بعد إلغاء وتأجيل أوّل سباقَين في بطولة العالم للدراجات النارية وإرجاء جائزة الصين الكبرى للفورمولا وان إلى موعد غير محدّد، يكون تفشّي فيروس كورونا قد أدى إلى بعثرة أوراق بداية بطولتَين كبيرتَين ضمن الروزنامة السنوية للرياضات الميكانيكية. في 12 شباط/ فبراير الماضي، أعلن الاتّحاد الدولي للسيارات (فيا) تأجيل جائزة الصين الكبرى في شنغهاي، بالإضافة إلى جائزة الفورمولا الكهربائية في سانيا، في حدثَين مقرَّرين في الصين مهد تفشّي فيروس كورونا المستجد.لكن قبل أسبوع على انطلاق بطولة العالم للدراجات النارية «موتو جي بي»، تبرز مشكلة القيود المفروضة على المسافرين، خصوصاً الإيطاليين أو العابرين عبر إيطاليا. وإذا كان تأجيل جائزة تايلاند للدراجات النارية المقرّر في الأساس في 22 آذار/مارس «للتركيز على الوباء... لما فيه مصلحة البلاد والمشاركين» بحسب نائب رئيس حكومة تايلاند أنوتين شارنفيراكول، فإن إلغاء النسخة القطرية التي كانت مقرّرة الأحد المقبل جاء «بسبب قيام قطر بوضع قيود على السفر والذي طال مسافرين من إيطاليا (من بين دول عدة أخرى)». وقال الاتّحاد الدولي «في الوقت الحالي، جميع القادمين إلى الدوحة من رحلات مباشرة من إيطاليا أو قضوا آخر أسبوعين في إيطاليا، يتمّ نقلهم إلى حجر صحي لمدة أقلّها 14 يوماً». وأوضح «تلعب إيطاليا دوراً مهماً في بطولة العالم وفي فئة موتو جي بي على أرضية الحلبة وخارجها، ولهذا السبب اتُّخذ القرار بإلغاء السباق الرئيسي». وتعدّ إيطاليا أكثر دولة أوروبية تأثّراً بالفيروس، مع 34 حالة وفاة من أصل 1700 إصابة مؤكدة. وتخوض فرق إيطالية عدة بطولة العالم للدراجات النارية أبرزها دوكاتي وأبريليا، بالإضافة إلى سائقين عدة أبرزهم أندريا دوفيتسيوزو وصيف بطولة العالم العام الماضي، دانيلو بيتروتشي وفرانشيسكو بانيايا (دوكاتي)، بالإضافة إلى النجم الشهير فالنتينو روسي بطل العالم سبع مرات وفرانكو موربيديلي (ياماها). وإذا تم الإبقاء على سباقَي موتو 2 وموتو 3 في الدوحة، فهذا لأنّ الفرق والدراجين موجودون منذ الأسبوع الماضي لإجراء التجارب. وهكذا تكون نسخة الولايات المتحدة في أوستن في 5 نيسان/ أبريل المقبل، الأولى ضمن روزنامة بطولة العالم للدراجات النارية.
وباتت الروزنامة مؤلّفة من 18 سباقاً آخرها مقرّر في فالنسيا الإسبانية في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، فيما يبحث المنظّمون عن «موعد في نهاية الموسم» لبرمجة النسخة التايلاندية.

الفئة الأولى صامدة
وقال متحدّث باسم بطولة العالم للفورمولا وان والتي تُفتتح في جائزة ملبورن الكبرى في أستراليا في 15 آذار/ مارس الحالي، إن الوضع «لم يتغيّر» في عالم الفئة الأولى. فباستثناء جائزة الصين الكبرى، لم يتمّ تأجيل أو إلغاء السباقات الـ21 الأخرى. وكرّر الاتّحاد الدولي للسيارات قوله إنه «يتابع عن كثب تطوّر الوضع مع السلطات المختصّة وأنديتها المنضوية»، و«سوف يدرس روزنامة السباقات المقبلة، ويتّخذ، إذا لزم الأمر، أيَّ تدبير ضروري لحماية مجتمع رياضات السيارات العالمي وجمهوره». وطلب الصانع الشهير فيراري، الذي يتّخذ مقرّاً له في مارانيلو في شمال إيطاليا، أكثر المناطق تضرّراً بالفيروس في أوروبا، عبر رئيسه ماتيا بينوتو الجمعة الماضية، ضمان انتقال فريقه بحرّية قبل السفر إلى ملبورن نهاية الأسبوع ثم البحرين في المرحلة التالية. وقد تسبّب القيود المفروضة في قطر، إحدى صلات الوصل المهمّة جويّاً نحو أستراليا والشرق الأوسط، مشكلة للمشاركين. وأكّدت فيراري التي تجهّز فرق هاس، ألفا روميو والفاتاوري، أنها لا تعتزم العبور من خلال الدوحة، وبالتالي عدم تأثرها. وقال متحدّث باسم «الحصان الجامح»: «برغم علمنا بتغيّر الوضع باستمرار، في ما يخصّ الانتقال إلى أستراليا والبحرين، لا يوجد موانع من الكيانات التي نتواصل معها باستمرار، أي الاتحاد الدولي للسيارات، الفورمولا وان، السلطات الإيطالية والمحلية في أستراليا والبحرين، بحيث نؤكّد سفرنا في الوقت الحالي». يُذكر أنّ مزوّد الإطارات بيريلي في بطولة العالم هو إيطالي أيضاً.