لم تكن هناك صعوبة لتوقّع إمكانية سقوط العهد في لقائه مع المنامة بعد مضي 45 دقيقة على بداية اللقاء. الأمور كانت واضحة منذ انطلاق الصافرة الأولى، فالعهد دخل إلى المباراة «بمن حضر»، إذ أن الفارق في مباراته الأولى التي فاز فيها على هلال القدس الفلسطيني (1-2) في بيروت، ظهر جليّاً من خلال خيارات المدرب باسم مرمر، الذي اضطر إلى إجراء تعديلات على تشكيلته من حراسة المرمى مروراً بالدفاع وخط الوسط ووصولاً إلى خط الهجوم.بين الخشبات الثلاث، وقف علي ضاهر للمرة الأولى بدلاً من هادي خليل. خيارٌ لم يكن سيّئاً على الإطلاق، وخصوصاً أن الحارس العائد من شباب الساحل تحمّل عبئاً كبيراً على مدار شوطَي اللقاء، فأنقذ مرماه من كرتين صعبتين في الشوط الأول، إحداهما للمهاجم الأنشط عيسى العنيزي الذي كاد يفتتح التسجيل منفرداً قبل نهاية الشوط الأول لولا ردّة الفعل الرائعة للحارس الشاب، الذي وبعد أن اهتزت عارضته في الشوط الثاني، بدا وكأنه فقد تركيزه للحظة بعد ارتفاع مستوى الضغط البحريني المستمر، فكان أن تدخل بشكلٍ غير اعتيادي على كرة عرضية فمرّت عنه لتصل إلى العنيزي نفسه الذي سجّل الهدف الوحيد في المرمى الخالي (د. 69).
بطبيعة الحال، لم يكن ضاهر وحده في الساحة لوقف المدّ الهجومي لفريقٍ بدت لديه رغبة كبيرة للفوز، لكن الحقيقة أن العهد لو كان مكتمل الصفوف وفي أفضل أيامه لخرج فائزاً بنتيجة كبيرة كون الخصم لم يكن بمستوى تلك الفرق القوية التي واجهها الفريق اللبناني سابقاً على الساحة القارية. من هنا، كان الدفاع حاضراً لمحاولة امتصاص الهجمات البحرينية، وهو الخط الذي شهد تعديلات أيضاً بفعل عدم وجود خليل خميس ضمن الخيارات بعد الآن بفعل انتقاله للاحتراف في ماليزيا، علماً أن إصابة نور منصور أخيراً لم تعطِ مرمر خيارات كثيرة على هذا الصعيد. ومع إصابة محمد حيدر وطارق العلي أيضاً، لعب وليد شور أساسياً في الوسط، وأطل سعيد سعد للمرة الأولى، لينضم إلى حسن سرور ومحمد المصري، وهما من الوجوه الشابة التي شقّت طريقها إلى التشكيلة الأساسية بعد رحيل النجوم بالجملة عن بطل النسخة الماضية من المسابقة القارية.
ورغم كل شيء كان بالإمكان الخروج بنتيجة أفضل إذا ما أخذنا قدرات المنافس في الحسبان، أي بعدما ظهر بإمكانات محدودة، لكن تفاصيل معيّنة حالت دون هذا الأمر، منها محاولة أخذ بعض اللاعبين الأمور على عاتقهم بشكلٍ فردي، وهو أمر مبرر إلى حدٍّ ما، وخصوصاً أن اللاعبين الشبان لا يزالون بحاجةٍ إلى الوقت للعب أدوارٍ قيادية مؤثرة في أرض الملعب، يمكنها أن تبدّل نتيجة المباراة. أما التفصيل الآخر، وهو مهم جداً، فيتمثّل بعدم ترك اللاعبين الأجنبيين أي العاجي يوسف واتارا والسنغالي داوودا دييميه أي تأثير إيجابي على الفريق، فالأول الذي لعب أساسياً مجدداً كان «حركة بلا بركة»، والثاني بقي بديلاً ولم يجد نسق المباراة بعد دخوله في الشوط الثاني.
لكن الفارق الواضح بين الفريقين كان في المستوى البدني، إذ هبطت لياقة غالبية لاعبي العهد فجأة، ومنهم قبل بداية الشوط الثاني الذي استهلّه مرمر بإشراك حسين منذر الذي لازم مقعد البدلاء مجدداً، وهو الذي كان العنصر الذي لا يمكن الاستغناء عنه في المحور سابقاً. هي مسألة مبررة ومنطقية، وكان متوقّعاً أن يسقط في فخّها العهد بين مرحلة وأخرى بفعل خوضه المباريات في فترات متباعدة. لكن الأهم الآن هو عدم سقوطه عند أي محطة مقبلة لكي يبقى ضمن دائرة المنافسين للتأهل إلى الدور المقبل، وذلك انطلاقاً من مباراته المقبلة عندما يستضيف الجيش السوري في الجولة الثالثة.