انتهى اللقاء الذي جمع هوفنهايم الألماني بنظيره بايرن ميونخ، بفوز الأخير (6-0) ما عزّز صدارته للدوري الألماني الممتاز. لم تكن النتيجة «العريضة» أبرز ما حدث في المباراة، إذ عرفت المدرجات بعض حركات الشغب ما استدعى توقيفها قبل وقتها الرسمي، لتستأنف بعدها بتناقل لاعبي الفريقَين الكرة فيما بينهم تنديداً بتصرف الجماهير. وفي التفاصيل أن الحكم قرّر إيقاف المباراة قبل نهايتها بـ20 دقيقة تقريباً، بسبب رفع جماهير النادي البافاري لافتات ضدّ مالك نادي هوفنهايم ديتمار هوب. استأنفت المباراة بعدها إثر تدخّل لاعبي بايرن ميونخ والإدارة الفنية للفريق لمطالبة الجمهور بإيقاف الصيحات واللافتات التي تحمل شتائم، غير أنّ الهتافات تجدّدت مرة أخرى في الدقيقة 78 من زمن اللقاء، ليبدأ لاعبو الفريقين في تبادل الكرة في منتصف الملعب، في رسالة رفض ضدّ هتافات جماهير النادي البافاري.
جاءت اعتراضات الجماهير البافارية تجاه مالك نادي هوفنهايم، باعتباره المالك الفردي الوحيد لنادٍ ألماني في البوندسليغا، وهو ما يخالف قانون (50+1) السائد في البلاد. وتعود ملكية باقي الأندية الألمانية في البوندسليغا إلى جمعيات عمومية، ما يجعل ديتمار هوب عرضة لهجوم عدد كبير من الجماهير المحلية. وأصبح هوب هدفاً لبعض الجماهير الألمانية التي عارضت أسلوبه في استخدام ثروته، بعد أن ساعد هوفنهايم على الصعود من الدرجات الأدنى وصولاً إلى دوري الأضواء في الفترة الممتدة بين 2000 و2008.
من جهته، اعترض المدير التنفيذي لنادي بايرن ميونخ كارل هاينز رومنيغه على ما أقدمت عليه الجماهير البافارية، مصرّحاً بعد المباراة: «أشعر بالخجل من سلوك هؤلاء الناس. لا يوجد أيّ عذر. إنّه الوجه القبيح لكرة القدم. اعتذرت لديتمار هوب. صورنا كل شيء وهؤلاء الأشخاص سيتحملون المسؤولية». وأضاف «ما فعله اللاعبون في النهاية له دلالة واضحة. تناقشوا بشأن ذلك مع الحكم. هناك إجراء يقدّمه اتّحاد كرة القدم وأعتقد أنه جيد».
الجماهير البافارية ليست أول من أبدت اعتراضها على سياسة هوب، حيث سبقها في ذلك كلّ من جماهير بروسيا مونشنغلادباخ، إضافةً إلى جمهور بروسيا دورتموند الذين حُرموا من حضور المباريات في ملعب هوفنهايم لمدة موسمين إضافةً إلى غرامة وصلت إلى 50 ألف يورو.
يُذكر أن الأحداث التي شهدتها المباراة جعلت المجتمع الرياضي الألماني يلتف ويؤكد تضامنه مع نادي هوفنهايم ورئيسه، ويؤكد أن ما حصل من رفع لافتات تحمل شتائم، وتوجيه الإهانات إلى رئيس نادي هوفنهايم عمل غير مقبول وغريب عن الرياضة الألمانية خصوصاً، والعالمية عموماً. ولاقت ردود فعل لاعبي وإدارة نادي بايرن ميونيخ ترحيباً واسعاً من مختلف الأندية والمتابعين للشأن الرياضي في ألمانيا وخارجها. وأكد العديد من الجهات الرياضية العالمية أنه حان الوقت لاتّخاذ إجراءات قاسية ضدّ كلّ من يوجّه عبارات عنصرية ضد لاعبين أو إداريين في أندية، وضدّ كلّ من يقوم بممارسات فيها إساءات أو إهانات في ملاعب كرة القدم، وذلك من أجل الحدّ من هذه الظواهر التي بدأت تتزايد أخيراً في أوروبا.