شهد الموسم المعلّق (2019 ـ 2020) على أحد أكثر أسواق الانتقالات بذخاً في التاريخ، وقد احتل الدوري الإسباني الواجهة. حراكٌ كبير شهدته أندية النخبة الإسبانية، كانت نتيجته تعاقد ريال مدريد وبرشلونة وأتليتيكو مدريد مع لاعبين تتجاوز قيمة كل واحد منهم 100 مليون يورو، لأول مرة في تاريخ الدوري الإسباني. فبعد أن تجاوزت صفقة انتقال إيدين هازار إلى ريال مدريد عتبة الـ100 مليون يورو، أبرم أتليتيكو مدريد أعلى صفقة في تاريخه، بتوقيعه مع مهاجم بنفيكا البرتغالي جواو فيليكس مقابل 126 مليون يورو، لينهي برشلونة مسلسل البذخ بتوقيعه مع المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان مقابل 120 مليون يورو. رغم الأرقام الضخمة، فشل الثلاثي في تقديم أي إضافة تذكر لفرقهم، بفعل تواضع إحصائياتهم خلال استحقاقات الموسم الحالي.فترة التوقف القصرية ستعطي هؤلاء وغيرهم من اللاعبين وقتاً للابتعاد عن دائرة الانتقادات ومحاولة العودة إلى السكة الصحيحة.
على الجانب الآخر، تضرّر بعض اللاعبين من فترة التوقف بعد دخولهم الحديث في دائرة الضوء الإعلامي. مواهب شابة تألّقت مع انطلاقة الموسم المعلّق وكانت في طريقها لاعتلاء قائمة أكثر اللاعبين طلباً في العالم، غير أن الضبابية السائدة حول الموسم الكروي، إضافةً إلى خسائر الأندية الفادحة قد تحول دون ذلك.
في ما يلي، أبرز اللاعبين المستفيدين والمتضررين من فترة التوقّف القصرية.

إيدين هازار


دخل ريال مدريد في أزمةٍ كبيرة بعد رحيل كريستيانو رونالدو عن صفوف الفريق، لينهي موسمه الماضي بلا ألقاب. بعد الموسم الكارثي، رأى رئيس النادي فلورينتينو بيريز في إيدين هازار الخليفة الأمثل للبرتغالي، فجاء جناح تشلسي السابق مقابل 100 مليون يورو، رغم بقاء عام واحد في عقده برفقة النادي اللندني.
تطلّعات كبيرة علّقتها الجماهير على ابن الـ29 عاماً، غير أنها ظلّت عالقة في إطار الأحلام بعد أن اقتصرت أرقام البلجيكي على هدفٍ واحد وصناعة 5 أخرى في 15 مباراة.
جاء هازار في الوقت الخاطئ نظراً إلى مرور الفريق بمرحلةٍ انتقالية، ما زاد الضغوطات عليه ليظهر بهذه الصورة الباهتة. إضافةً إلى ذلك، تعرّض اللاعب البلجيكي لإصابة أبعدته عن أغلب مباريات الموسم، ما حال دون انخراطه في أجواء المنظومة، غير أنه وعد جماهير الميرينغي بتقديم أداء أفضل عند عودته إلى الملاعب من جديد.

جواو فيليكس


لم يقدّم المهاجم البرتغالي جواو فيليكس الأداء المنتظر منه، فاقتصرت أرقامه بفقة أتليتيكو مدريد على ستة أهداف خلال 28 مباراة. تغيّرت البيئة الكروية التي اعتادها فيليكس في البرتغال، ما حال دون ظهوره بالشكل الملائم. زاد الأمر سوءاً، تغيير مركزه باستمرار من قِبل مدرب الفريق دييغو سيميوني بحسب مجريات كل مباراة، إضافةً إلى الحمل الكبير الذي وُضع على كتفيه جرّاء مجيئه مقابل 126 مليون يورو وهو لا يزال في عمر 19 عاماً.
هكذا، سقط الشاب البرتغالي بسبب كثرة الضغوط التي وُضعت على عاتقه إضافةً إلى إصاباته المتكررة. فترة التوقيف الحالية ستعطي اللاعب مجالاً لاستعادة مستواه المعهود، وثقته بنفسه.

أنطوان غريزمان


بعد مسلسل الشائعات الطويل، انتقل المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان إلى برشلونة بصفقة وصلت إلى 120 مليون يورو، وقد وضعت إدارة النادي الكاتالوني مبلغ 800 مليون يورو كقيمة جزائية لكسر عقد لاعب أتليتيكو مدريد السابق.
التطلّعات كانت عالية، يعكس ذلك القيمة الجزائية لكسر العقد الذي تجاوزت قيمة كسر عقد ميسي المقدرة بـ700 مليون يورو، بحسب صحيفة «ماركا» الإسبانية، غير أن الواقع كان مخيّباً.
اعتاد المهاجم الفرنسي أن يشغل أغلب المراكز الهجومية منذ بداية تألقه برفقة ريال سوسيداد، مروراً بأتليتيكو مدريد والمنتخب الفرنسي، غير أن أسلوب لعب غريزمان المختلف عن ثقافة نادي برشلونة وضعه في موقفٍ حرج.
كانت الصفقة ضبابية، وقد أدرجها العديد من النقاد في خانة الصفقات العشوائية التي أبرمتها الإدارة الكاتالونية لتعويض رحيل نيمار وامتصاص غضب الجماهير.
لا يزال مركز غريزمان مجهولاً في الفريق. مع اقتراب رحيل سواريز عن النادي الكاتالوني، من المتوقع أن يحصل المهاجم الفرنسي على دور أبرز في التشكيلة الأساسية. فترة التوقف القسرية ستعطي غريزمان وقتاً أكبر للتأقلم مع نسق الفريق، ما قد يساهم بعودته إلى التألّق من جديد.

إيرلينغ هالاند


بفعل تألقه اللافت مع فريقه السابق رد بول سالزبروغ، ترأس هالاند قائمة العديد من الأندية الراغبة بتدعيم صفوفها بالنجوم مثل مانشستر يونايتد، يوفنتوس، ريال مدريد ولايبزغ. كان هذا الأخير النادي الأقرب للظفر بخدمات اللاعب بحكم تبعية الناديين (لايبزيغ ورد بول سالزبروغ) لملكية شركة «ريد بول»، غير أنّ الأمر انتهى بتوقيعه لدورتموند مقابل 20 مليون يورو.
استمرّ هالاند في نسقه المتصاعد مع أسود الفستيفال، وقد ساهم عبر أهدافه الغزيرة في إعادة دورتموند إلى سباق الدوري من جديد، بعد أن سجّل 9 أهداف خلال 8 مشاركات في البوندسليغا.
أرقامٌ كثيرة كسرها الشاب النرويجي هذا الموسم، وذلك بحسب الإحصاءات في الدوري الألماني. ففي أول 136 دقيقة له برفقة دورتموند، سجل هالاند سبعة أهداف بمعدل هدف كل 19 دقيقة (جاءت من أول 7 تسديدات له على المرمى)، ليصبح بذلك اللاعب الأول الذي يتمكّن من تسجيل هذا الرقم في أول ثلاث مباريات له في البوندسليغا.
كان هالاند في أوج عطائه قبل تعليق نشاط كرة القدم، وكان منافساً رئيسياً على لقب الحذاء الذهبي، غير أن المستقبل المبهم لمصير الموسم الكروي يقف عائقاً أمام استمرار تألق اللاعب.

بيلي غيلمور


يعدّ غيلمور أحد أبرز المواهب الصاعدة في صفوف تشلسي الإنكليزي، غير أن مشاركته مع الفريق الأول تأخرت نظراً إلى «ازدحام» المركز الذي يشغله بنجوم من الصف الأول. بعد إصابة كلٍّ من أنغولو كانتي، جورجينيو وماتيو كوفاسيتش، اعتمد المدرب فرانك لامبارد على غيلمور أمام كل من ليفربول وإيفرتون لقيادة خط الوسط. ما كان لافتاً، حصول ابن الـ18 عاماً على جائزة أفضل لاعب في المباراتين. نال الشاب الاسكتلندي إعجاب العديد من نقاد الكرة، بينهم قائد مانشستر يونايتد الأسبق روي كين الذي أمل بمشاركة اللاعب أكثر في التشكيلة الأساسية نظراً إلى جودته العالية، غير أن ذلك أصبح موضع شك بعد عودة أغلب اللاعبين من الإصابة.

دومينيك كالفرت لوين


يعدّ الشاب الإنكليزي أحد أبرز مفاجآت الموسم الحالي في البريميرليغ، نظراً إلى الأداء اللافت الذي قدمه حتى الجولة 29. ثلاثة عشر هدفاً أدخلت ابن الـ23 عاماً دائرة المنافسين على لقب هدّافي الدوري، ما جعله أحد أبرز المواهب المرغوبة من أندية النخبة في إنكلترا.
لمع اسم لوين قبل عامين مع «التوفيز» إيفرتون، غير أن أداءه أخذ يتراجع بفعل الإصابات المتكررة إضافةً إلى التغيير المستمر لمدربي الفريق. هذا الواقع تغير بعد قدوم المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي أعطاه الثقة مجدداً هذا الموسم.
بعد إصابة المهاجمين الإنكليزيين هاري كاين وماركوس راشفورد، أصبح لوين الخيار الأفضل لمدرب منتخب الأسود الثلاثة غاريث ساوثغيت لقيادة الفريق في اليورو المقبل، غير أن ذلك قد يتغير في ظل تأجيل البطولة وعودة اللاعبين من الإصابة في تلك الفترة.