كان من المتوقّع أن يتسلم هانز ـ ديتر فليك مهامّه مدرباً مؤقتاً لبايرن ميونيخ لبضعة أيام، لكن الفريق حقّق تحت إشرافه ثلاثة انتصارات توالياً من دون أن يدخل مرماه أي هدف، فقرر مجلس إدارة النادي البافاري بقاءه في منصبه أقله حتى عيد الميلاد، وربما أكثر إذا استمرت النتائج الإيجابية.وسيقود فليك فريقه في مواجهة النجم الأحمر في بلغراد، علماً بأن فريقه حجز بطاقة التأهل إلى الدور الثاني في المباراة الرسمية الأولى له، بفوزه على أولمبياكوس (2-صفر) وبات في حاجة إلى نقطة واحدة ليحسم بنسبة كبيرة المركز الأول في صدارة المجموعة.
ونجح فليك الذي كان مساعداً لمدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف الفائز بمونديال 2014، في إحداث نقلة نوعية منذ استلامه منصبه في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي خلفاً للكرواتي نيكو كوفاتش، حيث خاض الفريق ثلاث مباريات تحت إشرافه فاز بها جميعها، بينها لقاء القمة محلياً ضد بوروسيا دورتموند (4-صفر) من دون أن يدخل مرماه أي هدف. وللمقارنة فقط، فإن آخر 8 مباريات في عهد كوفاتش، شهدت دخول 17 هدفاً شباك الفريق البافاري.
إزاء هذا التحول الإيجابي في النتائج، قرر مجلس إدارة النادي توقيع عقد معه حتى عيد الميلاد من دون أن يقفل الباب أمام إمكانية تمديده.
تتبقّى 7 مباريات لبايرن حتى عيد الميلاد بينها استضافة توتنهام في دوري أبطال أوروبا


ولدى سؤاله عمّا إذا كان يرى نفسه على رأس الجهاز الفني للفريق في الربيع عندما يدخل في صلب المنافسة على لقب الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، يجيب فليك بطريقته الجدية والبراغماتية «أستطيع تخيل أمور كثيرة لكن لا يزال الطريق طويلاً جداً».
وأضاف فليك الذي منح مجلس إدارته متسعاً من الوقت من أجل البحث عن مدرب يستلم المهمة بشكل رسمي، «أستمتع بالعمل مع الفريق وأستغلّ هذه الفترة. يملك النادي وقتاً لكي يفكر في الأمر (إيجاد مدرب) بهدوء. كل ما في الأمر أنني أحاول القيام بعملي والأمور تسير بشكل جيد». وسرعان ما وضع النادي حداً للشائعات التي تحدثت عن إمكانية التعاقد مع المدرب الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو للإشراف على الفريق، لا سيما بعد إقالته من تدريب توتنهام الأسبوع الماضي على لسان المدير الرياضي حسن صالحميديتش الذي قال «ليس الوقت الآن للحديث عن هذا الموضوع. من الواضح جداً بأن هانزي فليك هو مدربنا».
وبالإضافة إلى النتائج الإيجابية التي حققها الفريق بقيادته، فإن فليك نجح في إعادة الصفاء إلى غرفة الملابس التي كانت سبباً رئيساً في التخلي عن كوفاتش. وعندما يُسأل قائد الفريق حارس المرمى مانويل نوير عن هذا الأمر يقول مبتسماً «على أي حال، نحن نستمتع في الوقت الحالي». وأوضح «نحن نسيطر على مجريات اللعب الآن أكثر من قبل، نلعب بضغط أكبر في المقدمة، وهذا الأسلوب يناسبنا، المساحات باتت أقل بين المدافعين والمهاجمين».
وكان لسان حال جوشوا كيميتش مماثلاً بقوله «الطريقة الهجومية التي نعتمدها هي تعليمات المدرب».
ولقي فليك الإشادة من الصحف المحلية وقالت عنه مجلة «كيكر» بعد الفوز العريض على اينتراخت فرانكفورت خارج قواعده برباعية نظيفة نهاية الأسبوع «في وقت قليل، نجح المدرب المؤقت في إعادة الهوية إلى بايرن ميونيخ». وأضافت «بات الفريق البافاري يسيطر على مجريات مبارياته، الكرة تسير، نسبة الاستحواذ كبيرة والتحركات بين مختلف الخطوط سلسة. ثمّة هيكلية جديدة في أسلوب اللعب وبالتالي فإن فليك بات مرشحاً لمهامّ أخرى».
وتتبقّى 7 مباريات حتى عيد الميلاد، بينها استضافة توتنهام في دوري أبطال أوروبا في 11 كانون الأول/ديسمبر، وحتى ذلك التاريخ يتعيّن على مجلس الإدارة أن يتخذ قراره بين تعيين اسم كبير للإشراف على تدريب الفريق، على أن يكون فليك مساعداً له بحسب العديد من المصادر، أو يتخذ رهان الاستمرار مع فليك حتى نهاية الموسم.