يبحث نادي ليفربول مع مدربه المخضرم الألماني يورغن كلوب عن لقبه السادس في أمجد الكؤوس الأوروبية، أما توتنهام مع الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، المطلوب بقوة من أبرز الأندية الأوروبية، فهو يريد لقبه الأول. يعوّل ليفربول على الثلاثي الهجومي المؤلف من المصري محمد صلاح، السنغالي ساديو مانيه والبرازيلي روبرتو فيرمينو وقلب الدفاع العملاق الهولندي فيرجيل فان دايك، لتعويض خسارته في نهائي النسخة الماضية أمام ريال مدريد الإسباني، فيما يأمل توتنهام أن يكون مهاجمه الدولي هاري كاين في كامل لياقته بعد عودته من إصابة أبعدته سبعة أسابيع.
الجماهير الإنكليزية سعيدة بوجود ناديين من بريطانيا في النهائي(أ ف ب )

■ المباراة النهائية بالأرقام
* النهائي السابع بين فريقين من بلد واحد وجميعها منذ العام 2000. فاز ريال مدريد الإسباني على فالنسيا (2000) وأتلتيكو مدريد (2014 و2016)، وميلان الإيطالي على يوفنتوس بركلات الترجيح (2003)، وبايرن ميونيخ على بوروسيا دورتموند في (2013)، فيما كان النهائي الإنكليزي الوحيد في (2008) عندما فاز مانشستر يونايتد على تشلسي بركلات الترجيح (6-5) بعد تعادلهما (1-1) في موسكو.
سيكون النهائي السابع بين فريقين من بلد واحد وجميعها منذ العام 2000


* النهائي الخامس يقام في مدريد بعد (1957، و1969، و1980 و2010)، وجميعها أقيمت على ملعب سانتياغو برنابيو التابع لريال مدريد. وهو النهائي الثامن الذي تستضيفه إسبانيا، فيما تلعب مباراة الليلة على ملعب نادي أتلتيكو مدريد «واندا ميتروبوليتانو»
* فاز توتنهام مرة وخسر مرتين بركلات الترجيح في المسابقات الأوروبية، فيما فاز ليفربول ثلاث مرات وخسر مرة.


■ التاريخ مع ليفربول
* التقى الفريقان مرة واحدة في المسابقات الاوروبية في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي «يوروبا ليغ حالياً» موسم (1973)، ففاز ليفربول ذهاباً (1-0) على أرضه ورد توتنهام إياباً (2-1)، بيد أن الأول تأهل بفارق الهدف الذي سجله خارج ارضه، ثم أحرز اللقب ضد بوروسيا مونشنغلادباخ الالماني.
* النهائي الوحيد الذي جمع الفريقين كان في كأس الرابطة الانكليزية عام (1982) على ملعب ويمبلي، عندما قلب ليفربول تأخره وفاز (3-1) بعد التمديد.
فاز ليفربول في خمس مباريات تتويج ضمن المسابقة من أصل ثمان


* تواجه الفريقان في 170 مباراة في مختلف المسابقات، ففاز ليفربول 79 مرة مقابل 48 لتوتنهام و43 تعادلاً.
* خسر ليفربول مرة وحيدة في آخر 14 مواجهة بين الطرفين منذ العام 2013 (فاز في 9). وفي مواجهتي الموسم الحالي في «البريميرليغ»، فاز ليفربول مرتين (2-1).

■ توتنهام لباكورة ألقابه
* يخوض توتنهام النهائي القاري الخامس له والثاني ضد فريق انكليزي. فاز على ولفرهامبتون (3-2) بمجموع المباراتين، ليحرز لقب النسخة الافتتاحية من كأس الاتحاد الاوروبي عام (1972). توّج بعدها بلقب المسابقة في (1984)، ويملك في رصيده كأس الكؤوس الأوروبية (1963) عندما أصبح أول فريق إنكليزي يحرز لقباً قارياً. خسر نهائياً قارياً واحداً في كأس الاتحاد الأوروبي (1974) أمام فينورد روتردام الهولندي.

يخوض توتنهام النهائي القاري الخامس له والثاني ضد فريق انكليزي


* يأمل توتنهام أن يصبح سادس فريق يحرز الألقاب القارية الثلاثة بعد يوفنتوس الإيطالي، وأياكس الهولندي، بايرن ميونيخ الألماني، وتشلسي ومانشستر يونايتد الإنكليزيين.
* أصبح توتنهام ثامن فريق إنكليزي يبلغ نهائي المسابقة، لتعزز انكلترا رصيدها أمام كل من إيطاليا وألمانيا (6). كما أصبح الفريق الـ40 الذي يبلغ النهائي وأول وافد جديد منذ تشلسي في (2008).


■ ليفربول يريد السادسة
* أصبح ليفربول ثالث فريق في تاريخ المسابقة يقلب تأخره (0-3) ذهاباً، بعد فوزه على برشلونة (4-0) بفضل ثنائيتي البلجيكي ديفوك أوريجي والهولندي جورجينيو فينالدوم.
* فاز ليفربول في خمس مباريات تتويج ضمن المسابقة من أصل ثمان، فتوج في (1977 و1978، و1981 و1984 و2005)، وخسر في (1985 و2007 و2018).
* هذا النهائي القاري الـ21 لليفربول. إلى جانب مشاركاته الثماني في المسابقة الأهم، أحرز كأس الاتحاد الاوروبي ثلاث مرات (1973 و1976 و2001) وخسر نهائي (2016)، خسر نهائي كأس الكؤوس في (1966) وشارك خمس مرات في كأس السوبر ومرتين في كأس أوروبا ـ أميركا الجنوبية.
* سجل المصري محمد صلاح في مرمى توتنهام في إياب ربع نهائي مسابقة يوروبا ليغ (2013) عندما شارك في فوز فريقه بازل السويسري، وهزّ شباكه بعد سنتين خلال فوز فريقه فيورنتينا الإيطالي في دور الـ 32 من المسابقة عينها.
* هذه المرة الثالثة يبلغ ليفربول النهائي لموسمين متتاليين. وحدهما يوفنتوس (1997 و1998) وفالنسيا (2000 و2001) خسرا في سنتين متتاليتين.


جماهير الـ«بيتلز» جاهزة


تزينت مدينة ليفربول الواقعة في شمال غرب بريطانيا استعداداً للمباراة النهائية، التي تجمع نادي المدينة الأول مع توتنهام الذي يعتبر من أهم نوادي العاصمة لندن. وتزينت واجهات المحال التجارية في ليفربول بأعلام النادي الأحمر، وصور اللاعبين. وانتشر العديد من الصور التي تظهر استعدادات المشجعين في ليفربول لمشاهدة المباراة عبر تجمعات في المدينة، سواء في مناطق حددتها السلطات للمشجعين، أم في مقاهي المدينة. وتتمنى جماهير الريدز أن يبتسم لهم الحظ اليوم، خاصة بعد نكسة العام الماضي وخسارة النهائي أمام ريال مدريد الإسباني في مدينة كييف الأوكرانية. وكما في ليفربول والعاصمة الإنكليزية لندن، كذلك في العاصمة الإسبانية مدريد، فقد وصلت الجماهير الإنكليزية قبل أيام إلى هناك، وتشهد ساحات العاصمة احتفالات دائمة، وخاصة أن الجماهير الإنكليزية معروفة بشغفها بكرة القدم، ولا سيما جماهير ليفربول، كما أنها معروفة أيضاً بالشغب الذي تقوم به، خصوصاً عندما تكون المباريات نهائية، وحساسة كما هي مباراة اليوم. وتعيش الجماهير أوقاتاً جيدة في مدريد، وخاصة أن الجهات المنظمة قامت بنشر الشعارات، وزيّنت الشوارع بكأس «ذات الأذنين»، لكي تأخذ الجماهير الصور التذكارية معها.


مواجهات ثنائية


ستشهد المباراة النهائية لدوري الأبطال عدّة مواجهات ثنائية قوية، تماماً كغيرها من المباريات النهائية أو المفصلية، والتي تلعب على الجزئيات الصغيرة. لعلّ أبرز مواجهة ثنائية هي التي ستأخذ الطابع التكتيكي بين كل من مدربي الفريقين، الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو مدرب توتنهام، والألماني يورغن كلوب مدرب الـ«ريدز» ليفربول. يختلف «بوكي» عن كلوب، بأنه لم يحتج إلى ميزانية كبيرة من قبل إدارة النادي لكي يبني فريقاً، استطاع من خلاله الوصول إلى المباراة النهائية لأمجد الكؤوس الأوروبية. أمّا بالنسبة إلى صاحب النظّارات الكبيرة، فقد فتحت إدارة ليفربول المجال أمامه لصرف مبالغ كبيرة لكي يحصل على تشكيلة شبه مثالية، ولاعبين يساعدونه على ترجمة أفكاره على أرض الملعب. بعيداً عن المواجهات التكتيكية التي تُصاغ على العارضة الفنية لكل فريق، توجد مواجهات أخرى سيكون مركزها المستطيل الأخضر. ولا يمكن إنكار المواجهة الأبرز، التي ستجمع بين كل من النجم المصري محمد صلاح هداف ليفربول الأوّل، أخيراً، ومهاجم توتنهام هاري كاين الذي عاد من الإصابة، ومن المتوقّع أن يشارك أساسياً في تشكيلة المدرب الأرجنتيني بوكيتينو. صلاح قدّم موسماً مميزاً، تمكّن من تحقيق لقب الحذاء الذهبي كهداف للدوري الإنكليزي الممتاز، بينما على الجهة المقابلة، عانى «الأمير» هاري من إصابات عديدة، حدّت من مشاركاته هذا الموسم. محمد صلاح مطالب بالتسجيل وحمل فريقه للفوز باللقب، لكي يثبت أنه يمتلك الشخصية القيادية، والقدرات الفنية المميّزة. غياب صلاح عن نهائي العام الماضي بعد الإصابة التي تعرض لها في بداية المباراة أثر على ليفربول، وبالتالي اليوم هو جاهز بدنياً ومعنوياً، ومطالب بتقديم كل ما يملك.
مواجهة أخرى لا يمكن تجاهلها خلال هذا النهائي، وهي التي ستجمع بين حارسي مرمى الفريقين، الحديث هنا عن كل من أليسون بيكير البرازيلي وهوغو لوريس الفرنسي. هذا الثنائي كان له دور كبير ومؤثر في بلوغ ناديي ليفربول وتوتنهام المباراة النهائية، وهذا أمر شبه مؤكّد، فلا يمكن لأي فريق أن يصل الى المباراة النهائية من دون خط دفاع متماسك، وحارس مرمى على مستوى عال، يصنع الفارق في كثير من المناسبات.
والأكيد ايضاً أنه سيكون هناك دور مهم لكل من هيونغ مين سون مع توتنهام، وساديو مانيه مع ليفربول.


القائد الحقيقي


لا شك في أن مدافع ليفربول الأغلى في العالم، وهو الهولندي فيرجيل فان دايك، يعتبر صاحب الدور الأساسي في وصول ليفربول إلى ما هو عليه اليوم. وصل الهولندي القوي (1،93 م) إلى «أنفيلد» مقابل 75 مليون جنيه استرليني (95 مليون دولار) بعد ستة أشهر من إعلان النادي الانكليزي عدم رغبته في التعاقد معه، إثر تلويح فريقه السابق ساوثهامبتون بتقديم شكوى ضد ليفربول بسبب مقاربة غير قانونية لاستقطاب اللاعب.
إصرار المدرب كلوب على قراره دفع النادي إلى التعاقد مع فان دايك. سريعاً، أثبت هذا الرهان نجاحه. في عام ونصف عام، أسهم قلب الدفاع في إيصال فريقه إلى نهائي المسابقة القارية مرتين، وبات أول مدافع منذ 14 عاما يتوج بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي من قبل رابطة المحترفين (2018-2019)، وكان ليفربول قريباً من الفوز بلقب الدوري الإنكليزي للمرة الأولى منذ عام 1990، وحصد 97 نقطة، منهياً موسمه بفارق نقطة يتيمة عن مانشستر سيتي الذي احتفظ بلقبه.
قال كلوب، في إشارة الى المبلغ القياسي الذي دفعه ليفربول للتعاقد مع فان دايك، «لا أحد يفكر بالأمر حالياً. هذا أمر جيد لأنه في سوق الانتقالات في اللحظة الحالية، يستحق سعر الانتقال، أو أنه زهيد للغاية» مقارنة بما قدمه المدافع الدولي. وفي السياق ذاته، تحدث بوكيتينو نفسه عن قيمة فان دايك، وذلك عقب المباراة التي جمعت الفريقين في الدوري في آذار/مارس الماضي، وكان للمدافع الهولندي دور كبير في الفوز بها، خاصة عندما أوقف هجمة خطيرة في الدقائق الأخيرة لتوتنهام. فقال بوكيتينو «هذا يظهر لماذا دفع ليفربول أكثر من 70 مليون جنيه للتعاقد مع فان دايك». أما كلوب فقال «للجودة كلفة محددة. السيارات هي كذلك، والكثير من الأشياء أيضاً، واللاعبون حتى. لهذا السبب دفعنا هذا المبلغ».