أخيراً، أسدل الستار فجر أمس الثلاثاء عن أحد أهم وأبرز أسواق الانتقالات في العالم، الـ«ميركاتو الأوروبي الصيفي». كما اعتاد المتابعون دائماً، هنالك أندية أوروبية تكون على رأس الهرم، وأخرى منها تقبع في القاع. لذا، يمكن وضع بعض النقاط على الحروف، ومعرفة من هي الأندية التي خرجت من هذا «الميركاتو» بطريقة محترفة إذا صح التعبير، وفازت بلقب «الميركاتو الأفضل» بين الأندية الأوروبية. وعلى الجهة المقابلة، لا بد من وجود فرق أوروبية فازت بلقب آخر أيضاً، والذي يعرف بالـ«الميركاتو الأسوأ» في أوروبا.بعد مضي الجولتين الأولى والثانية من الدوري الإيطالي، قدّم نادي إنتر ميلانو نفسه من جديد، على أنه أحد أبرز المنافسين هذه السنة على لقب الدوري المحلي. لا يمكن لأي من أندية أوروبا الحالية، من منافسة «الميركاتو» الذي قامت به إدارة «النيراتزوري» مع بداية الموسم الجديد. صفقات متوازنة ومفيدة للفريق، وقبل كل شيء، مفيدة لأفكار المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي. الأخير، بحد ذاته، يعتبر الصفقة الأهم لإدارة إنتر ومديرها الرياضي جوسيبي ماروتا، نظراً إلى الشخصية المميزة التي يتمتع بها كونتي وقدرته على الإبداع رغم تواضع بعض الأسماء في تشكيلته. ستيفانو سنسي، نيكولو باريلا، دييغو غودين، روميلو لوكاكو، ألكسيس سانشيز، كريستيانو بيراغي وفالنتينو لازارو. هو باختصار، سوق الانتقالات الأفضل في أوروبا مناصفة مع الفريق المدريدي أتلتيكو. أسماء كثيرة وفي مراكز عديدة، وفيها خليط ما بين الخبرة والشباب. خلف الإنتر، يأتي نادي أتلتيكو مدريد، النادي الثاني في العاصمة الإسبانية، الذي طغى «النشاط» على سوق انتقالاته الصيفي. كان السؤال، كيف يمكن لإدارة فريق أن تعوّض رحيل افضل لاعب في الفريق؟ والمقصود هنا الفرنسي أنطوان غريزمان لاعب برشلونة الحالي. ولكن إدارة نادي «الروخي بلانكوس» كانت جاهزة وبقوة، وتعاقدت مع الموهبة البرتغالية جواو فيليكس من بنفيكا البرتغالي بمبلغ وصل إلى 136 مليون دولار. صحيح أن الرقم كبير جداً، خصوصاً أن اللاعب لم يتجاوز الـ19 من عمره بعد، إلاّ أن فيليكس وما يقدّمه اليوم مع أتلتيكو في الدوري، يعطي المتابعين والجماهير فكرة عن مدى قوّة هذا الشاب الصغير الذي لديه الكثير ليقدّمه في المستقبل القريب. تعاقدات أخرى على غرار الظهير البرازيلي لودي، الظهير الأيمن الإنكليزي كيران تريبير من توتنهام اللندني، المدافع الإسباني هيرموسو من إسبانيول الاسباني، لاعب خط الوسط الإسباني ماركوس لورنتي من ريال مدريد، وغيرها من الصفقات الجيدة للفريق. أتلتيكو مدريد أقدم على بيع لاعب الارتكاز الإسباني رودريغو إلى مانشستر سيتي الإنكليزي في صفقة وصلت قيمتها إلى 70 مليون يورو. مقارنة باللاعبين الذين خرجوا من النادي المدريدي، واللاعبين الذين ارتدوا قميص الفريق اليوم، يمكن القول إن الـ«أتليتي» مرّ بإحدى أفضل فترات الانتقالات في تاريخه الحديث.

السوق الأضعف
بالنسبة إلى الأندية التي قدّمت واحدة من أسوأ نوافذ الانتقالات الصيفية، فإن النادي الإنكليزي مانشستر يونايتد يأتي على رأس القائمة. الأخير، استقدم بعض اللاعبين الجيدين، من بينهم وان بيساكا، الظهير الأيمن الإنكليزي المميز من كريستال بالاس، هاري ماغواير، الذي بات أغلى مدافع في تاريخ الكرة قادماً من ليستر سيتي بمبلغ وصل إلى 97 مليون دولار، ودانييل جاميس الشاب الويلزي الصغير الذي أتى من سوانزي سيتي. تعاقدات «مميّزة» دفاعياً، قابلها «عقم» في التعاقدات الهجومية. مع رحيل كل من المهاجمين البلجيكي روميلو لوكاكو والتشيلياني ألكسيس سانشيز، أصبح الاعتماد الأول في «اليونايتد» على الثلاثي ماركوس راشفورد، وأنتوني مارسيال وجيسي لينغارد، الثلاثي الذي لن يحقق لسولشاير بطولة الـ«بريمرليغ» بطبيعة الحال. ربما يعتبر سوق انتقالات اليونايتد هو الأسوأ بين الأندية الأوروبية الكبرى، نظراً إلى تذبذب المستوى والأداء اللذين انعكسا على النتائج في المباريات الأولى من الدوري.
يعتبر بول بوغبا ونيمار أبرز الخاسرين بعد نهاية الميركاتو الصيفي


في كل فترة للانتقالات، هناك بعض الملفّات دائماً ما تفتح، وفي هذا الصيف برز ملف النجم البرازيلي نيمار في باريس سان جيرمان والفرنسي بول بوغبا في مانشستر يونايتد. الأخير، وبعد الكثير من الأخبار التي ربطت اسمه بريال مدريد الإسباني، ها هو اليوم لا يزال مدافعاً عن ألوان فريقه اليونايتد بعد أن أغلق سوق الانتقالات. ما أقدم عليه بوغبا خلال هذا السوق ليس عملاً احترافياً أبداً، فناديه لم يدخل في أي مفاوضات مع النادي الملكي، رغم ذلك، استمر ببعض من حركات «التمرّد» على إدارة النادي الإنكليزي، آملاً في أن ينتهي به المطاف مرتدياً ألوان «الميرينغي» في مدريد، ولكن هذا لم يحصل، وهو اليوم الخاسر الأكبر، خاصة اذا استمر مستواه في التراجع. ما حدث مع بول بوغبا لا يمكن مقارنته بما حصل مع البرازيلي نيمار خلال الفترة عينها. ابن الـ27 عاماً، لم يزر تدريبات النادي الباريسي سوى في بعض المناسبات المتباعدة خلال فترة الانتقالات، وهذا يعبّر عن مدى «عدم احترافية» هذا البرازيلي. نيمار، ومع مضي 4 جولات في الدوري الفرنسي حتى الآن، لم يستدع من قبل المدرب الألماني توماس توخيل إلى أي من المباريات المحلية. نيمار في النهاية لم يحصل على ما أراده، برشلونة أصبح من الماضي الآن، وربما، لاعبون كنيمار وبوغبا لابد من التعامل معهم بهذه الطريقة من قبل إدارات فرقهم، نظراً إلى عدم احترامهم لأنديتهم وجمهورهم وكل من سار خلفهم.



أغلى اللاعبين في الدوريات الأوروبية الأربعة الكبرى بالدولار الأميركي
الدوري الإسباني: جواو فيليكس (أتلتيكو مدريد- 137 مليوناً)، انطوان غريزمان (برشلونة- 130 مليوناً)، إيدين هازار (ريال مدريد- 107 ملايين)، فرنكي دي يونغ (برشلونة- 79 مليوناً)، لوكا يوفتش (ريال مدريد- 70 مليوناً).
الدوري الإنكليزي: هاري ماغواير (مان يونايتد- 97 مليوناً)، نيكولاس بيبي (آرسنال- 87 مليوناً)، رودريغو (مان سيتي- 75 مليوناً)، جواو كانسيلو (مان سيتي- 72 مليوناً)، تانغاي ندومبيليه (توتنهام- 67 مليوناً).
الدوري الإيطالي: روميلو لوكاكو (إنتر ميلانو- 84 مليوناً)، ماتياس دي ليخت (يوفنتوس- 82 مليوناً)، هيرفينغ لوزانو (نابولي- 41 مليوناً)، دانيلو (يوفنتوس 39 مليوناً)، كوستاس مانولاس (نابولي- 39 مليوناً).
الدوري الألماني: لوكاس هيرنانديز (بايرن ميونيخ- 82 مليوناً)، ماتس هاملز (دورتموند- 41 مليوناً)، بنجامان بافار (بايرن ميونيخ- 38 مليوناً)، كريم دمرباي (ليفركوزن- 34 مليوناً)، أديمولا لوكمان (لايبزغ- 27 مليوناً).