فاز بـ6 ألقاب بين عامي 1999 و2004. لكنّ فريق مرسيدس أثار شكوكاً في سلسلة التجارب قبل بداية الموسم، مدّعياً مراراً وتكراراً أنّ «فيراري أسرع». هذا وقد قلّل لويس هاميلتون حامل اللقب من أهمية الحديث عن ضرورة تحقيق انتصارات كبيرة في بداية الموسم، قائلاً إنه لا يزال أمام فريقه الكثير من العمل لتطوير السيارة قبل السباق الافتتاحي في أوستراليا. وكما المتوقع، لم يقف القيّمون على مرسيدس مكتوفي الأيدي أمام ما يحصل. فرغم حديث هاميلتون، إلا أنّ البريطاني نجح في فرض سيطرته أمس الجمعة على جولتي التجارب الحرة لجائزة أوستراليا الكبرى، منهياً الجولة الصباحية متقدماً بفارق ضئيل بلغ 0,038 ثانية على غريمه سائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل. وبعدما كثر الحديث خلال فترة التجارب الشتوية عن تفوّق فيراري على مرسيدس، أظهر هاميلتون أنّ شيئاً لم يتغير من حيث الأفضلية. وأشار السائق البريطاني إلى أنّ تركيزه ينصبّ فقط على وصول سيارته (دابليو 10) إلى خط النهاية على حلبة ألبرت بارك يوم غد، فيما يبدو من غير المرجّح أن يتحدد البطل هذا الموسم بشكل مبكر.
وفي الوقت الذي يعوّل فيه فريق مرسيدس على هاميلتون الذي أصبح «أقوى من أي وقت مضى»، بحسب تعبيره، بعد تحقيقه أحد أفضل مواسمه عام 2018، ومع وجود الفنلندي فاليتري بوتاس الساعي إلى رد الاعتبار بعد موسم مخيب للآمال، قام فريق فيراري في المقابل بإجراء الكثير من التغييرات من أجل أن ينجح أخيراً في الظفر باللقب بعد موسمين قويين، ولكنهما شهدا بعض الأخطاء داخل الحلبة أو خارجها. واستهلّ فيراري تغييراته عبر السائقين، إذ تعاقد مع شارل لوكلير من موناكو للمنافسة إلى جانب فيتل، قبل أن يشمل التغيير إدارته، حيث استبدل مديره ماوريتسيو أريفابيني بالمدير التقني ماتيا بينوتو.
هذا وقد طرأت هذا العام عدة تعديلات جديدة على البطولة العالمية، بعدما أعلن الاتحاد الدولي للسيارات عن تعديلاتٍ تقنية، أبرزها تغيير عنصر الانسيابية (وهو العنصر الذي يضمن ثبات السيارة). ومن المتوقع أنّ تغيير قواعد الانسيابية سيجعل سيارات البطولة أبطأ بمعدل ثانية ونصف في اللفّة، ما سيؤثر حُكماً على أداء السيارات المشاركة. وسيمنح الاتحاد الدولي للسيارات نقطة واحدة لأي سائق يسجل أسرع زمن للفة، بشرط أن ينهي السائق سباقه ضمن أول 10 مراتب في ترتيب السباق. وسيحصل الفريق الذي ستسجل إحدى السيارات لديه أسرع زمن للفة، على نقطة إضافية في بطولة العالم للصانعين.
إلى جانب ذلك، تم إجراء تعديلات على الجناحين الأمامي والخلفي للسيارة، وكذلك المكابح الأمامية، ليصبح من الأسهل على السيارات ملاحقة بعضها بعضاً وزيادة القدرة على تجاوز المنافسين. وأتت هذه الإجراءات بعد أبحاثٍ أجرتها معظم الفرق ونالت دعماً من شركة ليبرتي ميديا المالكة للحقوق التجارية للبطولة. وفي الوقت الذي كانت تعتبر فيه أوروبا المركز التقليدي لهذا السباق قبل ظهور حلبات في دولٍ آسيوية، ستستضيف أوروبا 11 سباقاً من أصل 21 هذا العام، بينما توزع السباقات الباقية كالآتي: خمسة في آسيا، أربعة في القارتين الأميركيتين (البرازيل، المكسيك، الولايات المتحدة وكندا)، وواحد في أوستراليا.