تستضيف مدينة بورتو البرتغالية مساء غد الأحد (الساعة 21:45 بتوقيت بيروت) المباراة النهائية لدوري الأمم الأوروبية التي تجمع المنتخبين الهولندي والبرتغالي. نهائي منتظر بين منتخبين يضمان في صفوفهما أسماء كبيرة على غرار أفضل لاعب في العالم 5 مرات كريستيانو رونالدو، وأفضل مدافع في العالم أخيراً وبفارق كبير عن الباقين، هو الهولندي فيرجيل فان دايك. مباراة ستلعب على تفاصيل صغيرة.نفض منتخب الطواحين غبار الخيبات، وعاد مرة أخرى ليأخذ مكانه بين كبار منتخبات القارة العجوز. هولندا التي لم تتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018، ونهائيات كأس أوروبا 2016، ها هي اليوم تستعد للعب المباراة النهائية من دوري الأمم الأوروبية، بفضل الجيل الذهبي الذي تمتلكه. وصول المنتخب البرتقالي إلى نهائي بورتو لم يكن من فراغ، بل هو نتيجة عمل كبير من المدرب رونالد كومان ولاعبيه. حقق الهولنديون فوزين على حساب كلّ من فرنسا وألمانيا في دور المجموعات، كما تجاوزوا إنكلترا القوية بشبابها في نصف النهائي بثلاثة أهداف لهدف واحد. استفاد المنتخب الهولندي من الطفرة التي يعيشها نادي أجاكس أمستردام أخيراً، حيث وصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد إقصاء ريال مدريد الإسباني حامل اللقب، ويوفنتوس الإيطالي، قبل السقوط بصعوبة أمام توتنهام الإنكليزي.
الفوز سيقرب رونالدو من الكرة الذهبية (أ ف ب )

تتميّز تشكيلة المدرب رونالد كومان بقوة خطي الدفاع والوسط، فيما نقطة الضعف هي في خط الهجوم. مهاجم المنتخب ونادي ليون الفرنسي ميمفيس ديباي لا يقدم الأداء المقنع مؤخراً، حتى أنه أهدر العديد من الفرص خلال مباراة نصف النهائي أمام هولندا. سيعتمد الهولنديون على ماتياس دي ليخت، والقوي فيرجيل فان دايك في خط الدفاع، كما على الشاب فرانكي دي يونغ في خط الوسط، ولاعب ليفربول جورجينيو فيلاندوم. والجدير ذكره أن دي يونغ مرر مئة تمريرة صحيحة خلال مباراة نصف النهائي، من أصل 105 تمريرات، بنسبة 96%.
نجوم هولندا لن يكونوا بنزهة أمام البرتغاليين، خاصة أن نجم نادي ريال مدريد السابق، ويوفنتوس الحالي كريستيانو رونالدو قادر على الحسم في أي وقت. يمتلك منتخب البرتغال لاعبين مميّزين، فإضافة إلى رونالدو سيكون هناك دور كبير لصانع الألعاب المميّز بيرناردو سيلفا، إضافة إلى لاعبي سبورتينغ لشبونة، وهما برونو فيرنانديز (لاعب خط الوسط)، ولاعب الارتكاز ويليام كارفالو. وعلى مستوى الدفاع سيحضر الظهير الأيمن جواو كانسيلو، الذي يعتبر من الأبرز في العالم حالياً.
بالنظر إلى تشكيلتي المنتخبين، يظهر أن هناك تقارباً كبيراً في المستوى، والمباراة النهائية ستلعب على تفاصيل صغيرة. فإذا ارتكب أي من لاعبي هولندا، خاصة المدافعين أخطاء «ساذجة» على غرار ما حصل في مباراة نصف النهائي، فإنهم لن يخرجوا باللقب. كلام المدرب رونالد كومان في هذا الشأن كان واضحاً، فهو اعتبر أن تكرار أخطاء مباراة إنكلترا ستكون نتيجته خسارة المباراة النهائية، كما حذر لاعبيه من خطورة كريستيانو رونالدو.
تتميّز تشكيلة المدرب رونالد كومان بقوة خطي الدفاع والوسط


وسيشهد هذا اللقاء مواجهة خاصة بين المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك وكريستيانو رونالدو. الأول أخرج ميسي وزملاءه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، كما قاد فريقه ليفربول للفوز بالكأس الأوروبية على حساب توتنهام. بعدها بأيام عاد فان دايك ليلحق الخسارة بهاري كاين مجدداً ويضعه برفقة منتخب بلاده خارج دوري الأمم الأوروبية. وستكون لهذا اللقاء أهمية كبيرة ربما لتحديد هوية أفضل لاعب في العالم. فوز المنتخب الهولندي بالبطولة يمكن أن يقرب فان دايك كثيراً من الـ«بالون دور»، خاصة بعد فوزه بدوري الأبطال وحلوله وصيفاً مع ليفربول في الدوري الإنكليزي الممتاز. ولعب المدافع القوي 72 مباراة مع ليفربول، حافظ خلالها 39 مرة على شباك فريقه نظيفة، وسجل 7 أهداف. وعلى الجهة الأخرى، فإن فوز البرتغال باللقب، سيقرب رونالدو من الكرة الذهبية، بانتظار ما ستؤول إليه نتائج بطولة كوبا أمريكا.
مباراة قوية جداً ينتظرها عشاق الكرة في سهرة نهاية الأسبوع، ولا شك أن الكرة التي تقدمها هولندا اليوم تذكر بالطواحين في سبعينيات القرن الماضي، أما البرتغال فهي تستحق لقب «برازيل أوروبا» نظراً للكرة الواقعية التي تقدمها.
وقبل المباراة النهائية ستلعب إنكلترا وسويسرا مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع (الأحد الساعة 16:00 بتوقيت بيروت).



معركة نورمبيرج 2006


المباراة النهائية بين البرتغال وهولندا تعيد الجماهير بالذاكرة إلى بطولة كأس العالم 2006. حينها لعب المنتخبان مباراة في دور الـ16 على الأراضي الألمانية، وسميت المواجهة حينها بمعركة نورمبيرغ. فازت البرتغال بهدف من دون رد، سجله نونو مانيش في الدقيقة 23 من عمر اللقاء، ولكن اللافت كان أن الحكم الروسي فالنتين إيفانوف رفع 4 بطاقات حمراء (مناصفة بين المنتخبين)، و16 بطاقة صفراء في وجه لاعبي المنتخبين أيضاً (7 للهولنديين و9 للبرتغاليين). في تلك المباراة خرج كريستيانو رونالدو مصاباً وباكيا أيضاً، بعد أن تعرض لتدخل عنيف في الدقيقة السابعة من اللاعب خالد بولحروز. ومنذ ذلك الحين تعتبر مباريات المنتخبين كلاسيكو في أوروبا، كما أنها دائما ما تكون مباريات منتظرة، نظراً لجمالية الأداء، والندية بين اللاعبين.