في غضون سنوات قليلة، تمكن المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني من جعل نادي أتليتيكو مدريد واحداً من أفضل الأندية في إسبانيا. بأقل الإمكانيات المادية الممكنة، شكّل سيميوني فرقاً متوازنة، قوامها الدفاع، تمكن أحدها من رفع لقب الدوري الإسباني موسم 2013/2014، فاضّاً بذلك السيطرة المطلقة لبرشلونة وريال مدريد على البطولة منذ موسم 2003/2004. لم يقتصر النجاح على الصعيد المحلي، إذ بلغ أبناء سيميوني الدور النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا في مناسبتين، خسرهما أمام ريال مدريد.بعد فترته الناجحة، كثرت الأقاويل عن ترك سيميوني للفريق المدريدي، باحثاً عن محطة جديدة، غير أنه استمر في نهاية المطاف، ليكتب فصلاً جديداً مع الروخيبلانكوس. ما فعله سيميوني، لا ينطبق على نجم الفريق الأول أنطوان غريزمان، الذي فضّل الرحيل الى برشلونة. الأخير دفع قيمة بنده الجزائي، والتي قدّرت بـ 120 مليون يورو. استثمر سيميوني أموال غريزمان، عبر استقدام العديد من اللاعبين في مراكز مختلفة، كما أنفق كل الميزانية الممنوحة من قبل الإدارة لإعادة الفريق إلى منصات التتويج من جديد. في بادئ الأمر، جاء جواو فيليكس مقابل 126 مليون يورو، ليكون المعوّض الأساسي لغريزمان. بعد الموهبة البرتغالية، تعاقد النادي مع لاعبين في مركزي الوسط والدفاع، كان أبرزهم ماركوس يورنتي، ماريو هيرموزو وفيليبي، إضافة الى الظهيرين رينان لودي وكيران تريبر. أغلبية اللاعبين الجدد يشاركون بصورة أساسية، وربما هذا الأمر خلق نوعاً من انعدام الانسجام في التشكيلة، وبالتالي فإن الفريق بحاجة الى بعض الوقت، لكي يعتاد اللاعبون على بعضهم البعض. ورغم احتلاله المركز الخامس (مني بأربعة تعادلات في الدوري حتى الآن)، يبتعد أتليتيكو عن المتصدر برشلونة بـ 3 نقاط فقط، إثر تخبط كل فرق المقدمة هذا الموسم، ما جعله صامداً حتى اللحظة في دائرة المنافسين على اللقب.
على الصعيد الأوروبي، كان أداء أتليتيكو أكثر إقناعاً. رغم تأخره في المباراة الافتتاحية من دوري الأبطال أمام يوفنتوس بهدفين نظيفين، عاد بالنتيجة ليكسب نقطة ثمينة على أرضه. العودة المتأخرة أمام يوفي، أعطت رجال سيميوني حافزاً في المباراة الثانية، التي انتهت بفوز أتليتيكو خارج الديار بنتيجة 2-0 على لوكوموتيف موسكو. هكذا، احتل أتليتيكو مدريد المركز الثاني في المجموعة، بأربع نقاط، مناصفةً مع المتصدر يوفنتوس، الذي يحتل الصدارة بفارق الأهداف.
أظهرت السنوات التي أشرف خلالها سيميوني على أتليتيكو، مدى نجاح الفريق، غير أن الأداء الجيد، واحتلال مراكز في الدوري مؤهلة إلى دوري الأبطال، ليست مقياساً حقيقياً لنجاح المنظومة، وهو ما يدركه سيميوني جيداً. الصرف الاستثنائي لأتليتيكو في الصيف الماضي، يعكس رغبة المدرب والإدارة في تحقيق الألقاب المحلية، إضافةً الى فك شيفرة نهائي دوري الأبطال. على الجانب الآخر، أظهر نادي باير ليفركوزن ثقله الكروي أوروبياً في التسعينيات، مثبتاً نفسه كأحد أبرز أقطاب الكرة الألمانية. منذ احتلاله وصافة دوري الأبطال في موسم 2001/2002، أخذ ليفركوزن يتراجع شيئاً فشيئاً، حتى بات فريقاً من الصف الثاني، على الصعيدين المحلي والأوروبي.
تمثل النجاح الأبرز لليفركوزن هذا الموسم، في الحفاظ على نجم الفريق الشاب كاي هافرتز، وعدم السماح له بالانتقال كما فعل جوليان براندت، الذي انتقل الى بوروسيا دورتموند. تعكس الإحصائيات مدى تخبط موسم ليفركوزن، إذ مني بتعادلين وخسارتين في أول 8 مباريات، كما أنه مني بخسارتين في أول مباراتين من دوري الأبطال ليقبع في المركز الرابع.
مباراة صعبة على الطرفين، يأمل منها أتليتيكو الانفراد في صدارة المجموعة، فيما يبحث ليفركوزن عن فوزٍ يعيده إلى المسار الصحيح.