كان الموسم الحالي كارثياً على المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو. المدرب الذي بنى مجد توتنهام الحديث سقط في العديد من استحقاقات هذا الموسم. لم تكن الصفقات الجديدة على قدر التطلعات، وترافق الأمر مع تراجع مستوى العديد من اللاعبين، على رأسهم ديلي آلي وكريستيان إيريكسن. زاد الأمر صعوبة، مطالبة الإدارة لمدربها الأرجنتيني بتحقيق الألقاب، خاصةً بعد وصوله الموسم الماضي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. مع استمرار النتائج السيئة للفريق، أقيل بوكيتينيو من منصبه وتم تعيين المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو على رأس العارضة الفنية للفريق اللندني، ليكون بذلك قد أشرف على 3 أندية إنكليزية توالياً في السنوات الخمس الماضية وهي، تشيلسي، مانشستر يونايتد وتوتنهام.لم يُطلب من مورينيو الكثير فور عودته إلى إنكلترا، إذ اقتصرت مطالب الإدارة على تعديل الأوتار تحضيراً للموسم المقبل، وهو ما يقوم به المدرب البرتغالي على أكمل وجه حتى اللحظة. بدأ الأمر بفوزٍ مقنعٍ في ملعب ويستهام، حين تقدم توتنهام بثلاثة أهداف نظيفة حتى الدقيقة 73، قبل أن يقلص المستضيف الفارق بهدفين من توقيع المهاجم أنطونيو والمدافع الإيطالي أوغبونا. تبع ذلك الفوز انتصار مهم في دوري أبطال أوروبا على حساب أولمبياكوس اليوناني برباعية لهدفين، وظهرت خلاله لمسات مورينيو وأفكاره. وبعدها جاء الفوز الثالث في الجولة الرابعة عشرة من الدوري أمام بورنموث، في مباراةٍ عرفت سيناريو مماثلاً لمباراة ويستهام، حيث تقدم توتنهام بثلاثية نظيفة حتى الدقيقة 73، قبل أن يقلص الضيف النتيجة لتصبح (3-2).
منذ عودة مورينيو إلى إنكلترا حقّق توتنهام 3 انتصارات من ثلاث مباريات


منذ عودة مورينيو إلى إنكلترا، حقق توتنهام 3 انتصارات من ثلاث مباريات في مختلف البطولات، سجل خلالها 10 أهداف، في حين تلقت شباكه 6 أهداف. لم يصل مورينيو حتى اللحظة إلى التوازن المطلوب بين الهجوم والدفاع، إلا أن الفريق يحقق الانتصارات توازياً مع تخبط فرق النخبة، ما يضعه في مكان جيد. منذ استلامه تدريب توتنهام، لم يعرف تشيلسي الفوز في 3 مباريات، إضافةً إلى غياب الفوز عن آرسنال ومانشستر يونايتد في مباراتين (قبل مباريات يوم أمس الأحد). مع خسارة تشيلسي الأخيرة أمام ويستهام، بات الفارق بين توتنهام ونظيره اللندني 6 نقاط فقط، وهو ما يقرّب رجال مورينيو أكثر من مقعد أوروبي.
لم يقم مورينيو بأي صفقة رفقة توتنهام، ومع ذلك تغير مسار الفريق كثيراً مقارنةً ببداية الموسم. النجاح الذي عرفه مورينيو حتى اللحظة هو نفسي بحت، بعد أن تمكن من إعادة العديد من اللاعبين إلى مستواهم المعهود. يشهد على ذلك متوسط الميدان الإنكليزي ديلي آلي، الذي عاد إلى مستواه بعد الكثير من التخبط تحت إشراف بوكيتينو في الموسمين السابقين. سجّل آلي هدفين في مباراة الفريق الأخيرة أمام بورنموث، وهي المرة الأولى التي يسجل خلالها هدفين في الدوري منذ 2018. هكذا، وصل آلي إلى هدفه الثالث إضافةً إلى صناعته هدفين آخرين تحت إشراف مورينيو، الذي شدد في مؤتمره الصحافي الأول على أن عودة اللاعب إلى مستواه سيساهم مباشرةً بعودة الفريق إلى السكة الصحيحة. عند سؤال مورينيو عن السر وراء تألق آلي في الفترة الأخيرة، أجاب: «عليك أن تسأله هو، لست أنا من يلعب، يقاتل، يركض. إنه يقوم بكل شيء، نحن فقط نضعه في الظروف المناسبة لإبراز ما يملك».
بداية مثالية لمورينيو يسعى لتعزيزها عندما يحل بعد غد الأربعاء ضيفاً على مانشستر يونايتد، (21:30 بتوقيت بيروت). مباراة تحمل في طياتها الكثير من الحسابات الشخصية بعد أن أقيل البرتغالي من ملعب أولد ترافورد، فيما تبقى النقاط الثلاث هي الأهم للاقتراب أكثر من المراكز الأربعة الأولى.