تستضيف العاصمة الرومانية بوخارست اليوم قرعة كأس الأمم الأوروبية 2020 في ظل الانتقادات للنظام الجديد للبطولة التي ستقام للمرة الأولى في 12 مدينة ضمن 12 بلداً أوروبياً. وتضمّ البطولة 24 منتخباً للمرة الثانية فقط بعد نسخة فرنسا في 2016، بعد أن كان العدد محصوراً بـ16 فقط. وكان قد أعلن الاتّحاد الأوروبي لكرة القدم في 2012، وتحديداً عندما كان ميشال بلاتيني لا يزال رئيساً للاتّحاد، منح حق الاستضافة لـ12 دولة احتفالاً بالذكرى الستين للبطولة. وسيحضر مدرّبو المنتخبات المتأهلة حفل القرعة الذي يبدأ في الساعة السابعة مساء بتوقيت بيروت. وسيحضر رونالد كومان مدرب منتخب هولندا رغم تصريحات أدلى بها سابقاً عن عدم رغبته بالحضور، حيث صرح للإعلام الهولندي «لا أفهم حقيقة النظام الجديد، لقد سألت الاتّحاد الهولندي ما إذا هناك داعٍ لحضور القرعة». وأدى قرار رفع عدد المنتخبات المشاركة من 16 إلى 24 إلى تضاؤل فرص عدم تأهل المنتخبات الكبرى إلى النهائيات. وستؤثر القرعة على هذا العنصر أيضاً كون النظام الجديد يقضي بخوض بلد مضيف أقله مباراتين على أرضه، ما يعني أن العديد من المنتخبات تعرف مسبقاً المجموعات التي ستوجد فيها. وتستضيف أربعة من أصل ستة بلدان من المستوى الأول مباريات من البطولة، باستثناء بلجيكا وأوكرانيا. ويدرك منتخب «الشياطين الحمر» بلجيكا مسبقاً أنه سيكون في المجموعة الثانية مع بلدين مضيفين هما روسيا والدنمارك، ويبقى أن ينتظر هوية المنتخب الثالث بين ويلز وفنلندا. وأعرب البلجيكي كيفن دي بروين نجم مانشستر سيتي الإنكليزي مؤخراً عن سخطه من هذا الأمر معتبراً «أنها فضيحة، صراحة بالنسبة لي، هم يتسببون في تزييف البطولة، هذا الأمر من شأنه أن يُفقد القرعة متعتها». وستقام القرعة من دون معرفة هويات المنتخبات الـ24 المتأهّلة كون العدد سيكتمل مع تأهّل المنتخبات الأربعة الأخيرة خلال الملحق في آذار/مارس المقبل.
التأثير على البيئة
يدرك الاتحاد الأوروبي التأثير الذي ستتركه البطولة بنظامها الواسع على البيئة في وقت يشكل فيه تأثير الطيران على التغير المناخي مصدر قلق كبيراً. وقد توقع الاتحاد أن ينتج ما يقارب 450 ألف طن من انبعاثات الكربون جراء سفر الجماهير والموظفين إلى المباريات، وأعلن أنه سيعوّض ذلك من خلال الاستثمار في «مشاريع خفض الانبعاثات». ودافع رئيس الاتّحاد الأوروبي الحالي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين عن النظام الجديد، لكنّه اعترف أنه «مكلف، مع حاجة الجماهير للسفر أكثر لمشاهدة منتخباتها، ويتحمّل الاتّحاد مسؤولياته بشكل جدّي ومن الصواب أن نعوّض انبعاثات الكربون الناتجة».
توقع الاتّحاد الأوروبي أن ينتج ما يقارب 450 ألف طن من انبعاثات الكربون جرّاء سفر الجماهير والموظفين


وستمتدّ المباريات من العاصمة الإيرلندية دبلن مروراً بمدينتي بلباو الإسبانية وسان بطرسبرغ الروسية وصولاً إلى باكو عاصمة أذربيجان، على أن يستضيف ملعب ويمبلي في العاصمة الإنكليزية لندن مباراتي الدور نصف النهائي والنهائي في 12 تموز/يوليو. وتستضيف إيطاليا المباراة الافتتاحية في العاصمة روما في 12 حزيران/يونيو وهي أحد منتخبات المستوى الأول، إضافة إلى كلّ من إنكلترا وألمانيا وإسبانيا. وستصنف فرنسا المتوّجة بكأس العالم عام 2018 في روسيا، في المستوى الثاني مع هولندا العائدة بقوة إلى الساحة القارية، فيما تقع البرتغال حاملة اللقب في المستوى الثالث. وسيشكل مصير هذه المنتخبات الاهتمام الأكبر في القرعة، إذ قد تجد فرنسا نفسها في المجموعة ذاتها مع إيطاليا، البرتغال وويلز. الأمر نفسه بالنسبة إلى إنكلترا التي قد تقع مع فرنسا والبرتغال واسكتلندا في حال تأهّلت. وتقرّر أن يلعب نهائي البطولة القارية على ملعب ويمبلي في لندن.