عزز نادي العهد اللبناني لكرة القدم حظوظه بالتأهّل إلى الدور الثاني من كأس الاتحاد الآسيوي، عقب فوزه على السويق العماني (4-2)، على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، ضمن الجولة الثالثة من المجموعة الثالثة من دور المجموعات. فوزٌ هو الأول آسيوياً للعهد هذا الموسم بعد تعادلين مع القادسية الكويتي والمالكية البحريني، وقبل المواجهة مع الإخاء الأهلي عاليه، ضمن الأسبوع العشرين من الدوري اللبناني، التي قد تحسم اللقب الثالث توالياً لـ«الأصفر» نهاية الأسبوع.«هاتريك» لمحمد قدوح، مشاركة أساسية لربيع عطايا، حضورٌ أول لمهدي فحص، وإصابة السوري ثائر كروما. كُلّها عناوين للمباراة التي جمعت بين متصدّر الدوري اللبناني وثامن الدوري العماني. فوزٌ كان متوقّعاً لفريق المدرب باسم مرمر، فالتعثّر في هذه المباراة كان يعني نهاية الحلم الآسيوي الذي يطمح إليه العهد أكثر من أي شيءٍ آخر. غير المتوقّع، كان إشراك ربيع عطايا في التشكيلة الأساسية، والاعتماد على محمد قدوح في مركز المهاجم الصريح على حساب أكرم مغربي، في ظل غياب البلغاري مارتن توشيف عن القائمة إلى جانب المدافع السوري أحمد الصالح بسبب الإرهاق (فضّل المدرب إراحتهما). رهان مرمر على حامل شارة القيادة في المنتخب الأولمبي الذي شارك قبل أسبوعٍ في تصفيات كأس آسيا 2020 نجح، فسجّل قدوح ثلاثيته الثانية مع العهد، بعد تلك التي سجّلها في مرمى السلام زغرتا ضمن بطولة الدوري في الموسم الماضي. ثلاثةُ أهدافٍ وثلاثة احتفالاتٍ مختلفةٍ لكل هدف. نور منصور أيضاً سجّل هدف السبق بعد دقيقتين فقط على انطلاق المباراة، وهو هدفه الأول مع الفريق بعد صيامٍ دام أكثر من 11 شهراً. هجومياً، قدّم «الأصفر» نفسه مجدداً عقب سلسلةٍ من المباريات التي انتهت بنتائج إيجابية بأقل عددٍ من الأهداف، لكن هذا الأداء الهجومي قابله أخطاء دفاعية، فدخل شباك الحارس مهدي خليل هدفين للمرة الأولى منذ المباراة التي تعادل فيها مع الراسينغ في الأسبوع الثاني من الدوري اللبناني المحلي.
سجل اللاعب محمد قدوح «هاتريك» خلال اللقاء


بعد هدفي العهد، بدا الفريق كأنه استسهل المباراة واعتبر أن الفوز بالنقاط الثلاث قد حُسم، لكن الفريق الضيف ضغط على الدفاع، مُجبراً الحارس مهدي خليل على التصدّي لإحدى الكرات من خارج منطقته، ليُسجّل ثامر الزعبي بعدها هدفاً لنادي السويق، قبل أن يتدارك العهد الأمور في الشوط الثاني ويسجّل له قدوح هدفين جديدين، في حين خطف خليل علاوي هدفاً ثانياً للفريق العماني قبل خمس دقائق على نهاية المباراة.
استعاد العهد ربيع عطايا. الأخير كان قد شارك في دقائق عدّة أمام التضامن صور، لكن هذه المرة عاد إلى التشكيلة الأساسية، وقد يكون له دورٌ في المباريات المقبلة، المحليّة منها والآسيوية. خرج في الدقيقة (75) من عمر المباراة ودخل مهدي فحص بدلاً منه. لاعبٌ اشتاق له جمهور الفريق وهو الذي لم يُشارك في أي دقيقة هذا الموسم بعد إصابته بقطعٍ في الرباط الصليبي، لكن حتّى عودة المصابين لم تسمح للعهد بدخول المباراة بتشكيلةٍ كاملة مع غياب الصالح وتوشيف. أمرٌ يبدو أنه لن يتكرر أقلّه في المباراة المقبلة مع الإخاء.
آخر دقائق المباراة، شهدت إصابة مدافع السويق، السوري ثائر كروما. اللاعب الذي خاض نصف موسمٍ مع نادي الأنصار سابقاً، تزحلق على أرض الملعب في بقعةٍ مليئةٍ بالمياه، وخرج بمساعدةٍ من الطاقم الطبي دون أن يعود إلى اللقاء، بعدما أطلق الحكم الصافرة الأخيرة. مشهدٌ تكرر كثيراً، وسيبقى يتكرر مع كل يومٍ ماطر، علماً بأن مراقب المباراة ألغى التمارين الرسمية للفريقين قبل يومٍ على اللقاء حفاظاً على أرض الملعب.