كثيرة، لا شك، هي علامات الاستفهام والتعجب حول بوروسيا دورتموند في هذا الموسم، حيث يتخلّف في الدوري الألماني بفارق 20 نقطة عن غريمه بايرن ميونيخ المتصدر، وكان آخر الغيث تلقيه خسارة قاسية أمام هامبورغ في الجولة الأخيرة 0-3، وذلك مقارنة بالاداء الخيالي والنتائج الباهرة التي قدّمها في الموسم الماضي برغم عدم تحقيقه الألقاب فيه.
يبدو مفهوماً أن تُرسم هذه العلامات حول ما آلت اليه الامور الآن مع الفريق الأصفر، لكن لا أن تصل الى القلق الكبير من جانب أنصار دورتموند على المستقبل، إذ ثمة اكثر من معطى كفيل بأن يبدد الهواجس ويُبقي التفاؤل مسيطراً على النفوس لرؤية هذا الفريق يلمع مجدداً وتحديداً على الساحة القارية، إن لم يكن في هذا الموسم فلربما في التالي او الذي يليه.
بالتأكيد لا مجال، ولا أسس، للمقارنة بين ما يمر به دورتموند حالياً وما مر به في منتصف التسعينيات.
قد تبدو الصورة، للمفارقة، مشابهة بين ظفر فريق مدينة الرور الصناعية بلقبين في الدوري المحلي موسمي 1995 و1996 وتحقيقه في 1997 لقب دوري أبطال أوروبا بالفوز على يوفنتوس الايطالي، ومن ثم ابتعاده عن الساحة المحلية والقاريّة لفترة غير قصيرة، وبين تراجعه الآن بعد تحقيقه لقب الـ «بوندسليغا» موسمي 2011 و2012 ووصوله اللافت لنهائي الـ «تشامبيونزليغ» في 2013، إذ للتذكير فإن الفريق الأصفر كان وقتها في «خريف العمر» مع تقدم أبرز نجومه ككارل - هاينز ريدله وشتيفان رويتر ويورغن كولر وغيرهم في السن، حيث ان الفريق كان أمام مرحلة إعادة تجديد. أما حالياً، فإن النسبة الأكبر من لاعبي دورتموند تبدو في ريعان الشباب.
بطبيعة الحال، فإن السبب الأبرز للتراجع الحالي والآني هو الإصابات التي عصفت بالفريق الاصفر، كما لم تفعل بأي فريق أوروبي آخر (ربما باستثناء أرسنال الانكليزي)، اذ إن دورتموند فقد دفعة واحدة أبرز نجومه. ولتكون الضربة موجعة اكثر، فإن الاصابات طاولت لاعبين في كل المراكز، ما جعل التعويض صعباً والتبعات قاسية. واذا كان النجم ماركو رويس قد غاب على فترات (عاد أخيراً)، فإن الغياب الطويل منذ بداية الموسم بالتحديد لإيلكاي غاندوغان قد «قصم ظهر» فريقه، نظراً إلى الدور المحوري والمهم الذي كان يؤديه هذا اللاعب في خط وسط الفريق في الشقين الدفاعي والهجومي على السواء، لتزيد المعاناة قبل ايام مع غياب معوّضه زفين بندر. أما الضربة الثانية التي تكبدها فريق المدرب يورغن كلوب، فكانت في الدفاع مع الغياب المتزامن لنجمَي وسطه، ماتس هاميلس والصربي نيفن سوبوتيتش، اللذين شكّلا سداً منيعاً لمرمى فريقهما امام أعتى المهاجمين في أوروبا في الموسم الماضي، فضلاً عن التأثير الكبير لانتهاء موسم النشيط على الجبهة اليمنى، البولوني ياكوب بلاتشيكوفسكي. تأثير عامل الاصابات يمكن الاستدلال عليه من خلال مثال واحد وهو فوز دورتموند، عندما كان مكتمل الصفوف، على بايرن ميونيخ، بطل أوروبا، 4-2، في مباراة كأس السوبر المحلية في الانطلاقة الرسمية للموسم الحالي.
واذا ما أقفلنا ملف الاصابات، فإنه لا يمكن إغفال التأثير النفسي الكبير الذي تؤديه الصحف والأندية الأوروبية الكبرى على نجوم دورتموند. فإذا ما اعتبرنا أن ورقة النجم البولوني روبرت ليفاندوفسكي قد سقطت بعد حسم صفقة انتقاله الى بايرن في الصيف، وهذا ما يبدو تأثيره واضحاً على اداء اللاعب هذا الموسم، فإن النسبة الأكبر من لاعبي دورتموند تربطهم الصحف كل يوم بهذا الفريق أو ذاك، ما ادى الى غياب تركيزهم وحضورهم الذهني الذي يعدّ احدى أهم نقاط قوتهم في الميدان.
لكن السؤال الذي يُقلق أنصار دورتموند: ماذا لو فعلاً لحق بقية النجوم بماريو غوتزه وليفاندوفسكي؟ كثيرون يجدون في ذلك انهيارا لكل ما بُني في دورتموند في الأعوام الثلاثة الماضية، غير أن من المفيد القول هنا أن ذات الاسس التدريبية الرائدة التي خرّجت هؤلاء، هي في صدد تقديم مواهب على شاكلتهم، ظهر منها الى العلن حتى الآن الالمان: يوناس هوفمان وجوليان شايبر وماريان سار ومارفن دوكيتش الذين ينتظرون الفرصة لإثبات نجوميتهم. وبناء عليه، يجدر القول إن دورتموند بخير، لا داعي إلى الكثير من القلق.




ميسي لاعباً لدورتموند!


لم يخف يورغن كلوب، مدرب دورتموند، رداً على سؤال خلال مقابلة مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم حول من سيختار للعب مع فريقه من بين اللاعبين الثلاثة الذين تنافسوا على الكرة الذهبية، بأن اختياره سيقع على الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائلاً: «ليونيل ميسي. أحب طريقة لعبه. تعجبني الطريقة التي يلعب بها فرانك ريبيري، وكذلك كريستيانو رونالدو. لكن عندما أشاهد ميسي وهو يلعب، أجد ما يفعله رائعاً. أصبح أفضل مع مرور الوقت».