صفقات عدة لنجومٍ شبان عرفها سوق الانتقالات، حتى قبل أن يفتح أبوابه، مرحّباً باللاعبين الجدد في الفرق التي اختاروا الدفاع عن ألوانها. بعض هذه الفرق سارع إلى السوق قبل نهاية موسم الكرة الأوروبية على غرار ما فعل تشلسي الإنكليزي باستقدامه الأميركي كريستيان بوليسيتش من بوروسيا دورتموند الألماني، أو برشلونة الإسباني الذي سبق الجميع ووقع مع نجم وسط اياكس امستردام الهولندي فرانكي دي يونغ.الأسماء الشابة البارزة لا تزال كثيرة في السوق، وهي بطبيعة الحال الأكثر تداولاً في وسائل الإعلام الأوروبية. واللافت أن كل هذه الأسماء مرشّحة للعب الأدوار الأولى على مسرح النجومية مستقبلاً، في وقتٍ لا يزال فيه العالم يبحث عن خليفة لكلٍّ من النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، اللذين حكما اللعبة لفترةٍ طويلة.
استعراض الأسماء الشابّة يترك تقريباً تشكيلة مثالية من النجوم المميزين في المراكز المختلفة، إذ لم تعد النجومية حصراً على المهاجمين، لتستعيد الكرة الأوروبية مشاهدَ من الماضي البعيد، عندما كان المدافعون من أيام الألماني فرانتس بكنباور ومروراً بالإيطالي باولو مالديني وقبله الألماني الآخر لوثار ماتيوس وغيرهم، ينافسون أكبر الهدافين على الأضواء وعلى العقود الكبيرة.
الدليل على هذا الكلام يُختصر بذكر اسم المدافع الهولندي ماتياس دي ليخت الذي يمكن وصفه بأنه أهم موهبة دفاعية صاعدة، واحد من أفضل المدافعين في العالم حالياً، رغم أن سنّه لم تتجاوز الـ19 سنة. قائد أياكس أمستردام لا يملك القدرات الفنية والبدنية الممتازة فقط بل أيضاً الروح القيادية والشخصية القوية، والتي تجعل الأندية الكبرى تسعى للتوقيع معه، بعدما لمست فيه القائد المستقبلي لفرقها. كل هذه الميزات أطلقت سباقاً بين أندية عملاقة كثيرة لضمّه إليها، أمثال بايرن ميونيخ بطل ألمانيا، يوفنتوس بطل إيطاليا، وبرشلونة بطل إسبانيا، الذي يبدو الأقرب للحصول على خدماته بحسب ما اتفقت مصادر إعلامية عدة.
وفي موزاة الكلام الكثير عن دي ليخت، هناك كلام بنفس الحجم عن لاعب الوسط البرتغالي جواو فيليكس الذي يبلغ الـ19 عاماً أيضاً.
قيمة هذا اللاعب مرتفعة جداً، وتتجاوز الـ 100 مليون دولار. هو يستحق هذا الرقم بنظر المراقبين استناداً إلى أرقامه، إذ سجل 20 هدفاً ومرّر 11 كرة حاسمة في المسابقات المختلفة هذا الموسم، وأصبح أصغر لاعب يسجل «هاتريك» في تاريخ «يوروبا ليغ» منذ 12 عاماً، وذلك في لقاء فريقه بنفيكا مع إينتراخت فرانكفورت، علماً أنه قاد الفريق البرتغالي العريق للفوز بلقب الدوري، فكانت مكافأته دعوة للالتحاق بصفوف المنتخب البرتغالي.
عاد المدافعون ولاعبو الوسط لمنافسة المهاجمين في السوق


ما يميّز فيليكس هو الذكاء، والرؤية الثاقبة، وطريقته في إنهاء الكرات، ما جعل الكلّ يشبّهه بالنجم البرازيلي السابق كاكا، فهو مثال للاعب العصري الذي يجمع بين المهارة والفعالية. وهذه الميزات تبدو نادرة في عالم الكرة، ولهذا بدا مانشستر يونايتد الإنكليزي مستعداً لتحطيم الرقم القياسي البريطاني في سوق الانتقالات لضمه، قبل أن يسبقه ناديي مانشستر سيتي أو يوفنتوس.
السرعة والمهارة أيضاً هما اللتان جعلتا ابن الـ18 عاماً الإنكليزي كالوم هودسون - أودوي هدفاً أساسياً لبايرن ميونيخ بعد بروزه مع تشلسي خلال الموسم المنتهي. هو بلا شك أحد نجوم المستقبل، والدليل أنه تمّ استدعاؤه سريعاً إلى صفوف المنتخب من قبل المدرب غاريث ساوثغايت. هذه الدعوة قد تكون السبب في رحيله إلى فريقٍ آخر، إذ إنه لا يملك أي ضمانات للعب أساسياً مع «البلوز»، لكن قد يتغيّر الوضع في حال رحيل النجم البلجيكي إيدين هازار إلى ريال مدريد الإسباني، إذ قيل إن النادي اللندني سيغري هودسون - أودوي بالقميص رقم 10 وبمركزٍ أساسي لكي لا يرحل عن «ستامفورد بريدج».
مع تميّز إنكلترا أخيراً بلاعبي الأجنحة، لا يبدو مفاجئاً أن يبرز اسم جناحٍ شاب آخر في سوق العرض والطلب، وهو جايدون سانشو، الذي فرض نفسه نجماً في بوروسيا دورتموند الألماني. ارتدى قميص منتخب «الأسود الثلاثة» في 4 مباريات دولية رغم أنه لا يتجاوز الـ19 عاماً، وترى فيه العديد من الأندية الإنكليزية، مثل مانشستر يونايتد، الجناح المثالي الذي يلائم ثقافة اللعب في إنكلترا، التي هجرها قبل عامين لعدم إيجاده مكاناً له في فريقٍ مليء بالنجوم، أي مانشستر سيتي. لكنه قد يعود إلى الـ«بريميرليغ» بأضعاف مبلغ الـ9 ملايين دولار التي دفعها دورتموند من أجله، وخصوصاً مع الأرقام المميزة التي سجلها، والأداء الذي دفع لاعباً مثل بوليسيتش إلى مقاعد البدلاء ومن ثم إلى الرحيل بعدما كان لا يُمس لفترة غير قصيرة.
نجمٌ شاب آخر من الدوري الألماني شدّ اهتمام فرقٍ كبيرة من إنكلترا وإسبانيا، وطبعاً «صائد النجوم» المحليين بايرن ميونيخ، وهو لاعب وسط باير ليفركوزن كاي هافرتز.
اسم ابن الـ19 عاماً كان حاضراً في الحديث عن أبرز مواهب الجيل الصاعد في «البوندسليغا»، ما أعطاه لقب «مسعود أوزيل الجديد». لكن الواقع أن هافرتز قد يتخطى التركي الأصل لأنه يملك ميزات اللاعب المنضبط في الوسط والحاسم أمام المرمى والمجتهد في حال لم تكن الكرة بحوزته.
بطبيعة الحال، عاد الدوري الألماني ليكون المنجم الذي تبحث فيه أهم الفرق عن المواهب الشابة، وهو أمر بدا جلياً من خلال الهجمة على مهاجم أينتراخت فرانكفورت الصربي لوكا يوفيتش (21 عاماً)، الذي تخطى كل أبناء جيله على صعيد الأرقام، لناحية تسجيل الأهداف هذا الموسم في أوروبا. وهذه المسألة أطلقت معركة جديدة بين عملاقي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة للحصول على خدماته وسط كلامٍ عن عدم استبعاد بايرن من المعادلة، وهو الذي لا يرى صعوبة لضمّ أي لاعبٍ يبرز مع أحد خصومه المحليين.
يعتبر هؤلاء الأبرز والأغلى، لكن لائحة النجوم الشبان تطول وتصبح أعلى قيمة إذا ما ذكرنا اهتمام الريال بالفرنسي كيليان مبابي، وأيضاً (بدرجة أقل) بالحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما، ومحاولات جاره أتلتيكو مدريد لخطف الأرجنتيني رودريغو بنتانكور بعد بروزه مع يوفنتوس، وصراع أكثر من طرفٍ إنكليزي على الفرنسي عثمان ديمبيلي، وانشغال آخرين بموهبة السيتي فيل فودن.





الاسم: ماتياس دي ليخت
الجنسية: هولندي
العمر: 19
أكثر الأندية المهتمّة به: برشلونة، يوفنتوس، بايرن ميونيخ
قيمة الصفقة المحتملة:
90 مليون دولار


الاسم: جواو فيليكس
الجنسية: برتغالي
العمر: 19 عاماً
أكثر الأندية المهتمّة به: مانشستر يونايتد، مانشستر سيتي، يوفنتوس
قيمة الصفقة المحتملة: 134 مليون $ (قيمة فسخ العقد)


الاسم: كالوم هودسون - أودوي
الجنسية: إنكليزي
العمر: 18 عاماً
أكثر الأندية المهتمّة به: بايرن ميونيخ
قيمة الصفقة المحتملة: 50 مليون دولار


الاسم: جايدون سانشو
الجنسية: إنكليزي
العمر: 19 عاماً
أكثر الأندية المهتمّة به: مانشستر يونايتد
قيمة الصفقة المحتملة: 120 مليون دولار


الاسم: كاي هافرتز
الجنسية: ألماني
العمر: 19 عاماً
أكثر الأندية المهتمّة به:
بايرن ميونيخ
قيمة الصفقة المحتملة:
80 مليون دولار


الاسم: لوكا يوفيتش
الجنسية: صربي
العمر: 21 عاماً
أكثر الأندية المهتمّة به: بايرن ميونيخ، ريال مدريد، برشلونة
قيمة الصفقة المحتملة: 75 مليون دولار