يفتتح منتخب مصر لكرة القدم اليوم بطولة كأس أمم إفريقيا على أرضه وأمام جمهوره. «نحو الثامنة» قد لا يكون شعار المنتخب المصري في بطولة إفريقيا، لكن لا شك، هو الهدف والعنوان. يسعى الـ«فراعنة» إلى إحراز الكأس الثامنة بعد غياب لتسع سنوات منذ آخر لقب. أسئلة كثيرة مطروحة عن المنتخب المصري. «الأخبار» طرحت بعض هذه الأسئلة على المدرب المصري أحمد حافظ الذي كان له رأيه في منتخب بلاده.ستكون المواجهة مع زيمبابوي المحطة الأولى لمنتخب مصر (الليلة 23:00 بتوقيت بيروت) على استاد القاهرة. هي المباراة الأولى للفراعنة في مشوارهم نحو إحراز الكأس الثامنة. ضغوط كبيرة على لاعبي المدرب المكسيكي خافيير أغيري. ورغم أن مجموعة مصر الأولى تُعَدّ سهلة بظل وجود الكونغو الديمقراطية وأوغندا إلى جانب زيمبابوي، فإن المباراة الأولى غالباً ما تكون صعبة. فكيف هي الصورة في المنتخب المصري؟
«الأخبار» سألت لاعب فريق الإسماعيلي السابق والمدرب المصري أحمد حافظ، عن رأيه في منتخب بلاده. المدرب الذي كانت له مسيرة تدريبية في السعودية مع فريقي اتحاد جدّة والأنصار على مدى سبع سنوات، إضافة إلى تجربة لبنانية مع فريقي النبي شيت والبقاع، يرى أن المنافسة داخل المنتخب المصري ستكون قوية بين اللاعبين لحجز مقعد رئيسي. ينطلق حافظ برأيه من متابعته للمباراتين الوديتين الأخيرتين للمنتخب المصري. «حظوظ منتخبنا قوية جداً لإحراز اللقب. هناك جيل جيّد من اللاعبين، والبطولة ستقام على أرضنا. صحيح أن هذا قد يشكل عامل ضغط على اللاعبين، لكون استضافة أي منتخب لبطولة ما تجعله مطالباً بتحقيق الكثير، لكن هذه الاستضافة ستكون متنفساً للجمهور المصري كي يتابع المباريات بأعداد كبيرة بعد طول غياب»، يقول حافظ لـ«الأخبار».
لا يمكن الحديث عن منتخب مصر دون أن يقفز نجمه محمد صلاح إلى الواجهة. البعض يختصر المنتخب بصلاح، وآخرون يقارنونه بالأرجنتيني ميسي وتجربته مع منتخب بلاده. حافظ يعتبر صلاح عنصراً أساسياً ومؤثراً في المنتخب المصري. «هو علامة لم تظهر في الدول العربية سابقاً. هناك نجوم كبار تألقوا في السابق، لكن لا أحد منهم وصل إلى ما وصل إليه صلاح. أصبح ظاهرة عالمية كميسي ومارادونا ورونالدو. في السابق، كنت خائفاً عليه، لأن طريقة لعبه مع ليفربول تختلف عن طريقة لعبه في المنتخب. ففي الأخير، يلعب دور صانع الألعاب المهاري، وهذا الدور يليق به. كذلك فإنه يساعده في المستقبل حين يتقدم في السن ويصبح من الصعب الحفاظ على أسلوب لعبه في ليفربول الذي يعتمد على السرعة. وهذا ما سيساعده على البقاء أكثر في الملاعب».
يوافق حافظ على وجود مشكلة هجومية في المنتخب المصري


يتحدث المدرب المصري عن خيارات المدرب أغيري على صعيد اللاعبين، فيقول: «أنا لست ضد المدرب، لأن المدربين لهم خياراتهم التي تخضع لوجهات نظر مختلفة. لكن برأيي، كنت أتمنى لو ضمّ ظهير أيسر نادي الزمالك عبد الله جمعة. فالأخير لطالما كان حاضراً مع فريقه محلياً وفي البطولة الإفريقية. من الممكن أن يكون لكل لاعب أخطاء وثُغَر، لكن بالإمكان العمل على سدّ هذه الثُّغَر وتطوير اللاعب»، يضيف حافظ.
لكن هذا لا ينتقص من قيمة المدرب المكسيكي وأحقيته في قيادة منتخب مصر. «أغيري يستحق أن يكون موجوداً مع منتخب مصر. فلسفته التدريبية تلائمنا عرباً ومصريين. نحن نحب التوازن بين الدفاع والهجوم، ونميل إلى الأداء الهجومي. فحين تسأل كثيرين عن المنتخب الذي يفضلونه، يجيبون سريعأً: البرازيل، بسبب أدائها الهجومي، رغم أن منتخبات أخرى قد تقدّم أداءً أفضل وتحقق إنجازات أكثر. وعليه، يُعَدّ المدرب أغيري خياراً جيداً».

حافظ اعتبر أنّ المنافسة داخل المنتخب ستكون قوية بين اللاعبين()

هواجس كثيرة يعيشها الجمهور المصري حول القدرة الهجومية للمنتخب المصري. هواجس تلقى صداها عند المدرب حافظ الذي يوافق على أن منتخب بلاده يعاني من مشكلة هجومية. «لم يعد هناك النجم الأوحد هجومياً كما كان في السابق مع أحمد حسام «ميدو» وعماد متعب وعمرو زكي. حينها كان الهجوم أقوى من الفترة الحالية» يشرح حافظ الواقع الهجومي للمصريين.
وحين يُسأل عن الأسماء الموجودة في الهجوم حالياً مع مروان محسن وأحمد حسن «كوكا» وأحمد علي، واحتمال أن يختار أغيري لاعباً واحداً في الهجوم، يرجّح حافظ مروان محسن. «برأيي، محسن هو الأكثر حظوظاً، يليه "كوكا" ثم أحمد علي، خصوصاً أن الأخير بعيد عن المنتخب بحكم السن، وبالتالي بعد مباراة غينيا الودية أرجّح كفة محسن» يقول حافظ.
أما بالنسبة إلى طريقة اللعب التي قد يعتمدها المدرب المكسيكي والتي يرى المحللون أنها تراوح بين 4-2-3-1، و4-3-3، فإن حافظ يرى الطريقة الأولى أفضل للمنتخب المصري. «لكل مدرب حقه في تفضيل خطة لعب على أخرى، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يناله. وبالنسبة إلى وضع الفريق، أعتقد أن تشكيل 4-2-3-1 أفضل كي يستفيد المدرب من أكبر عدد من اللاعبين بقدرات هجومية كمحمد صلاح وتريزيغيه وعبد الله السعيد، إضافة إلى لاعبين في وسط الملعب يتمتعان بقدرات دفاعية كمحمد النّني وطارق حامد».
وعلى صعيد البطولة عموماً، يرى حافظ أن رفع عدد المشاركين إلى 24 منتخباً أمر إيجابي بسبب تطور المستوى في القارة الإفريقية. فأربعة أو خمسة منتخبات إضافية ستعزز من المنافسة، خصوصاً على المستوى المتوسط، وليس صحيحاً أن زيادة العدد ستكون على حساب المستوى. أما بالنسبة إلى المنافسة على اللقب، فإن «المنتخب المغربي من المرشحين الرئيسيين، علماً أنني لا أتمنى أن نتواجه مع المغاربة، ليس بسبب الفارق في المستوى، بل لسوء حظ المصريين أمام المغرب. ففي العديد من المناسبات نكون أفضل فنياً على أرض الملعب، لكن يجانبنا التوفيق. أتمنى أن تحرز مصر اللقب»، يختم المدرب المصري حديثه لـ«الأخبار».