مشاكل كبيرة يعاني منها نادي برشلونة الاسباني حالياً. النادي يواجه الليلة (22:00 بتوقيت بيروت) نادي أتلتيك بلباو في ربع نهائي الكأس وهو في أسوأ حالاته منذ سنوات. الشاب عثمان ديمبيلي تعرض لإصابة جديدة، ومن المتوقع أن يغيب حتى نهاية الموسم الحالي، كما تراجعت نتائج النادي الكاتالوني وخسر الصدارة، فيما تستمر معضلة المهاجم الفرنسي الآخر أنطوان غريزمان البعيد عن مستواه. فوضى عارمة في غرفة الملابس، ثم جاءت الضربة القاضية أخيراً، من خلال كلام قائد الفريق ليونيل ميسي الذي صوّب من خلاله على إدارة النادي والمدير الرياضي إيريك أبيدال. برشلونة ليس بخير.فتح النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي «الحرب» ضد إدارة الفريق، حيث نشر على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام» صورة لإحدى مقالات الصحيفة الإسبانية المقرّبة من النادي الكاتالوني، «سبورت»، تتضمّن تصريح المدير الرياضي إيرك أبيدال الذي قال فيه «هناك الكثير من اللاعبين في الفريق لم يتماشوا مع قرارات فالفيردي، وقد افتقدوا التفاهم مع المدرب السابق لبرشلونة»، وأرفقها بعباراته الحادة التي يمكن ذكر بعض منها: «أنا بصراحة لا أحب القيام بهذه الأشياء، لكنني أعتقد أن كل شخص يجب أن يكون مسؤولاً عن عمله وقراراته... اللاعبون يتحمّلون مسؤولية ما يحدث على أرض الملعب، ونحن أول من يدرك عندما لا نحقق نتائج جيدة. ولكن الإدارة الرياضية يجب عليها كذلك أن تتحمل المسؤولية أيضاً، وقبل كل شيء، تتحمل القرارات التي تتخذها... وأخيراً، عندما تتحدث عن اللاعبين، يجب أن تطرح الأسماء بالتفصيل، وإلا فإنك تهاجمنا جميعاً بشكل غير دقيق أبداً». كلام قوي من ميسي، الذي لم تعتده الجماهير مهاجماً على وسائل التواصل. وهذا الكلام أكد المؤكد، أن هناك حروباً باردة داخل البيت البرشلوني.

كأس ملك إسبانيا

■ ريال مدريد x ريال سوسيداد 20:00
■ أتلتيك بيلباو x برشلونة 22:00


وللحديث عن الموضوع يجب القيام بعرض لمحطات أساسية عاشها النادي أخيراً. فمنذ رحيل النجم الإسباني وأحد أعمدة برشلونة التاريخيين، تشافي هيرنانديز، لم يستطع النادي الكاتالوني تحقيق لقب دوري الأبطال، وهو الذي يمكن وضعه في خانة «المعيار الأبرز» لنجاح موسم فريق من عدمه. منذ ذلك الحين، والأرجنتيني ليو ميسي يحاول انتشال فريقه ووضعه على كتفيه، إلاّ أن الثقل أكبر من ميسي نفسه ربما، وهنا تكمن المشكلة. لا يمكن تبرير ما قاله ميسي. ليو أعلن، وبصورة واضحة، انغماسه في هذه الـ«معمعة» الإدارية؛ فمشاركته وتعليقه الأخير على مواقع التواصل الاجتماعي، أكّدا أن الأمر يعنيه كثيراً، بل إن الطريقة «الحادة» وتوجيه الكلمات القاسية لإيريك أبيدال نفسه، يعطيان فكرة عن أن ما يحدث الآن أكبر بكثير من قضية إدارة فاشلة، ومسؤولية لاعبين...

رحيل ميسي!
لا يبدو ميسي مرتاحاً اليوم في برشلونة، رغم كونه صاحب الكلمة العليا في الفريق حالياً، وهذا ليس سراً. ميسي يُشرك من يريد، ويعطي من يريد، ويسيّر المباريات كما يريد أيضاً. كلمته دائماً مسموعة في برشلونة، وهذا الامر لن يتغيّر ما دام مع النادي. ولكن المفارقة هي أن ميسي، ومنذ رحيل كلّ من تشافي وأندريس إنييستا، يسيطر على الفريق، أي على اللاعبين، ولكنه لا يسيطر على إدارة النادي.
كان كلام ميسي واضحاً؛ هو انتقد زميله السابق إيريك أبيدال، وعبّر من دون مواربة عن عدم رضاه عن تسلّم أبيدال منصب المدير الرياضي في برشلونة. إنها المرة الأولى التي يعبّر فيها ميسي بهذه الطريقة عن انزعاجه من إدارة الفريق. المسألة لن تتوقف هنا، بل هي مرشحة للتطور سلباً، وربما تصل في النهاية الى رحيل ميسي عن ملعب كامب نو.

إنها المرة الأولى التي يهاجم فيها ميسي الإدارة بهذه الطريقة


في السابق، وتحديداً في عام 2016، حكي الكثير عن انزعاج ميسي من الإدارة ومن الفريق وسياسته التي اختلفت كثيراً عمّا كانت عليه قبل سنوات، لكنها بقيت حينها «حبراً على ورق». اليوم الأمور اختلفت، فميسي نفسه من تحدث، وهذا ما يجعل الأمور أكثر وضوحاً لوسائل الإعلام. لاعب برشلونة السابق فرنسيسكو خوسيه كاراسكو، الملقّب بـ«لوبو»، تكلّم بدوره عمّا يحدث من «بلبلة» داخل القلعة الكاتالونية، وقال: «لا أحب أن أقولها، ولكن، لم أشعر يوماً بأن ليو ميسي سيخرج من فريق حياته، اليوم. ميسي أصبح لديه قدم خارج كامب نو».
في 2017، رحل البرازيلي نيمار دا سيلفا عن الفريق، لتبدأ الإدارة، منذ ذلك الحين، بارتكاب الأخطاء وباتخاذ القرارات «المميتة». هي تعاقدت مع عثمان ديمبيلي مقابل 100 مليون يورو، وجلبت البرازيلي فيليبي كوتينيو مقابل 160 ميلون يورو، وأخيراً أبرمت الصفقة الأكثر غرابة بين الثلاث، عندما وقّعت مع غريزمان مقابل 120 مليون يورو. 380 مليون يورو خرجت من خزينة النادي، على ثلاثة لاعبين يعانون من ثلاث مشاكل مختلفة. ديمبيلي كان موجوداً في غرفة العمليات وعلى أسرّة المستشفيات أكثر من أرض الملعب، كما أن كوتينيو رحل عن النادي على سبيل الإعارة، أما غريزمان فلم تتوافر له الأجواء المناسبة، فاللاعب فقد ثقته بنفسه منذ مجيئه إلى كاتالونيا.
لا شك في أن ما يحدث اليوم هو استثنائي بامتياز، ولم يكن له مثيل منذ سنوات طويلة، وتصريح المدرب كيكي سيتيين في المؤتمر الصحافي يوم أمس، يؤكّد وجود توتر كبير داخل النادي: «ما يحدث من مشاكل في برشلونة يحدث في كل أندية العالم، لا تكرّروا أسئلتكم، هذه مشكلتكم وليست مشكلتي». برشلونة تحت المجهر، وسيكون فريسة «مميزة» لوسائل الإعلام خلال الأيام القليلة المقبلة.
اليوم سيحكى الكثير، كما أن أنظار العالم ستكون مصوّبة نحو ملعب سان ماميس الخاص بأتلتيكو بلباو، الذي يحتضن مباراة ربع نهائي الكأس لمتابعة كل صغيرة وكبيرة في تصرفات ميسي، وأعضاء الجهاز الفني والإداريين على حدّ سواء.



وسائل الإعلام «تصطاد» برشلونة


صحف إسبانيا، ومن بينها الأكثر شهرة «ماركا»، علّقت على ما يحدث في برشلونة قائلة: «البارسا يشتعل... والقائد ينفجر». وأضافت «برشلونة هو النادي الذي لا يثق فيه أحد بأحد». من جهتها، نشرت صحيفة «آس»، المقرّبة من النادي الملكي ريال مدريد، كلمة واحدة «برشلونة... نادي الفوضى» وأردفت «قلق حقيقي حول إمكانية رحيل ميسي وخروجه في الصيف المقبل!». ومن بين الأخبار التي تناقلتها صحف إسبانية أخرى، هي أن الجميع يُجمع على ان إيريك أبيدال قد فشل كمدير رياضي حتى الآن، وأنه بهذا التصريح قضى على نفسه.