خرقت منافسات كأس دايفيس للتنس المقامة في لبنان حالة الشلل المسيطر على الرياضة اللبنانية، وخصوصاً بعد بيان وزارة الشباب والرياضة الصادر أمس. فقد دعت الوزارة الى تعليق كل الأنشطة الرياضية حتى نهاية آذار الجاري، كإجراء احترازي للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد، بعد ارتفاع عدد المصابين بالوباء إلى 18 بحسب وزارة الصحة اللبنانية.وجاء في تعميم وزارة الشباب والرياضة «بناءً على التنسيق مع وزارة الصحة العامة تدعو وزارة الشباب والرياضة الاتحادات والجمعيات والأندية الرياضية والشبابية والكشفية إلى تعليق الأنشطة على أنواعها حتى نهاية شهر آذار الجاري».
وأضاف البيان: «تعتبر وزارة الشباب والرياضة هذا التعميم بمثابة إجراء احترازي يهدف إلى حماية السلامة العامة للشباب والكشافة والرياضيين والمدربين والإداريين والجمهور على السواء وإلى الوقاية من انتشار فيروس كورونا، ويتماشى مع الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة العامة في هذا المجال».
وتابع: «أما في ما يتعلق بالاستحقاقات الدولية الملزمة، فتطلب وزارة الشباب والرياضة تزويدها مسبقاً بالمعلومات اللازمة عن أي بعثة، كي يصار وبالتنسيق مع الجهات صاحبة العلاقة إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات وقائية لحماية أبنائنا المشاركين في هذه الاستحقاقات، وضمان تأمين وسائل الرعاية لهم».
منافسات كأس دايفيس تأتي خارج إطار النشاط الرياضي المحلي حيث يستضيف منتخب لبنان نظيره التايلاندي ضمن الدور الإقصائي للمجموعة العالمية الأولى على ملعب النادي اللبناني للسيارات والسياحة في الكسليك.
أمس نجح اللبناني بنجامين حسن(المصنّف رقم 1 في فريقه) في الفوز على التايلاندي جيرات نافاسيري سومبون(المصنف رقم 2 في فريقه) بمجموعتين لصفر(6-1)(6-2) في المباراة الافتتاحية أمام جمهور غفير تقدّمه رئيس الاتحاد أوليفر فيصل ومندوب الاتحاد الدولي فاليري لوتكوف، ليتقدم لبنان 1-0.
ونجح اللبناني حسن في السيطرة على أجواء اللقاء منذ بدايته ولم يترك أي مجال لمنافسه لمجاراته وتفوّق عليه في الهجوم والدفاع، فارضاً إيقاعه على المباراة. وتأجلت المباراة الثانية في فئة الفردي بين اللبناني حسن إبراهيم(المصنف رقم 2 في فريقه) والتايلاندي ويشاوا ترونغ شايكول(المصنف رقم 1 في فريقه)بسبب هطول المطر بغزارة، الذي فرضت تأجيل حفل الافتتاح أيضاً إلى اليوم عند الساعة العاشرة صباحاً.
دعت وزارة الشباب والرياضة إلى تعليق الأنشطة على أنواعها حتى نهاية شهر آذار الجاري


وتستكمل المنافسات عند الساعة 10.30 في فردي الرجال بالمباراة المؤجلةمن الأمس بين إبراهيم والتايلاندي شايكول. وعند الساعة 12.30 يلعب في زوجي الرجال، بنجامين حسن وجيوفاني سماحة(لبنان) مع كيتارات كردلابي وفونفساباك كردلابي(تايلاند).
وعند الساعة 14.00-فردي الرجال: اللبناني بنجامين حسن (المصنف 1 في فريقه) مع التايلاندي ويشاوا ترونغ شايكول (المصنف رقم 1 في فريقه). وعند الساعة 15.30 في فردي الرجال: اللبناني حسن إبراهيم(المصنف رقم 2 في فريقه) مع التايلاندي جيرات نافاسيري سومبون(المصنف رقم 2 في فريقه).
علماً، أن الفريق الفائز في ثلاث مباريات يحسم المواجهة اللبنانية - التايلاندية لمصلحته ويبقى في المجموعة الآسيوية-الأوقيانية الأولى بينما يهبط الفريق الخاسر إلى المجموعة الآسيوية-الأوقيانية الثانية.
إقامة مباريات كأس دايفيس تُعتبر الحدث الرياضي الرسمي الوحيد القائم حالياً في ظل أزمة فيروس كورونا وقبلها الأزمة الاقتصادية والحراك القائم في لبنان. فالموسم الرياضي في لبنان طاوله الكثير من التعطيل، وكان آخرها تعليق نشاط كرة القدم في لبنان بشكل كامل بقرار من الاتحاد اللبناني للعبة، وحتى عدم إرسال حكام لقيادة المباريات الودية التي تقام بشكل مستغرب في الفترة الحالية رغم التحذيرات العديدة بضرورة توقيف النشاط بشكل كلي حرصاً على عدم نشر الفيروس. فهناك بعض الأندية تعيش حالة نكران للواقع وتصر على خوض المباريات الودية رغم خطورة الوضع، علماً أن بعض تلك الفرق لا تملك أي استحقاق. حتى نادي الأنصار الذي لعب أمس مع شباب الساحل وتوقفت مباراته بعد إشكال وتضارب، أصبحت مبارياته في كأس الاتحاد الآسيوي مؤجلة حتى إشعار آخر، شأنه شأن نادي العهد الذي أوقف تمارينه حتى الأسبوع المقبل.
حتى رئيس الاتحاد اللبناني هاشم حيدر قد أكّد صعوبة إقامة نشاط في ظل «الوضع حالياً الذي ازداد صعوبة والعقبات تكبر أمامنا وبدون أدنى شك من المستحيل تنظيم دوري طبيعي حالياً، لكنني ضد كلمة إلغاء، وبانتظار أن تتغير الظروف لإقامة نشاط معيّن يناسب هذه المرحلة. لكن ذلك مستحيل في القريب العاجل، خاصة بعد إقفال المدارس والجامعات والمحاكم بسبب الأزمة العالمية. حتى الاتحادان الآسيوي والدولي أوقفا نشاطاتهما لذلك من المستحيل إقامة نشاطات في هذا الوضع الراهن».
في كرة السلة فرضت الظروف الحالية نفسها أيضاً، حيث كان الاتحاد قد قرر استئناف نشاطه في 29 الجاري إلا أنه سيعيد النظر بعد تعميم وزارة الشباب والرياضة. كما كانت من تبعات الأزمة العالمية إلغاء بطولة آسيا للناشئين (دون 16 سنة) التي كانت مقررة في لبنان بين 5 نيسان و12 منه.
وقال رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة أكرم الحلبي لفرانس برس: «نؤيد قرار الوزارة ونعدّه صحيحاً لكون الأمور تتعلق بالسلامة العامة. أدعو الى التشدد والوقاية بأقصى الدرجات، ومنع كل التجمعات وليست الرياضية فقط وسنصدر تعميمات بهذا الخصوص».