كل شيء يشي بمستقبل باهر لليفربول. كانت هناك أعلام الـ«ريدز»، لوّح بها أصحابها بحماسة زائدة، في ملعب الـ«أنفيلد»، كدليل حاسم على ثقتهم بمهاجمهم، وربما نجمهم الثاني – حتى الآن – دانيال ستوريدج، ما أضفى على المشهد رونقاً جديداً، من شأنه أن يضاعف أملهم بالوصول الى دوري أبطال أوروبا. حين يصير الملعب أرضاً جاهزة، والمدرب يستفيد بشكل كبير من موارده البشرية، وتهدر الجماهير قرب نجم بموهبة كانت مخبئة وممنوعة من الخروج، يبزغ فجره الذي كان قريباً من الأفول. في الأنفيلد، تصرخ امرأة سبعينية من مقاعد الجماهير، خلف رجال الشرطة: «أنت مستقبلنا»، وترفعه ببطء أكثر فأكثر، صوتها الذي يمثل المدينة أجمع.
ستاريدج، لا يخلق ضجة لنفسه، ولا تُخلق له إعلامياً، عند تألقه. تألقه الذي بدأ معه مذ وصوله الى ليفربول في بدايات عام 2013 قادماً من تشلسي، النادي الذي فرط به. لم يقدّره «البلوز»، ولم يثق بقدراته الهجومية أيضاً، ليضعه معظم الوقت على مقاعد البدلاء. لا مشكلة لديه مع النادي، ولا مع المدربين الذين مروا على تشلسي خلال فترة وجوده معهم. سعى هو إلى استغلال تألقه الملحوظ مع منتخب بريطانيا العظمى في دورة الألعاب الأولمبية ـــ لندن 2012 للضغط على مدرب تشلسي وقتها الإيطالي روبرتو دي ماتيو لإشراكه في المركز الذي يريد كمهاجم صريح بدلاً من مركز المهاجم الثاني أو الجناح الأيمن. لكن قرار المنع بدا مفاجئاً. كأن هناك قراراً مسبقاً بعدم السماح له بالتألق، وهو الذي كان قادراً على ملء مكان العاجي ديدييه دروغبا الذي رحل في صفقة انتقال حر لشنغهاي شينوا الصيني.
يفتخر هو بكل هدف يسجله حالياً، ويفرح بأقصى ما يستطيع من «الجنون» راقصاً على أنغام يعزفها هو برأسه. يحاول بذلك محو ما عايشه من إحباط مع تشلسي. في كل مرة يسجل هدفاً مع ليفربول يعيد مشاهدته مرات ومرات، ليعوض الإجحاف الذي رافقه لأربع سنوات. 4 سنوات كانت كافية للقضاء على مستقبله. بعد أن كان مجرد لاعب احتياطي لا يشارك إلا دقائق قليلة باستثناء موسم 2011-2012، بات الآن أحد أبرز المهاجمين والهدافين في إنكلترا. ينافس على المركز الثاني لصدارة الهدافين مع لاعب مانشستر سيتي، الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، حيث يتعادلان بـ 16 هدفاً. ويتقدم عليهما زميله نجم الفريق الأول الأوروغواياني لويس سواريز الذي يتصدر الترتيب بـ 23 هدفاً.
لا شك في أنه وسواريز يشكلان ثنائياً من الطراز العالمي لا يقل شأناً على الإطلاق عن أي ثنائي آخر في الفرق الكبيرة، داخل انكلترا أو خارجها. في مدينة ليفربول، يلقى ستاريدج كل الحب. يؤمن جيمي كاراغير، مثل كثيرين من سكان المدينة، أن ستاريدج وسواريز قادران على توفير مكان للفريق في النسخة المقبلة من بطولة دوري ابطال اوروبا، بعد أن كانت الآمال معلقة بالأخير فقط. من يستحق الإشادة بالدرجة الأولى هو مدرب ليفربول براندن رودجرز الذي آمن به وأطلق الحرية له ليلعب بالطريقة التي يتقنها مذ كان طفلاً. «ستاريدج». هتف الجميع، بأصوات لا تخلو من نشوة الفرح، أكثر من مرة، وتقريباً قوية، كافية للوصول إلى آذان مدربي تشلسي السابقين وإدارييه، الذين يتابعون الحدث، عبر شاشة، على الأرجح، نادمين على التفريط به.

يمكنم متابعة هادي أحمد عبر تويتر | @Hadiahmad




سيتي x تشلسي وأرسنال x ليفربول

برنامج كأس انكلترا (دور الـ 16): - السبت: سندرلاند - ساوثمبتون (14.45)، كارديف - ويغان (17.00)، شيفيلد يونايتد - نوتنغهام (17.00)، مانشستر سيتي - تشلسي (19.15). - الاحد: افرتون - سوانسي (15.30)، شيفيلد وينزداي - تشارلتون (17.00)، ارسنال - ليفربول (18.00).
- الاثنين: برايتون - هال سيتي (21.45)