لم ينجح المنتخب اللبناني لكرة القدم في ترجمة مشاركته الإيجابية في بطولة غرب آسيا في العراق، فسقط في أول اختبار رسمي له حين خسر أمام منتخب كوريا الشمالية (2-0) في بيونغ يانغ ضمن المجموعة الثامنة للتصفيات المزدوجة لكأسي العالم «قطر 2022» وآسيا «الصين 2023».قد يكون من الصعب الحديث عن المباراة، بما أنّ مشاهدتها بقيت محصورة بمن حضر في ملعب كيم إيل سونغ أمس الخميس. مباراة لم تسنح الفرصة للجمهور اللبناني لأن يشاهدها، نظراً لقوانين البلد الآسيوي، فلم يكن هناك بد سوى الاكتفاء بالنشرة الإعلامية الصادرة عن المسؤول الإعلامي للمنتخب الزميل وديع عبد النور. ما نُقل عن المباراة، أن «منتخب لبنان لم يكن موفقاً البتة، حيث ظهر أصحاب الأرض أفضل حالاً، وتفوقوا بفضل سرعتهم وتحكمهم بالمجريات في وسط الملعب، ففرضوا إيقاعهم على غالبية دقائق اللقاء وتمكنوا من تسجيل هدفين من خطأين دفاعيين عبر قائدهم جونغ إيل غوان في الدقيقتين 7 و55، في مقابل إهدار القائد حسن معتوق فرصتين ذهبيتين، الأولى في الدقيقة 30 حين انفرد، لكنه بوغت بالحارس الكوري أن تاي سونغ، والمرة الثانية حين أهدر معتوق ركلة جزاء في الدقيقة 72 احتسبها الحكم بعد عرقلة المهاجم هلال الحلوة وتصدى لها الحارس الكوري الشمالي».
ولم تجد فورة اللبنانيين نفعاً في بعض فترات الشوط الثاني واعتماد الجهاز الفني بقيادة الروماني ليفيو تشيوبوتاريو خيارات (4- 3-3) و(4 -4 -2) و(3 -5 -2) تباعاً في تعديل النتيجة على الأقل، إذ «بقي أصحاب الأرض المبادرين عموماً بفضل الكرات الطويلة و«المثلثات» التي شكلوها في التمرير وحسن التمركز الدائم والالتحامات، في ظل تقوقع غير مبرر للضيوف وإنهاء غير سليم للطلعات، فغابت الخطورة عن المنطقة الكورية في معظم الأحيان».
لا شك في أن ظروفاً عديدة أدّت دورها في خسارة لبنان، أولها ضيق الوقت واقتصار التحضير للمباراة على تمرين وحيد قبل السفر، وتمرينتين في بيونغ يانغ، بعد رحلة طويلة دامت 26 ساعة. السبب الثاني هو الضربة المعنوية بإصابة الحارس الرئيسي مهدي خليل في بيروت وغيابه عن البعثة، وكذلك إصابة الحارس الثاني علي السبع قبل بطولة غرب آسيا، لتضيق خيارات الجهاز الفني وتصبح محصورة بالحارس مصطفى مطر.
غادرت بعثة منتخب لبنان إلى عُمان للقاء منتخبها ودياً يوم الثلاثاء المقبل


ولا يمكن إغفال سبب آخر، هو تقاعس ثلاثة لاعبين عن الالتحاق بالمنتخب الأول، هم: لاعب العهد هيثم فاعور الذي اعتزل دولياً في توقيت مبكر، إضافة إلى تخلّف الثنائي المحترف باسل جرادي وجوان العمري دون أي مبرر سوى الاستهتار بأهمية ارتداء قميص منتخب لبنان، بحسب ما عبّرت العديد من الجهات المتابعة. هذا الأمر استدعى قراراً من الاتحاد اللبناني لكرة القدم في جلسته أول من أمس باستبعاد جرادي والعمري عن المنتخب الوطني. قد لا يستطيع الاتحاد اللبناني سوى إصدار مثل قرار كهذا ما دام اللاعبان لا يلعبان في لبنان، لكن لا شك في أن الرأي العام الكروي قد يكون له كلام آخر في حق اللاعبين وخذلانهما للجمهور اللبناني.
ظروف عدّة رافقت المباراة، حاول الجهاز الفني بقيادة الروماني ليفيو تشيوبوتاريو معالجتها، فجاءت تشكيلته على النحو الآتي: الحارس مصطفى مطر، نور منصور، روبير ملكي، محمد زين طحان (ربيع عطايا)، حسن شعيتو (شبريكو)، سمير أياس، نادر مطر، جورج ملكي (عمر شعبان) حسن معتوق، هلال الحلوة (محمد قدوح)، ومحمد حيدر.
تشيوبوتاريو تحدث خلال المؤتمر الصحفي بعد المباراة، فهنّأ «أصحاب الأرض لأنهم كانوا الأفضل»، مشيراً إلى أن أداء فريقه «كان سيئاً، وما زاد الطين بلة إهدار هدفين»، لافتاً إلى قصر فترة الإعداد وتعّذر التجمع باكراً وغياب الحارس مهدي خليل بسبب الإصابة التي تعرّض لها مع فريقه العهد أمام الاتحاد السعودي يوم السبت الماضي والرحلة الطويلة من بيروت، مستدركاً بقوله إنه لا يقدّم أعذاراً، فالأمور لم «تكن لمصلحتنا وباعتبار أن تفاصيل كثيرة تصنع الفارق». وأضاف: «علينا تجاوز ما حصل والتطلع للمباريات المقبلة والتعلم من أخطائنا».
لكن بعيداً عن جميع الظروف و«الأعذار»، خسارة المنتخب اللبناني في كوريا الشمالية غير مبررة على الإطلاق، خصوصاً أن لبنان لم يخسر في الفترة الماضية أمام الكوريين في ثلاث مواجهات، في حين أن الخسارة أمس ستؤثّر بحظوظ لبنان في المنافسة على التأهّل المباشر إلى كأس آسيا وإلى التصفيات النهائية لكأس العالم. غير أن مشوار منتخب لبنان ما زال في بدايته، وبالإمكان التعويض. فالمنتخب غادر بيونغ يانغ صباح اليوم الجمعة متوجهاً إلى عُمان للقاء منتخبها يوم الثلاثاء المقبل ودياً، بينما يقصد الكوريون الشماليون كولومبو للقاء سريلانكا الحاضرة في المجموعة الثامنة أيضاً إلى جانب منتخب تركمانستان ولبنان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. أما منتخب لبنان، فسيستضيف منتخب تركمانستان في بيروت في 10 تشرين الأول ضمن الجولة الثالثة من التصفيات، قبل أن يتوجّه إلى سيريلانكا لمواجهة منتخبها في كولومبو في 15 تشرين الأول المقبل.