لم يكن المشهد عادياً أمس في مطار بيروت. عند الساعة الثانية عشرة والنصف، وصلت طائرة طيران الخليج حاملة لاعبات منتخب لبنان للشابات (دون 18 عاماً) في كرة القدم ومعهن كأس بطولة غرب آسيا. الأجواء في مطار بيروت كانت استثنائية، بوجود عدد كبير من أهالي اللاعبات، اضافة الى جمهور حضر لاستقبال بطلات غرب آسيا وبجهدٍ لافت من «ألتراس» جمهور نادي النجمة (سوبر نوفا). تقدّم هؤلاء رئيس الاتحاد هاشم حيدر وعضو اللجنة التنفيذية ورئيس لجنة الكرة النسائية في الاتحاد جورج سولاج الذين حضروا لاستقبال لاعبات المنتخب.في مكان قريب جداً، وقف الوزير السابق وئام وهّاب أيضاً لاستقبال لاعبات المنتخب. قد يبدو للوهلة الأولى وجود الوزير وهاب غريباً في حدث رياضي حتى ولو كان على صعيد تحقيق انجاز خارجي لمنتخب لبناني. لكن أمس كان وجود الوزير السابق طبيعياً. فقائدة منتخب لبنان ريدا وهاب هي ابنة الوزير، ومن الطبيعي أن يكون حاضراً.
أسطورة فريق الأنصار السابق وهدافه التاريخي فادي علوش أيضاً كان حاضراً. أمرٌ طبيعيٌ طالما أن ابنته هبة علوش هي مع منتخب لبنان للشابات وإحدى مهاجماته.
أقل من نصف ساعة، وتخرج لاعبات المنتخب يتقدمهن الأمين العام للاتحاد اللبناني جهاد الشحف والمدير الفني للاتحاد باسم محمد لتنفجر قاعة الاستقبال في المطار بالهتاف الذي أطلقت شرارته هدّافة المنتخب ليلى اسكندر التي دخلت حاملة الكأس على وقع هتافاتها وهتافات زميلاتها اللواتي زُيّنت أعناقهن بالورود.
لقيت بطلات منتخب لبنان استقبالاً مميزاً يليق بإنجاز نسويٍّ يأتي من رحم المعاناة التي يمر بها لبنان. حصدت لاعبات لبنان أكثر من جائزة، فبالاضافة الى اللقب توّجت اسكندر بلقب هدّافة البطولة برصيد سبعة أهداف. كما نال منتخب لبنان جائزة اللعب النظيف بعدما أنهى مشاركته في البطولة من دون تلقّي أي إنذار في خمس مباريات فاز منتخب لبنان للشابات فيها بعدما تفوق على منتخبات الأردن والإمارات والعراق في الدور الأول، وعلى منتخب فلسطين في نصف النهائي.
برأي المدير الفني للمنتخب هاغوب ديمرجيان «كانت اسكندر والحارسة رشا ياغي تستحقان أيضاً جائزتي أفضل لاعبة وأفضل حارسة في البطولة. لكن من الصعب أن تحصد جميع الجوائز» كما يقول المدرب الوطني لـ«الأخبار». فرح الطّيار أيضاً استحقت جائزة بعد الأداء المميز في البطولة.
نالت ليلى اسكندر لقب هدّافة البطولة برصيد سبعة أهداف، وحصل المنتخب على جائز اللعب النظيف


ديمرجيان اعتبر أن منتخب لبنان للشّابات حقق لقب غرب آسيا نتيجة للخبرة التي أصبحت اللاعبات يتمتعن بها بعد خسارتهن لقب العام الماضي. «أضف الى ذلك كثرة البطولات التي ينظّمها الاتحاد اللبناني على صعيد الكرة النسائية كبطولة السيدات ودون الـ 19
والـ 17 وأخيراً دون الـ 15. هذا الأمر أدى الى خوض اللاعبات العديد من المباريات، اضافة الى اهتمام الأندية باللاعبات وخصوصاً في ظل وجود مواهب كثيرة في لبنان تقوم الأندية بالبحث عنها».
من جهتها، رأت هدّافة المنتخب ليلى اسكندر أن المهمة لم تكن سهلة، «لكن الالتزام بتعليمات المدرب هاغوب، وخوض البطولة من قبل زميلاتي بقلب واحد سمح للبنان بإحراز اللقب. فقد هدَفنا الى توجيه رسالة الى أنه رغم كل شيء بشع في بلدنا، تذكروا أن هناك 22 فتاة يردن السير بالأمور الى الأمام».
أما قائدة المنتخب ريدا وهاب، فرأت في حديث مع «الأخبار» أن لاعبات منتخب الشابات كتبن تاريخاً جديداً. «فبعدما كانت الألقاب من نصيب منتخبات أخرى في السابق، استطاع لبنان إحراز اللقب بالروح الواحدة والقلب الواحد للفتيات. وأعد بالمزيد من الألقاب في ظل اهتمام الاتحاد باللعبة».
اللاعب التاريخي فادي علوش، الذي بدا متأثّراً جداً، فقد تحدث بالدرجة الأولى كأبٍ معبّراً عن فخره بابنته هبة «التي ذكّرتني بالماضي حين كنت لاعباً، وأتمنى أن تصبح أفضل مني»، يقول الهداف التاريخي لـ«الأخبار».
أما برأيه كلاعب سابق له خبرته، فقد رأى أن منتخب لبنان قدّم أداءً جيداً وثابتاً في المباريات التي خاضها، ومع اكتسابه المزيد من الخبرة سيصبح قادراً على تحقيق المزيد من الألقاب.