لم يتعاقد موناكو مع لاعبين قادرين على صناعة الفارق محلياً
رغم النجاح الكبير لجارديم عام 2016، كان لسوء سياسات الإدارة أثر واضح في سقوط النادي. لم تعوّل الإدارة على نجاحات ذلك الموسم. لم تبنِ على ذلك الفريق «التاريخي» لإسقاط باريس سان جيرمان عن العرش المحلي، بل توجهت لبيع أبرز مواهب الفريق، لتحصيل أعلى مردود مالي ممكن. هكذا، تخلّى موناكو عن المهاجم الفرنسي كيليان مبابي إلى باريس سان جيرمان مقابل 220 مليون يورو، البرتغالي بيرناردو سيلفا (50 مليون يورو) والظهير الأيسر الفرنسي بينجامين ميندي (57 مليون يورو) إلى مانشستر سيتي، في حين انتقل متوسط الميدان الفرنسي تيموي باكايوكو إلى نادي تشيلسي مقابل 40 مليون يورو. استمرت سياسة التخلي عن النجوم بعدها، لينتقل الجناح الفرنسي توماس ليمار (50 مليون يورو) إلى أتليتيكو مدريد، ومتوسط الميدان البرازيلي فابينيو إلى ليفربول (45 مليون يورو)، وبهذا تكون الإدارة قد بصمت على نهاية الجيل المميز للفريق الفرنسي.
حتى الآن، لم يشهد صيف موناكو الكثير، إذ اقتصر على صفقاتٍ شابة تندرج في إطار الإعارات والتجربة، والسعي للاستفادة منها خلال فترة الإعداد. هذه السياسة أثبتت نجاحها من قبل، غير أنها تحمل في طياتها الكثير من المخاطرة مع وجود احتمالية كبيرة لعدم تأقلم اللاعبين الشباب. لتعديل المسار، كان يجب إبرام بعض الصفقات الـ«كبيرة»، غير أنّ الإدارة لم تفِ بوعودها حتى الآن، واكتفت باستقدام سيسك فابريغاس من تشيلسي في منتصف الموسم الماضي، إضافةً إلى التوقيع مع جيلسون مارتينز، جناح أتليتيكو مدريد السابق، في صفقة انتقال دائم. حاولت الإدارة التوقيع مع مهاجم جديد، بعد تسجيل الفريق 38 هدفاً فقط في الموسم الماضي على صعيد الدوري، مقابل 105 لباريس سان جيرمان، إضافةً إلى اقتراب رحيل مهاجم الفريق راداميل فالكاو. ارتأى النادي في مهاجم إي سي ميلان أندري سيلفا خياراً مناسباً لقيادة خط الهجوم، غير أنّ المهاجم البرتغالي فشل في تجاوز الفحوصات الطبية، ليرفض موناكو التعاقد معه. في ظلّ غياب التعاقدات اللازمة، سيكون لأسلوب جارديم التدريبي الكلمة الفصل لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. الطموحات ليست عالية، والأهداف لا تتجاوز الواقعية. مقعد بين الأربعة الكبار من شأنه جعل موسم موناكو ناجحاً، بانتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تعاقداتٍ جديدة للنادي الفرنسي.