منذ سنوات تعاني أندية كرة السلة اللبنانية من ظروف مالية صعبة، خاصة الأندية الصغيرة. مشاكل أدت إلى انسحاب بعض الأندية مثل الأنطونية واللويزة، وتخلّي البعض عن لاعبين محليين وأجانب بهدف تخفيف الأعباء. اليوم يكتمل المشهد، الدوري كلّه «في مهب الريح». القصة بدأت بعد فتح ملف «ألفا» والحديث عن عدم دفع عقود الرعاية المقدّمة من الشركة إلى الأندية بعد الحديث عن عدم قانونيتها، مع الكثير من الأخد والرد بين النواب والوزراء حول هذا الموضوع. وقفُ الدعم من قبل شركة «ألفا» دق ناقوس الخطر في الاتّحاد قبل نحو ثلاثة أسابيع، فخرج الرئيس أكرم الحلبي في مؤتمر صحافي يؤكّد أن فسخ عقد الرعاية سيؤدي إلى انتهاء اللعبة وإفلاس بعض الأندية، لتأتي بعدها التطوّرات في البلاد وتؤدي إلى توقف البطولة.عدم وجود أفق للأزمة دفع ببعض اللاعبين والمدرّبين إلى اتّخاذ قرار الخروج من لبنان، والبحث عن فرص للعب والتدريب بهدف إنقاذ موسمهم، خاصة أن معظم هؤلاء لا يتقاضون رواتبهم في لبنان. المدير الفني لنادي الحكمة ـ بيروت غسان سركيس غادر هو وابنه كارل سركيس الذي كان يشغل منصب المساعد له في الحكمة، إلى المملكة العربية السعودية للإشراف على نادي الوحدة السعودي لكرة السلة. سركيس ونجله كما غيرهما من اللاعبين والمدربين لا يتقاضون رواتبهم في لبنان بفعل الأزمة المالية التي تعاني منها الأندية، والتي تفاقمت بفعل التطوّرات الأخيرة، إضافة إلى إقفال المصارف في البلاد.
سركيس لم يذهب وحده إلى السعودية، بل أخذ معه الأجنبي المميز والتر هودج والذي يُعتبر من أفضل اللاعبين الأجانب الذين مرّوا على كرة السلة اللبنانية، إضافة إلى كرم مشرف. ويريد سركيس الاستفادة من هودج ومشرف لإنقاذ نادي الوحدة السعودي من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، خاصة أنه يحتلّ اليوم المركز الأخير في ترتيب الدوري.
توقف الدوري سينعكس على المنتخب الذي يخوض تصفيات آسيا في شباط المقبل


وفي الإطار ذاته غادر لاعب نادي الشانفيل كريم عز الدين البلاد عائداً إلى فرنسا بعد توقف الدوري وعدم وجود أيّ أفق واضح للعودة، وكذلك فعل زميله في الفريق مايك إيفيبرا. ومن جهته أعلن نجم الشانفيل وكرة السلة اللبنانية فادي الخطيب أن الأفق غير واضح، وأنه بدأ فعلياً بالتفكير بالاعتزال. معاناة اللاعبين انسحبت إلى نادي الرياضي ـ بيروت، فكتب صانع ألعاب نادي المنارة وائل عرقجي على صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي أنه اشتاق لكرة السلة ولمباريات الدوري المحلي.
وكشفت العديد من المصادر السلوية أن الأندية تتّجه للتخلّي عن اللاعبين الأجانب لتخفيف الأعباء، خاصة أنّه لا يوجد أيّ بوادر لإعادة انطلاق البطولة المحلّية، والأهم من ذلك عدم وجود مؤشّرات لإمكانية إيجاد رعاة وداعمين جدد للأندية في ظلّ الظروف التي تمرّ بها البلاد على الصعيدين الأمني والاقتصادي.
وبعيداً عن اللاعبين الأجانب فإنّ اللاعب اللبناني يعاني اليوم من ظروف صعبة جداً، على اعتبار أنّ عدداً كبيراً من اللاعبين لا يحصلون على رواتبهم ومستحقاتهم المالية من الأندية، كما أنهم في الوقت ذاته يفقدون لياقتهم ومستواهم بسبب عدم وجود مباريات، وبالتالي عدم الاحتكاك مع لاعبين آخرين. هذا الأمر يمكن أن يؤثر سلباً على المنتخب اللبناني لكرة السلة الذي من المقرّر أن يخوض التصفيات المؤهّلة إلى بطولة آسيا 2021 في شباط/فبراير من العام المقبل أي بعد حوالى ثلاثة أشهر. ووقع لبنان في المجموعة الرابعة التي تضمّ البحرين، الهند والعراق.
أزمة حقيقية تعيشها كرة السلة اللبنانية اليوم ومعها مختلف الرياضات الجماعية في البلاد، والأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد.