يختتم ممثلا لبنان في كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الدور الأول، حين يلعب العهد مع ضيفه المالكية البحريني اليوم عند الساعة التاسعة مساءً على ملعب المدينة الرياضية ضمن المجموعة الثالثة. أما النجمة، فيحلّ غداً ضيفاً على الجيش السوري في المنامة البحرينية عند الساعة العاشرة ليلاً بتوقيت بيروت ضمن المجموعة الأولى.تختلف الصورة كلّياً بين الفريقين في المشهد الأخير من الدور الأول. العهد يسعى إلى تحصيل نقطة على الأقل والتأهّل إلى نصف نهائي منطقة غرب آسيا، حيث يتصدر المجموعة برصيد 11 نقطة أمام المالكية الوصيف بثماني نقاط، الذي يتقدم القادسية الكويتي الثالث برصيد سبع نقاط، فيما يحتل السويق العماني المركز الأخير بنقطة واحدة.
التعادل سيكون كافياً للعهد لضمان صدارة المجموعة. هذا على الورق، لكن على أرض الملعب قد يكون هذا الأمر سيفاً ذا حدّين. فاللعب للتعادل قد يؤدي إلى الخسارة وضياع التأهل، وعليه، فقد عمل الجهاز الفني خلال الفترة الماضية على هذه النقطة لدى اللاعبين.
«الأمور جيدة جداً خلال التدريبات، والجدية واضحة على اللاعبين المصممين على الفوز»، يقول المدير الفني للعهد باسم مرمر في حديث مع «الأخبار». فبالنسبة إلى الكابتن باسم، يمكنكم معرفة وضع الفريق من خلال تمارينه «والأمور تبشّر بالخير. فقبل مباراة العهد مع طرابلس في ربع نهائي كأس لبنان لم تكن الجدّية طاغية على تدريبات الفريق، وهذا ما انعكس على المباراة. لكن في الأيام الماضية كانت الأمور مختلفة جداً».
يدخل العهد إلى المباراة مكتمل الصفوف من دون إصابات، ما يضع خيارات كبيرة أمام المدرب مرمر في لقاء اليوم، وهو أيضاً سيف ذو حدّين من ناحية تخمة النجوم في الفريق.
لكن المريح أن العهد مصيره بيده، ولا يحتاج إلى أن يضع عيناً على لقاء السويق والقادسية عند الساعة التاسعة، وبالتالي يستطيع ممثل لبنان الأول عدم التفكير في حظوظ التأهل كأفضل ثانٍ من المجموعات الثلاث في حال حصده نقطة على الأقل. فالتأهّل كأفضل ثانٍ يبدو صعباً، نسبة إلى المجموعتين الأولى والثانية، حيث إن حظوظ صاحب المركز الثاني في إحدى المجموعتين أكبر في التأهل إلى نصف نهائي غرب آسيا.

مباراة شكليّة للنجمة
الصورة الثانية من المشهد الأخير للدور الأول لا تبدو مشرقة كالأولى. فالنجمة الذي غادر أمس إلى المنامة يخوض لقاء «تحصيل حاصل» بعد خروجه من المنافسة حيث يحتلّ المركز الأخير من دون نقاط بعد خمس خسارات. يلعب النجمة آخر مباراة في أسوأ موسم له منذ سنوات طويلة بعد أن خسر الدوري وخرج من كأس لبنان وسجّل أسوأ مشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي. لكن الفرصة ما زالت قائمة لممثل لبنان الثاني لحفظ ماء الوجه وتحقيق نتيجة معنوية أمام الجيش السوري الذي يحتل المركز الثاني برصيد تسع نقاط خلف الوحدات الأردني المتصدر بعشر نقاط، وأمام هلال القدس الفلسطيني الثالث بثماني نقاط. مشكلة النجمة أنه يبحث عن فوز معنوي في مجموعة مشتعلة تتنافس فيها الفرق الثلاثة الأخرى على بطاقة التأهل، ما يعني أنّ السوريين سيدخلون إلى المباراة بروح قتالية عالية وعين على النقاط الثلاثة، في حين أن العين الثانية ستكون على مباراة الوحدات والهلال في عمّان عند الساعة العاشرة ليلاً أيضاً.
المباراة الأخيرة في الموسم الأسوأ قد تكون أخيرة أيضاً لأكثر من لاعب تنتهي عقودهم مع إطلاق الحكم صفارة النهاية في المباراة. الحارس عباس حسن والمدافع أمير الحصري وحسن معتوق سيخوضون مباراتهم الأخيرة ضمن عقودهم المبرمة مع إدارة النادي. تبدو الصورة ضبابية بالنسبة إلى مستقبل هؤلاء اللاعبين مع النجمة، وخصوصاً حسن معتوق الذي يدور همس كثير حول أن مشواره مع النجمة انتهى نظراً لعدم قدرة الرئيس أسعد صقال مادياً على تجديد عقده بحسب مصادر.
تجديد العقود هو أحد الملفات التي ستكون موضوعة على طاولة النجماويين، إلى جانب هوية المدير الفني الجديد وكيفية توفير موازنة الموسم المقبل. قد يكون الأهم قبل معالجة أي ملف، وضع صيغة إدارية جديدة للنادي تكون قادرة على التعاطي مع الملفات الأخرى بشكل صحيح، من تجديد العقود، إلى التعاقدات الجديدة، إلى هوية المدرب. فكل هذه الملفات تحتاج إلى أموال، وإن أراد النجمة أن يكون منافساً الموسم المقبل، فسيحتاج إلى ميزانية كبيرة قد لا يستطيع توفيرها الرئيس أسعد صقال الذي قام بالحمل وحيداً في الفترة الأخيرة.
الحاجة إلى صيغة إدارية جديدة لا تقتصر فقط على التمويل، بل في الخطوات والقرارات الواجب اتخاذها لمعالجة أخطاء الموسم الماضي. مصادر متابعة تقول إن نادياً بحجم نادي النجمة لا يمكن أن يُدار عبر شخص واحد، إلا إذا كان الكلام عن عدم ضرورة أن يكون النجمة منافساً على اللقب بميزانية عالية. فهناك فكرة طرحت وقيلت على لسان مسؤول كبير يُعنى بملف نادي النجمة، تتمحور حول تخفيض للموازنة وعدم المنافسة على اللقب مقابل العمل على إعداد لاعبين للمستقبل. ورغم أن استراتيجية بهذا الشكل قد تكون سابقة في نادي النجمة، إلا أن عدم إيجاد صيغة إدارية صحيحة قد توصل الأمور إلى اعتماد فكرة خوض الموسم المقبل بميزانية أقل من الموسم الحالي.