بهدفٍ وحيدٍ وأداءٍ متواضع، تأهّل العهد إلى الدور نصف النهائي من كأس لبنان، بعدما تخطّى طرابلس على ملعب أمين عبد النور في بحمدون، ليلتقي مع الراسينغ الفائز على السلام زغرتا بالنتيجة عينها.يبدو أن العهد يفكّر كثيراً بمباراته الأخيرة أمام المالكية البحريني، ضمن دور المجموعات بكأس الاتحاد الآسيوي. في بحمدون، دخل اللاعبون اللقاء أمام طرابلس بشعار المسابقة القارية على قمصانهم، ليقدّموا أداءً «آسيوياً»، نسبة الى مستوى الفريق في مبارياته. هدفٌ واحدٌ في الشوط الإضافي الثاني من المباراة وضع العهد في نصف النهائي لكأس لبنان، ولم يسجّل حتّى عبر أحد لاعبي حامل اللقب، بل عبر أحد نجوم اللقاء، مدافع نادي طرابلس السنغالي مامادو سيلا، الذي فوجئ كما زميله الحارس نزيه أسعد برأسيةٍ لم توُجّه إلى المرمى من المهاجم البديل أكرم مغربي. الأخير رفض الاحتفال بالهدف في مرمى فريق مدينته الذي لعب له موسماً واحداً وساهم في تتويجه بلقب المسابقة قبل أربع سنوات.
لم يحتفل مغربي بالهدف (عدنان الحاج علي)

طرابلس الذي ظلَّ ينافس على البقاء في الدرجة الأولى حتى الأسبوع الأخير من الدوري، بقيَ يُجاري العهد إلى الدقيقة (107)، بل كاد أن يفوز أيضاً لو لم يُضع الغاني ويسلون أندوه فرصةً خطيرةً لفريقه في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي. نسق المباراة البطيء سمح للفريق الشمالي بالخروج بشباكٍ نظيفة طوال الدقائق التسعين، للمرة الـ 12 هذا الموسم بحراسة نزيه أسعد. في المقابل، كان واضحاً أن دخول سمير أياس في وسط الملعب ومحمد قدوح في الهجوم حرّك الخطّين الأماميين للعهد وأجبر لاعبي طرابلس على الرجوع إلى الدفاع. أياس حاول مراراً لعب الكرات الطويلة السريعة إلى داخل منطقة جزاء الخصم، لكن كراته لم تصل إلى المهاجمين مارتن توشيف وأحمد مغربي، ومشاركة حسين دقيق في وسط الملعب بدلاً من هيثم فاعور ساهمت أيضاً في عدم تشكيل الخطورة على الجهة اليسرى، ولو أن الظهير الأيسر أدى دوراً مهماً في الدفاع. تغيير المراكز الذي يعتمده المدرب باسم مرمر في بعض المباريات لم ينجح بشكلٍ كبيرٍ في أغلبها، وهو بدأ بسبب غياب بعض اللاعبين بسبب الإصابة، لكنه أصبح معتمداً على الرغم من جاهزية الجميع في قائمة المدرب.
هذه المرة عاد البلغاري توشيف للمشاركة بشكلٍ أساسي في التشكيلة، لكن أداءه لم يُرضِ الجهاز الفني، على الرغم من أنه كان قريباً من تسجيل هدف، مرةً حين ارتطمت كرته بالعارضة، ومرة ثانية حين علتها بتسديدة «أكروباتية»، في حين أن بديله قدوح كان الأقرب إلى شباك الحارس الطرابلسي برأسية أبعدها أسعد ببراعة. الأخير قام بدور المنقذ كما فعل طوال الموسم، بل يُمكن القول إن بقاء فريقه في الدرجة الأولى لم يكن ليحصل لولا جهوده. حتّى تصويبة حسين منذر من ركلة حرة على مشارف منطقة الجزاء اصطدمت بالحارس الطرابلسي، كما حصل مع تسديدة أحمد زريق المُفاجئة.
في المقابل، ظهر هجوم طرابلس كما بدأ مع انطلاق الموسم. فرصٌ عدة سنحت للمهاجم ويلسون لتسجيلها في مرمى بطل لبنان، لكنه أخفق كما فعل في 19 مباراة. مواجهة أمس ستكون غالباً الأخيرة له مع الفريق الشمالي، على عكس زميله السنغالي سيلا، الذي قد تتجه الإدارة إلى تجديد عقده.
أنجز العهد مهمّته المحليّة بصعوبة، قبل لقاءٍ مهمٍ مع المالكية، سيكون بحاجةٍ إلى نقطةٍ واحدةٍ منه حتّى يتأهّل إلى نصف نهائيٍ قاريٍّ.