خاض منتخب لبنان الأولمبي لكرة القدم أول حصّة تدريبيّة رسمية له في بيروت، بصفوف شبه مكتملة قبل يومين على سفره إلى السعودية (يغادر غداً الأربعاء) للمشاركة في تصفيات كأس آسيا، التي ستقام مطلع العام المقبل في تايلاند والمؤهلة إلى أولمبياد طوكيو 2020. الحصّة التدريبيّة هي الأولى، للمنافسة على المركز الأول في المجموعة الرابعة إلى جانب الإمارات والسعودية والمالديف. أول تدريب قبل المباراة الأولى بأربعة أيام، وهذا ما يترك انطباعاً بأن الحظوظ ضعيفة جداً.تختلف استعدادات منتخب لبنان الأولمبي لكرة القدم عن تلك التي تقوم بها المنتخبات المنافسة له في تصفيات كأس آسيا. أربع حصص تدريبية فقط يخوضها المنتخب الأولمبي قبل مباراته الأولى مع الإمارات في 22 من شهر آذار/مارس الجاري. المنتخبان السعودي والإماراتي بدآ استعداداتهما قبل شهر عبر معسكرين. المنتخب المالديفي، من جهته، أقام معسكراً خارجياً وآخر داخلياً. المنتخب اللبناني انخرط في معسكر داخلي أول من أمس الأحد، وهو سيتدرب فعلياً بشكل كامل مرتين في لبنان ومرتين في السعودية، ومن ثم يواجه الإماراتيين، في مباراة لن تكون سهلة على لاعبي المنتخب اللبناني.
لن يتدرب منتخب لبنان سوى أربع مرات قبل مباراته مع الإمارات


كثيرة هي الأصوات التي علت منتقدة استعدادات المنتخب الأولمبي. إذ لا يُعقل أن تكون المنتخبات الأخرى في المجموعة تقيم معسكرات ومنتخب لبنان يكتفي بأربع حصص تدريبية. لكن في لبنان، وكما كل شيء يسير «بالمقلوب»، انتهت الأمور على بعض الحصص التدريبية نظراً لارتباط اللاعبين مع أنديتهم، ولكون معظمهم من الأساسيين في فرقهم. الحل الوحيد كان بتوقيف الدوري ومنح المنتخب فرصة الاستعداد، ولكن هذا لم يحدث. سببان حالا دون توقيف الدوري. الأول عدم القدرة على إطالة أمد الدوري إلى شهر أيار/مارس لتزامن بدء شهر رمضان المبارك، ما يجعل إقامة المباريات في النهار أمراً صعباً على اللاعبين الصائمين من جهة وعدم القدرة على إقامة المباريات ليلاً لغياب الإنارة عن معظم الملاعب من جهة ثانية. ويضاف إلى ذلك الروزنامة (الجدول) الضاغطة لناديي العهد والنجمة في كأس الاتحاد الآسيوي. السبب الثاني أن معظم الأندية لا تحبذ امتداد البطولة إلى شهر أيار/مارس لانتهاء عقود لاعبيها الأجانب في 30 نيسان/أبريل، وهو ما يمكن أن يكبدها رواتب إضافيّة، في وقت تعاني فيه معظم أندية الدرجة الأولى من مشاكل ماليّة أصلاً. وفي هذا الإطار أيضاً، تساءل البعض عن عدم انتهاج الأسلوب الذي ذهبت إليه قطر. فهذه الأخيرة أوقفت اللاعبين الذين سيشاركون في المنتخب الأولمبي عن اللعب مع أنديتهم، حتى اللاعبين الذين يشاركون في الدرجة الأولى، وانخرطوا مع المنتخب في معكسر وتدريبات مكثفة قبل وقت طويل من انطلاق التصفيات.
في الاعتبارات اللبنانية تبدو الأسباب واقعية، لكن في الاعتبارات الكروية أقل ما يقال أنها «كارثية». المهم أن منتخب لبنان سيغادر غداً إلى السعودية بمجموعة من اللاعبين يجدهم المدير الفني لمنتخب لبنان الأول المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش، المشرف على استعدادات المنتخب بقيادة مساعده الصربي ميليتش كورسيتش، الأفضل نسبة إلى المنتخب السابق. ويقول: «المشكلة في عدم وجود وقت كافٍ للإعداد. فاستحقاق كهذا يحتاج إلى فترة إعداد لـ 15 يوماً على الأقل، وبالتالي كان يجب توقف الدوري قبل فترة. على المسؤولين عن وضع روزنامة البطولات أخذ استحقاقات المنتخبات وفترة استعداداتها بالاعتبار»، يقول رادولوفيتش لـ«الأخبار» عقب تمرين المنتخب أمس.
أسئلة كثيرة طُرحت عند معرفة الأسماء المختارة للانضمام إلى المنتخب بعد فترة تجارب بدت «شكلية»، وأقيمت على ملاعب قصقص، في ظل معرفة العناصر التي يتكوّن منها المنتخب الأولمبي. غابت بعض الأسماء التي كان يتوقع البعض أن تكون موجودة، كلاعبَي النجمة مهدي الزين ومحمود كعوار، ولاعب فريق الراسينغ كريم مكاوي. حضرت أسماء أخرى أيضاً أثارت الاستغراب، كلاعب الراسينغ يوسف الحاج، وحارس الصفاء محمد طه، ولاعب الأنصار موسى الطويل.
رادولوفيتش أشار إلى أن الاختيارات جاءت وفقاً للحاجة في المراكز. فالزين وقعوار يلعبان في مركز يوجد فيه لاعب العهد حسين منذر، ولاعب السلام زغرتا يوسف بركات، ولاعب النجمة يحيى الهندي. وبنظر المدرب المشرف المونتينيغري، فإن الموضوع يتعلّق بالحاجة، لا بالأسماء، و«اللاعبون المختارون يشاركون مع فرقهم أكثر من اللاعبين الذين لم يُستَدعوا».

الحظوظ في الوصول إلى البطولة في تايلاند «50% ـ 50%»


أما بالنسبة إلى الحاج وطه والطويل وغيرهم، فقد علمت «الأخبار» أن استدعاءهم يأتي من ضمن التشكيلة الكبرى، وقد لا يكونون أساسيين في مباريات المنتخب الرسمية خلال التصفيات.
الأجواء في الحصة التدريبية الأولى بدت إيجابية، حيث تسود قناعة بأن عناصر المنتخب يتمتعون بمواهب كبيرة، وهناك لاعبون جيدون في معظم المراكز. المشكلة الوحيدة قد تكون في مركز قلب الدفاع بعد إصابة لاعب العهد جمال خليفة. فالخيار كان بالاعتماد على خليفة ولاعب النجمة حسين شرف الدين، لكن إصابة الأول فرضت تعديلاً قد يدفع بلاعب العهد مصطفى كساب مدافعاً ثانياً. المشكلة أن اللاعبين يستخدمان (يلعبان) الرجل اليسرى، لكن ليس أمام ميليتش كورسيتش سوى كساب وشرف الدين ولاعب الراسينغ مارك مهنا خياراً ثالثاً، حيث إن الأخير يلعب ظهيراً، وليس في مركز قلب دفاع.
بعد كل ما تقدّم، ما حظوظ منتخب لبنان في التصفيات التي يتأهل إلى النهائيات عن كل مجموعة صاحب المركز الأول في المجموعات الـ11 إلى جانب أفضل أربع منتخبات احتلت المركز الثاني؟ سؤال وجّه إلى المشرف على المنتخب ومدرب المنتخب الأوّل، فقال: «لا يجب على الجمهور اللبناني توقّع الكثير. ففترة الاستعداد كانت قصيرة، والمدرب لا يملك عصاً سحرية تحقق الإنجازات بين ليلة وضحاها. ما حققناه مع المنتخب الأول بالتأهل إلى نهائيات كأس آسيا كان بعد عمل دام سنتين ونصف، وليس بيوم أو يومين» يجيب ردولوفيتش عن واقع المنتخب الأولمبي في التصفيات الآسيوية. وحين يُسأل عن نسبة الحظوظ في الوصول إلى البطولة في تايلاند، يجيب: «50% ـ 50%».