هي المباراة الأهم في الدوري الإيطالي، على الأقل خلال السنوات الثلاث الأخيرة. يستقبل حامل اللقب في المواسم الثمانية الماضية فريق الجنوب نابولي على ملعب «آليانز» (الليلة 21:45 بتوقيت بيروت). ما لا يختلف عليه اثنان، هو علو كعب «السيدة العجوز» على حساب أبناء المدينة «المارادونية». خلال المنافسة التي فرضها نابولي ـ ماوريتسيو ساري في الموسم قبل الماضي مع يوفنتوس، كثرت الطموحات والأحلام من قبل الجماهير الجنوبية. أحلام تمثّلت في بلوغ الهدف الأول لهم في كل موسم، وهو تحقيق بطولة الدوري على حساب أكثر الفرق التي يكنّون لها الكراهية، «البيانكونيري». لكن السيناريو المتكرر في السنوات الماضية، هو أن نابولي يستمر في مجاراة يوفنتوس لأشهر عديدة، حتّى يبدأ التعب يظهر على لاعبي الـ«سيليستي» مع بلوغ الجولات الأخيرة من الدوري.في الموسم الماضي، ومع رحيل المدرب ساري، ولجوء إدارة نابولي إلى «الخبير» كارلو أنشيلوتي، اختلفت الطموحات، لتصبح الجماهير هذه المرّة على يقين بأن المنافسة ستكون مختلفة، وأن فريقهم سيكون لديه النفس الأطول في السباق نحو اللقب. كما كان متوقعاً، موسم أنشيلوتي الأول في الـ«سان باولو» كان موسماً تجريبياً للاعبي الفريق، للملعب، لأجواء غرفة الملابس، وكل الأمور التي يحتاج المدرب لبعض من الوقت لكي يتأقلم معها. اليوم، ومع بداية «الكالشيو»، حقق نابولي ويوفنتوس الانتصار في جولاتهما الأولى. فاز زملاء البرتغالي كريستيانو رونالدو على بارما بهدف نظيف، بينما حقق «النابوليتانيون» فوزاً صعباً على أبناء ملعب «آرتيمو فرنكي» في المدينة الجميلة فلورنسا بنتيجة (4-3). بعد أول لقاء لا بدّ من وجود بعض الشوائب ونقاط الضعف لدى كل فريق، وبعض الملاحظات التي كانت بارزة خلال «تحركات وتكتيكات» كل من يوفنتوس ونابولي. الأخير، قدّم مباراة هجومية مميّزة أمام فيورنتينا، حيث سجّل الفريق الجنوبي 4 أهداف، وهذا ما يدل على ثقافة هذا النادي الهجومية التي ربما لن يغيّرها المدرب أنشيلوتي في المباريات المقبلة. لكن الثغرة الكبيرة والتي كانت واضحة هي الدفاع. رغم التعاقد مع المدافع الصلب كوستاس مانولاس من روما، والذي يملك خبرة لا بأس بها في «الكالشو»، إلّا أن الظهير الأيسر البرتغالي ماريو روي، بات يشكّل عبئاً كبيراً في خط دفاع النادي الجنوبي. كل الفرص التي تحوّلت إلى هجمات مرتدة خطيرة على مرمى الحارس ميريت كانت على الجهة اليسرى، وتحديداً الجهة التي يشغلها روي.
تمكّن فريق «السيدة العجوز» من تحقيق 7 انتصارات من أصل 8 على ملعبه «آليانز»


أما عن يوفنتوس، ومع غياب ساري في الجولة الأولى بسبب المرض، أكّدت شبكة «سكاي سبورتس إيطاليا» على حضور المدرب «المدخّن» في لقاء نابولي. لا شك في أن وجود ساري سيكون مهماً على الصعيدين الفني والمعنوي للفريق. فنياً، التشكيلة التي دخل فيها ساري المباراة الأولى في الـ«سيريا أ» غريبة نوعاً ما. الحرس القديم لا يزال يشارك أساسياً. الحديث هنا عن بليس ماتويدي الفرنسي، سامي خضيرة الألماني، ليوناردو بونوتشي وغيرهم. المفاجأة الكبرى في الجولة الأولى بالنسبة ليوفنتوس، هي عدم مشاركة المدافع الهولندي الشاب ماتياس دي ليخت أساسياً وهذا ما أثار الصحافة الإيطالية، والتي رد عليها دي ليخت قائلاً، «تفاجأت من قرار المدرب، لكنني أحترمه قبل كل شيء». لم يكن دي ليخت وحده متفاجئاً، فجلوس كل من الفرنسي أدريان رابيو والأرجنتيني باولو ديبالا على مقاعد البدلاء ليس بالقرار السليم من قبل ساري أيضاً.
بالأرقام، تمكّن فريق «السيدة العجوز» من تحقيق 7 انتصارات من أصل 8 على ملعبه «آليانز» عندما استضاف نابولي، الخسارة الوحيدة كانت بهدف نظيف سجّله المدافع السينغالي المميز كاليدو كوليبالي في 2018. بالنسبة إلى أحفاد مارادونا، فقد حققوا الانتصار في 6 مناسبات من آخر 9 مباريات لهم خارج ملعب «سان باولو»، مسجلين على الأقل هدفين في المباراة الواحدة وهو ليس بالرقم السهل بالنسبة إلى المدرب أنشيلوتي. لكن في آخر 8 مباريات لنابولي في «آليناز ستاديوم»، لم يسجّل النادي الجنوبي أكثر من هدف واحد خلال كل واحدة من المباريات الثمانية في مواجهة يوفنتوس. سيعتمد المدرب أنشيلوتي على لاعبه الإسباني خوسيه كاليخون الذي شارك في أربعة أهداف في آخر أربع مشاركات له في الدوري الإيطالي (هدف وثلاث تمريرات حاسمة). على الورق، لا يمكن التكهّن بنتيجة اللقاء، إلّا أن النتيجة المتوقعة والأكثر منطقية لظروف كلا الفريقين هي التعادل، لكن تبقى كرة القدم اللعبة التي تجعل الجماهير والأنصار يتوقّعون الأسوأ دائماً.