بدأ نادي ليون موسم 2019 ـ 2020 بصورة استثنائية. سجل الفريق تسعة أهداف خلال المباراتين الأولى والثانية من الـ«ليغ 1» من دون أن تستقبل شباكه أيّ هدف يذكر. حينها وبفضل الأسماء المميزة بتشكيلة المدرب الفرنسي رودي غارسيا، بدأت تتناقل بين الصحف الفرنسية أخبار عن ولادة خصم جديد سينافس «حوت المال» باريس سان جيرمان على لقب الدوري، وذلك منذ أيّام تجربة نادي الإمارة موناكو ومدربه البرتغالي المميز ليوناردو جارديم (حامل اللقب في 2016). ولكن مع تقدّم الجولات حدث ما لم يكن متوقعاً، تراجع أداء نادي ليون بصورة واضحة، ليصبح اليوم صاحب المركز التاسع في الدوري، وبعيداً كل البعد وبفارق «نقاط ضوئية» بلغت الـ28 نقطة عن المتصدر باريس. ما المشكلة التي يعاني منها ليون؟ أندية أخرى كخصمه في دور ربع النهائي من كأس فرنسا نادي مارسيليا يقدّم موسماً جيداً استطاع من خلاله وحتى الجولة الـ24 من احتلال المركز الثاني خلف الـ«بي أس جي».المدرب رودي غارسيا يمتلك في تشكيلته لاعبين مميزين باستطاعتهم تقديم كرة قدم جميلة وسلسة، تماماً كما اعتادت جماهير الـ«OL» خلال السنوات القليلة الماضية. أسماء كحسام عوّار الفرنسي ـ الجزائري الذي يعدّ من بين أكثر اللاعبين الذين يزداد عليهم الطلب من قِبل كبار الأندية الأوروبية. وهناك أيضاً مواطنه ومهاجم الفريق الفرنسي موسى ديمبيلي أحد أبرز المهاجمين الشباب في أوروبا حالياً. إضافة إلى هذا الثنائي، يوجد لاعب تشلسي السابق وابن بوركينا فاسو، برتراند تراووري، الذي يشغل مركز الجناح الأيمن ويتمتّع بإمكانيات عالية جداً ومهارة فردية لا يُستهان بها. ربما هؤلاء اللاعبون، لا يستحقون مدرباً كرودي غارسيا، المدرب الذي فشل في تجربته مع روما الإيطالي، والذي لم يقدّم حتى الآن أيّ إضافة فنية ـ تكتيكية للفريق الفرنسي منذ تعيينه. مشكلة ليون الأولى والأخيرة هي في غارسيا نفسه، المدرب الذي يعتبر أقل من النادي الفرنسي، كما أنه أقل من أيّ نادٍ يعتمد في ثقافة لعبه على الأسلوب الهجومي.
يتحمل رودي غارسيا مسؤولية تراجع نادي ليون في الفترة الأخيرة


على الجانب الآخر، يقدّم مرسيليا موسماً استثنائياً ويحقق أرقاماً مميزة كان آخرها خوض 13 مباراة في الدوري الفرنسي من دون التعرّض لهزيمة واحدة، وهذا ما يعكس العمل الجاد للمدرب البرتغالي ومدرب تشلسي الإنكليزي السابق، البرتغالي أندريه فيلاش بواش. الأخير، تمكّن من إيجاد اللمسة السحرية التي أعاد من خلالها نادي الجنوب الفرنسي مارسيليا إلى الواجهة من جديد، ليصبح قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل إذ يبتعد عن صاحب المركز الثالث نادي رين بفارق 8 نقاط (يحتل مارسيليا المركز الثاني في الدوري برصيد 49 نقطة). من بين النقاط الإيجابية التي تحسب للمدرب البرتغالي بواش، هي تطوير المدافع الشاب الفرنسي بوباكار كامارا أو كما يعرف بمارسيل ديساييه الجديد، الذي أصبح بدوره على «رادار» أبرز الأندية الاوروبية. ابن الـ20 ربيعاً، لفت الأنظار خلال الموسم الحالي، ومن المتوقّع أن لا يكون موجوداً في تشكيلة الفريق الجنوبي الموسم المقبل.
على الورق، دائماً ما يكون للـ«دربي» حساباته الخاصة، بعيداً عن مراكز الفريقين في الدوري، إضافة إلى أن المباراة ضمن بطولة الكأس، وهذا ما يجعل حسابات الفريقين مختلفة. ليون يريد الظفر بلقب الكأس ليرضي جماهيره الغاضبة من أدائه هذا الموسم، أمّا مارسيليا، فمن الممكن أن لا يصبّ تركيزه الكامل على المباراة، نظراً إلى انشغاله في ما يسمّى «منافسة» باريس سان جيرمان على لقب الدوري.