لا يمكن للأمور أن تكون أفضل بالنسبة إلى المدرب الإسباني دانييل خيمينيث على الصعيد المهني، فبعد ثلاثة أشهر فقط من توليه منصب المدير التقني لفريق العهد، أصبح الآن جزءاً من الإنجاز التاريخي الذي حققه النادي أخيراً بتتويجه بلقب كاس الاتحاد الآسيوي. اندمج دانييل مع الجهاز الفني والمجموعة بسرعة قياسية بشهادة المدير الفني واللاعبين، واقتصرت مهامه الأساسية على دراسة المباريات وتحليلها وتقديم تقارير عن الخصوم وعن أداء الفريق. وما النتائج إلا خير دليل على الإضافة الفنية التي حملها معه الإسباني.يرى دانييل أن فروقات المستوى بين منطقتَي شرق وغرب آسيا كبيرة، وأن النهائي أظهر ذلك بشكل واضح، غير أن الوصول إلى هذا النهائي كان شاقاً، فالجزيرة الأردني كان نداً صعباً للغاية. «لاحظت أن الفرق الأردنية متفوقة من الناحية التكتيكية، لديهم وعي تكتيكي أكبر، لكن لاعبي العهد يملكون عقلية انتصارية عظيمة، وقد أظهروا في الميدان روحاً قتالية عالية ساهمت بصنع الفوز» يقول المدرب الإسباني في حديثه الى «الأخبار».  
ويستغرب خيمينيث نظام البطولة من حيث تقسيمها الجغرافي ومواعيدها، مشيراً إلى أن هذا التنظيم مربكٌ جداً. 
يجب تكرار الإنجاز في بيروت وأمام جمهور العهد


ويتحدث المدرب دانييل عن البطولة الأخرى في القارة، أي دوري أبطال آسيا، فبرأيه لا يجد العهد، أفضل فريق في لبنان وبطل كأس الاتحاد، قادراً على المنافسة في دوري الأبطال في يومنا هذا، ولا حتى في السنتين المقبلتين. «من المهم أن أكون الأفضل في كأس الاتحاد الأسيوي، على أن أكون الأسوأ في دوري الأبطال. نحتاج إلى الكثير من العمل، ليس فقط كنادٍ، بل كبلدٍ بشكل أساسي، هناك فروقات كبيرة على كل الأصعدة، يمكننا المشاركة لكن لن نتمكن من المنافسة في ظل ظروفنا هذه» يعلّق خيمينيث على فكرة مشاركة العهد في دوري أبطال آسيا.  
والآن ماذا؟ سؤال يطرحه الكثيرون. فبعد ثلاثة ألقاب دوري متتالية ولقب قاري غير مسبوق، ما هي أهداف العهد؟ وما هو الحافز المطلوب لتحقيق هذه الأهداف؟
جواب خيمينيث كان واضحاً ومباشراً «لم نحقق الحلم الآسيوي بعد، لقد فزنا بالبطولة في ماليزيا وبمدرجات شبه خالية، نريد تكرار الإنجاز في بيروت على أرضنا وأمام جماهيرنا في النسخة المقبلة، وربما تكون هذه جرعة التحفيز التي نحتاج إليها. وإن لم يكن هذا حافزاً كافياً لبعض اللاعبين، فإنك ستجد دائماً لاعبين آخرين في الفريق مستعدين للقتال من أجل العهد. منذ أن وصلت، لم نخسر سوى مباراة واحدة، أمام الاتحاد السعودي في جدة، لم نكن مطالبين بالفوز، لكننا قضينا أسبوعاً عصيباً بسبب الهزيمة وهذا يدل على عقلية اللاعبين الساعية إلى الفوز، وهي مسألة يمكن أن يعوّل عليها». 
وشدد خيمينيث على إعجابه بفريق الشباب ووصفه بالمنافس والموهوب، وأشار إلى أن الجهاز الفني يثق ويعول على المواهب الشابة وأن كل من يستحق سيأخذ فرصته مع الفريق الأول. 
وعلى الصعيد الشخصي، يقول المدرب الإسباني إنه تعلم في فترة الثلاثة أشهر كيف يتعامل مع اللاعب والعقلية اللبنانية، واعترف بصراحة أنه يجب أن يتكيف مع بعض الأمور. «لا يمكنك فرض العقلية الاحترافية بالقوة، سينتهي بك الأمر بمشاكل تضرّ بالفريق، مصلحة الفريق تجبرك على النظر إلى الناحية الأخرى في بعض الأحيان، وهذا تعلمته خلال الفترة التي قضيتها حتى الآن». 

أحرز المدرب الإسباني لقب كأس الاتحاد الآسيوي مع نادي العهد (الأخبار)

ويكنّ خيمينيث احتراماً وإعجاباً كبيرين للمدير الفني للفريق باسم مرمر ولعائلة نادي العهد. «باسم مرمر شخص ومدرب مذهل، لم أتوقع أن يكون لديه هذا القدر من المعرفة الكروية عند وصولي. أتعلم منه في كل مران وفي كل مباراة، وآمل أن أكون على قدر تطلعاته. أما الإدارة واللاعبون، فيعاملونني كأنني في النادي منذ سنوات، وهذا ما ساعدني على تخطي الكثير من العقبات». 
بالنسبة إلى مستقبله ومخططاته، لم يخف دانييل تلقيه عرضاً بعد النهائي الآسيوي، لكنه أبدى رغبةً قوية بالبقاء في العهد في الوقت الحالي. «وجدت في العهد وفي لبنان استقراراً. أريد أن أبني مسيرة في هذا النادي، هذا هو هدفي في الوقت الحالي وهذا ما أفكر فيه وأركز عليه. أنا سعيد في نادي العهد، وسأبقى لطالما هم راضون بما أقدمه. سنرى ماذا تخبّئ لنا السنوات المقبلة»، يختم المدرب الإسباني حديثه إلى «الأخبار».