أربعة، هو عدد المدربين الذين تعاقبوا على تدريب نادي العهد خلال السنوات الخمس الأخيرة، في عهد الرئيس تميم سليمان. يُضاف إليهم سبعة للحصول على عدد مدربي نادي الأنصار منذ 2013، حين بدأ الرئيس نبيل بدر مهماته في موقع الرئاسة، أي قبل سنة على دخول سليمان عالم كرة القدم. أمّا النجمة، فأيّاً كانت هوية المدرب الجديد بين إقالة طارق جرايا، سيكون الرقم تسعة قبل أقل بأيام من وصول الرئيس أسعد صقال إلى سنته الرئاسية الثانية مع النبيذي.خلال السنوات الست الماضية، توّج العهد بلقب الدوري أربع مرات، ونال كأس لبنان مرتين، كما حصل على كأس السوبر في ثلاث مناسبات، وحمل كأس النخبة مرة واحدة. مجموع عشرة ألقاب فاز بها الفريق، مقابل لقبٍ واحدٍ للأنصار، واثنين للنجمة.
المفترض، من خلال هذا السرد، أن يستنتج القارئ أن الاستقرار في الجهاز الفني ــــ إلى جانب عوامل أخرى منها المالية ــــ قادت بطل لبنان الحالي إلى التفوّق على منافسيه. ضمن هذا الإطار، 25 بطولة من أصل 34 من المسابقات الرسمية الحالية حققها الأنصار بقيادة مدربٍ واحد هو عدنان الشرقي.
غالباً، كُتب الكثير عن أسباب نجاح فريق العهد في السنوات الأخيرة، وكان الاستقرار الإداري والفني على رأس هرم هذه الأسباب. لم يبرم أي نادٍ في لبنان عدداً أكبر من تعاقدات الأنصار، ولم يتعاقد أي نادٍ مع لاعبين أقل من الذين انضموا إلى العهد. الأخير لم يضم خلال فترة الانتقالات الحالية سوى لاعب جديد واحد، وجدد عقد آخر، لكن المشجعين راضون بما لديهم، بسبب الأسماء الموجودة في تشكيلة المدرب باسم مرمر منذ الموسم الماضي وقبله، فيما يطالب جمهور النجمة بالكثير، في حين يبدو أن مشجّعي الأنصار اكتفوا بالمجموعة الحالية، بعد ضم سبعة لاعبين جُدد وتجديد عقود أربعة آخرين.
خلال السنوات الست الماضية، توّج العهد بـ 10 ألقاب مقابل لقب للأنصار واثنين للنجمة


هذا على صعيد اللاعبين، أما في ما يخص المدربين، وحده العهد، برفقة الإخاء الأهلي عاليه، يحافظان على الاستقرار في الجهاز الفني، والنتيجة فوز «الأصفر» بلقب الدوري الثالث على التوالي، وحصول الفريق الجبلي على المركز الرابع للمرة الثانية توالياً، خلف المنافسين الثلاثة على اللقب. أنديةٌ أخرى عيّنت وأقالت واستبدلت والنتيجة كانت هبوطها إلى الدرجة الثانية، أو هروبها من الهبوط بفارق نقاط قليلة. الأنصار أجرى الكثير من التبديلات بين المدربين الـ 11 الذين تداولوا على تدريب الفريق، والنجمة الآن يسير على خطاه، بالتبديل العاشر بين تسعة مدربين. جمال الحاج كان أوّل من ترك، بديله آرمين صنميان لم يكن بالحسبان أن يبقى كثيراً، فيما ودّع الألماني ثيو بوكير بعد فترةٍ قصيرة، ولحقه التونسي طارق جرايا بفترةٍ أقصر، وبديله حسين حمدان غادر النادي مع الصربي بوريس بونياك، قبل أن يأتي موسى حجيج، ويترك فجأة، ليخلفه بلال فليفل حتى نهاية الموسم الماضي، وتتعاقد الإدارة مجدداً مع جرايا، الذي ينتظر مركزه مدرباً جديداً في الساعات المقبلة بعد إقالته.
النجمة يكرر ما فعله الأنصار، بل إذا استمر على هذه الحال سيتخطّاه بسرعة أيضاً، والنتيجة معروفةٌ سلفاً. «الأخضر» احتفظ ببعض لاعبيه في السنوات الماضية، لكن ذلك لم يوصله إلى منصّات التتويج. اللاعب بطبيعة الحال، لا يمكنه أن يُطبّق أفكار ثلاثة مدربين خلال موسمٍ واحد، بل قد لا يتمكّن من تطبيق ما يضعه مدربٌ واحد أساساً، والمدرب الجديد على الجهة المقابلة، سيحتاج إلى وقت حتى يخرج اللاعبين من جو مدرب سابق. هذا كلّه، والحديث حول الأنصار المستقر مالياً، أمّا النجمة فوضعه يختلف في هذا الجانب، وهذا أيضاً سبب يؤدّي إلى الإخفاق في نهاية المطاف.
الأكيد أن لا استقرار في النجمة، حتى في المراكز الإدارية. الإدارة بحاجة إلى وضع أهداف واضحة، إما المنافسة على اللقب هذا الموسم، أو بناء فريق منافس في مواسم مقبلة. العهد فقد اللقب ثلاثة مواسم متتالية قبل أن يبدأ بالسيطرة على الألقاب، وخلال هذه السنوات كان يحضّر فريق اللاعبين الشباب الذين صُعّدوا إلى الفريق الأول. بات اليوم يملك الحصّة الأكبر من اللاعبين الدوليين من خلال سياسة التعاقدات التي أجادها. هو النادي الأكثر استقراراً، والفائز الأول من تخبّط المنافسين.
ثمّة من يقول: النجمة يفاوض، الأنصار يتعاقد، والعهد يتوّج. الموسم المقبل، قد تتغيّر هذه المعادلة بمنافسة أكثر جدية من الأنصار، في حين لا يبدو أن النجمة سيكون أقرب إلى اللقب أكثر من المواسم الماضية.