الكلام هنا ليس في إطار التحليل، فهذه العلاقات كانت حاضرة في الحديث الذي دار خلال الاجتماع الذي عُقد بين المدرب التونسي ورئيس النادي أسعد صقال. (اللقاء حصل على متن قارب رئيس نادي النجمة). رغم ذلك تجاوز صقال كل ما يعتبره عقبات أو حواجز في هذا الملف، وتعاقد مع المدرب التونسي بعد جولات من المفاوضات حول المخصصات المالية. قُدّم عرض أولي قليل نسبياً، بحسابات المدرب في البداية، تم بعدها رفعه تدريجياً مع دعمٍ ماديّ من نائب الرئيس السابق صلاح عسيران، حتى وصل الطرفان إلى صيغة مقبولة.
حالة الرفض لجرايا لم تكن فقط من الرئيس صقال، ذلك أن تياراً داخل جمهور نادي النجمة ومن بعض الأشخاص المحيطين بصقال كانوا ضد مجيء جرايا، مقابل مجموعة أخرى من الأشخاص والجمهور مع مجيء جرايا. هذا ليس سراً أيضاً، على اعتبار أن ذيول هذا الانقسام وصلت إلى العلن وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. خلال الفترة السباقة تمّ ربط ملف عودة جرايا إلى النجمة، والانقسام الذي حصل باسم كلّ من موسى حجيج، وجمال الحاج.
قد لا يكون لموسى حجيج أو جمال الحاج دورٌ في الجبهتين. فبالنسبة إلى جمال الحاج هو أعلن مراراً وآخرها في مقابلة تلفزيونية، أنه لم يعد يربطه بنادي النجمة أي رابط سوى نجله علي الحاج الموقّع لعقد مع النادي ينتهي في عام (2020). أما موسى حجيج ورغم أن المعلومات تؤكّد أنه كان ضد التعاقد مع جرايا وحتى أنه جمع صقال مع المدرب السوري حسين عفش في اجتماع، انتهى دون حصول اتفاق بين الطرفين، إلا أنه ليس في وارد أن يعمل للوقوف بوجه أيّ مشروع في النادي، خصوصاً أنه استقال من منصبه وقرر الابتعاد.
وعلى ضوء كل هذا الحراك والكلام، يتبيّن أن فترة المفاوضات مع جرايا حصلت في ظلّ صراع بين تيارين. الدليل على ذلك هو وصول المفاوضات في أكثر من مناسبة إلى مرحلة التوقيع، ولكنها كانت تعود وتتعثر في اللحظات الأخيرة نتيجة ضغوطات، وربما أكثر من ذلك من أطراف رافضة لمجيء جرايا.
يشهد نادي النجمة في الفترة الحالية حراكاً أو ما يشبه ورشة عمل تحضيراً للموسم المقبل
لكن ليل الثلاثاء - الأربعاء شهد وصول المفاوضات إلى نهايتها السعيدة وتعاقد النجمة مع جرايا. لكن ماذا عن التيار الرافض؟
تؤكد المعلومات أن تسوية ضمنية جرت صياغتها، تقضي بالتعاقد مع جرايا مقابل عودة موسى حجيج إلى النجمة لكن بمنصب آخر. وكان من المتوقع أن يتضمن بيان إدراة النجمة الذي صدر فجر أمس حول تعيين جرايا مدرباً للنجمة قراراً بتعيين حجيج أيضاً كمدير للنادي. لكن عدم صدور قرار التعيين لا يعني أنه لم يُتخّذ. ذلك أن صقال يرغب بأن يكون حجيج مع النادي إما بصفة مدير أو مستشار فني مقابل راتب شهري، في حال وافق حجيج على ذلك. المعروف أن «أيقونة» النجمة لا يرى نفسه سوى مدير فني، فهذه هي المهنة الأحب إلى قلبه، وهو يفضل العمل كمدرب. سابقاً عرض عليه أمين السر السابق سعد الدين عيتاني أكثر من مرة أن يتسلّم منصباً إدارياً في النادي وتحديداً كمدير للنادي، لكن حجيج رفض مفضّلاً أن يكون مدرباً على أي شيء آخر.
لكن ماذا يعني تعيين حجيج في منصب رسمي؟
صحيح أن صقال يكون بهذه الخطوة قد أرضى الطرف المعارض لمجيء جرايا من مقربين وجماهير، لكنه في الوقت عينه سيكون قد وضع نفسه أمام «مأزقين». الأول هو عدم عودة صلاح عسيران، حيث أن وجود حجيج سيعني إغلاق الباب أمام عودة عسيران وسعد عيتاني إلى النادي نظراً إلى موقفهما المعروف سابقاً تجاه حجيج. المأزق الثاني هو اعتراض بعض اللاعبين الكبار في الفريق على الطريقة التي أنهى فيها حجيج مسيرته مع النجمة، حين وَصَف بعض اللاعبين بالمتخاذلين وعن وجود مؤامرة. حينها كانت هناك مطالبة بأن تُصدر الإدارة بياناً تردّ فيه على هذه المواقف، لكن لم يتم التجاوب معه. وعليه، فإن عودة حجيج قد تثير حساسية بعض اللاعبين ومنهم من يسعى رئيس النادي أسعد صقال إلى تجديد عقودهم في وقت هم غير راضين عن الكلام الذي صدر عن مدربهم السابق.
لكن السؤال الأهم, هل يقبل جرايا بمشرفٍ فنيٍّ عليه؟
لا شك أن الساعات والأيام المقبلة ستحمل قرارات إدارية جديدة، كتعيين حجيج في منصب جديد. و(ربما يكون قد تم الإعلان فجر اليوم)، حيث إن قرارات وبيانات النجمة أصبحت تصدر غالباً في منتصف الليل ومع ساعات الصباح الأولى، وبالتالي، فإن ورشة العمل مستمرّة بانتظار حلّ الملفات الأخرى وأهمها: اللاعبون.