لم يكن غريباً أن يسقط أرسنال أمام ليفربول 1-5، في آخر مبارياته في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم قبل مواجهتهما التي فاز بها 2-1 أمس في كأس إنكلترا. فهذا الشهر أي شهر شباط لم يحمل في الأعوام الأخيرة أنباء طيبة للفريق اللندني، الذي انهار مراراً أو فقد الألقاب أو فرصة إحرازها في فترةٍ مشابهة.
وهذه المسألة عادت الى الأذهان بعد السقوط بخماسية أمام «الحمر» في الـ«بريميير ليغ»، وتركت تشاؤماً كبيراً لدى محبي «الغانرز» الذين بدأوا يتوقعون بأن فريقهم سيصبح خارج السباق الى اللقب المحلي، لا بل كانت السلبية حاضرة في التوقعات عشية مباراة أمس أمام ليفربول. لذا، فإن فوز أرسنال في مباراة الكأس أمس كان له أبعاد أكبر من مجرد ردّ الاعتبار أمام ليفربول، وأبعد من مجرد التأهل ومواصلة المشوار في المسابقة العريقة، فهذا الفوز كانت أهميته تكمن في أنه بدأ يبخّر الأفكار التي تتحدث عن «لعنة شباط» التي قضّت مضجع أرسنال منذ 2007.
ففي العام المذكور، خرج أرسنال من كأس إنكلترا وبشكلٍ غير متوقع أمام بلاكبيرن روفرز، قبل أن يخسر أمام تشلسي في المباراة النهائية لمسابقة كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة. وفي العام التالي، كان هناك يوم أسود على أرسنال في شهر شباط، إذ يذكر الكل ذاك الكسر الرهيب في قدم المهاجم الكرواتي إدواردو، ودموع المدافع الفرنسي وليام غالاس بعد تلك المباراة التي تعادل فيها «المدفعجية» مع برمنغهام
(2-2)، حيث كانت الضربة الأولى في التخلّف عن ركب قطار المنافسة على لقب الدوري.
شباط 2009، لم يكن أيضاً ذا فأل حسن على أرسنال، إذ بعد تعادلين سلبيين مع فولام وسندرلاند، وجد رجال المدرب الفرنسي أرسين فينغر أنفسهم خارج المنافسة على اللقب مجدداً لينهوا الموسم من دون إحراز أي بطولة. أما في 2010، فقد كانت الخسارة المريرة أمام تشلسي التي أضعفت من حظوظهم أيضاً ليتكرر سيناريو العام السابق. وفي شباط 2011، حلّت اللعنة من جديد بالخروج من الكأس أمام ليتون أورينت المتواضع، ثم بخسارة نهائي كأس الرابطة أمام برمنغهام. وفي 2012، بدت الأمور أسوأ حيث كان السقوط المدوي برباعية نظيفة أمام ميلان الإيطالي في «سان سيرو» ليخرج الفريق من دوري أبطال أوروبا، تلاه بعد أيام قليلة الخروج من كأس إنكلترا على يد سندرلاند.
وفي شباط من العام الماضي، لا يفترض التذكير بما عاناه أرسنال أمام بايرن ميونيخ الألماني الذي أطاحه من دوري الأبطال بعد عرضٍ كبير في لندن، وسبق هذه الهزيمة الإقصاء من بلاكبيرن في الكأس...
طبعاً، لا شك في أنه بعد هذا العرض، يفترض على جمهور أرسنال القلق، فهو لا يتمنى أن تكون الخسارة أمام ليفربول التي أبعدت الفريق عن صدارة الدوري. ذكرى أخرى سيئة ستسجل لشهر شباط، لكن يمكنه تنفس الصعداء بعد الانتصار النوعي أمس على ليفربول، حيث بدا لاعبون عديدون قادرين على فكّ لعنة الشهر، وتلك الخاصة بابتعاد الفريق عن الألقاب، إذ يكفي أن يظهر الألماني مسعود أوزيل بمستواه وبلمساته الحاسمة ليشعر الكل بالراحة في «استاد الإمارات»، ويكفي أن يجدد مواطنه لوكاس بودولسكي علاقته مع الشباك ليدخل الاطمئنان الى القلوب. ففي نهاية المطاف، هي مرحلة حاسمة لأرسنال على جميع الصعد، فإما أن يخسر كل شيء وإما أن يفوز بكل شيء.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem