أوقفت فرنسا النقاش باكراً، وأعلنت أن الموسم انتهى وأن باريس سان جيرمان هو بطل المسابقة للموسم 2019 ـ 2020. ما هو جيد أن مارسيليا سيعود الموسم المقبل إلى دوري أبطال أوروبا بسبب مركزه الثاني في جدول الترتيب قبل فترة التوقف. قرار الإنهاء يبدو أن إيطاليا تتّجه لاتّخاذه هي الأخرى بسبب التطوّرات المتعلّقة بانتشار فيروس كورونا. معظم المسؤولين الإيطاليين أكّدوا أن صحة الناس واللاعبين أهم من استئناف المباريات، وجاء كلام وزير الرياضة فينتشنزو سبادافورا قبل يومين حاسماً بعد أن قال إنه لم يتم التطرّق أو الحديث عن احتمال عودة المنافسات، وأن إعادة فتح المسابح والنوادي الرياضية الخاصة أهم من عودة منافسات كرة القدم. وتعرّض سبادافورا لانتقادات واسعة من جميع الذين يريدون عودة المنافسات خلال شهر أيار الحالي. وانطلاقاً من هذه المعطيات يبدو أن التدريبات الجماعية ستعود في إيطاليا، مع الالتزام ببروتوكول وزارة الصحة الذي يضع بعض الشروط الصارمة، منها الابتعاد لمتر ونصف المتر بين اللاعبين، وعدم استخدام غرف الملابس بشكل جماعي... إلّا أنّ المنافسات الرسمية لن تعود، بسبب ظروف كورونا، وستلعب مباراة واحدة لتحديد البطل، ليس أكثر، على أن تتحضر الأندية للموسم المقبل.وكما في إيطاليا كذلك في ألمانيا التي عادت أنديتها إلى التدريبات منذ أيام، تحضيراً لعودة المنافسات خلال شهر أيار الجاري، إلّا أنّها عادت إلى أرض الواقع بعد تبيّن انتشار فيروس كورونا بين اللاعبين. وكشفت رابطة الدوري الألماني بداية الأسبوع أن الجولة الأولى من فحوصات الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد في أندية الدرجتين الأولى والثانية، كشفت 10 حالات إيجابية بينها 3 حالات كان قد أعلنها نادي كولن رسمياً يوم الجمعة الماضي. وأوضحت الرابطة أن من أصل 1724 فحصاً تم إجراؤه في الأندية الـ36 (18 في كل درجة)، جاءت 10 إيجابية، من دون الكشف عن أيّ تفاصيل بخصوص مكان الحالات وحتى هوية الأشخاص المصابين. وبحسب القوانين المعمول بها في ألمانيا، فإنّ كلّ شخص كان على اتصال بحالة إيجابية يتعيّن عليه الالتزام بفترة عزل لمدة أربعة عشر يوماً. ومن شأن الحالات الجديدة أن ترسم علامة استفهام كبيرة حول استئناف الدوري الألماني الذي كانت الرابطة تأمل به في 15 من الشهر الحالي.
وكان لافتاً يوم أمس ما أعلنته وكالة رويترز للأنباء عن استكمال الدوري الألماني منتصف الشهر الجاري، إلّا أنّ هذا الأمر يمكن وبنسبة كبيرة أن يصطدم بفيروس كورونا. وأبلغ شخصان على صلة بالأمر وكالة رويترز أن دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم حصل على الضوء الأخضر لاستئناف المسابقة ومن المرجّح أن يكون ذلك بدءاً من 15 مايو/ أيار ضمن إجراءات البلاد لتخفيف القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا.
وباتت الولايات الألمانية على وشك الموافقة على استئناف الموسم وسيتم اتّخاذ القرار خلال اجتماع عبر الهاتف مع المستشارة أنجيلا ميركل اليوم الأربعاء وفقاً لما ذكرته مصادر. وستُقام المباريات في ظلّ شروط صارمة وستكون من دون مشجعين، إذا حصلت.
ومن ألمانيا إلى إنكلترا حيث تبدو الأمور أسهل نسبياً، ولكن ليس من أجل عودة الدوري الممتاز، وإنما من أجل إنهائه وتسليم كأس بطولة الدرجة الممتازة لنادي ليفربول الذي كان يحلق في الصدارة منفرداً قبل التوقف. وبسحب ظروف انتشار الفيروس في المملكة المتحدة، سيكون من الصعب عودة المنافسات هذا الموسم، على أن تعود الأندية إلى التدريبات تدريجياً، تحضيراً للموسم المقبل.
في إسبانيا أعلنت رابطة الدوري أنها تنوي إطلاق المنافسات من جديد في شهر حزيران المقبل، وأن تدريبات الأندية ستعود تدريجياً، ابتداء من هذا الأسبوع. إلّا أن نظرة هادئة على بيان الرابطة تؤكّد أن العودة صعبة جداً، وأن التدريبات إذا حصلت ستكون فقد لكسر الجليد، ولإعادة اللاعبين إلى الأجواء نسبياً. وقال بيان الرابطة نقلاً عن رئيس الرابطة خافيير تيباس أن الظروف الحالية استثنائية، «لكننا نأمل في استئناف النشاط في حزيران/ يونيو وإنهاء موسم 2019-2020 هذا الصيف. العودة تعني الانتصار!». ويدل كلام تيباس أن هذه العودة ليست أكيدة، فالأمر يتعلق بانتشار فيروس كورونا وبصحّة الناس، خاصة في إسبانيا التي شهدت انتشاراً هائلاً للفيروس. ومن المتوقّع أن تُلعب مباراة واحدة في إسبانيا بين برشلونة وريال مدريد لتحديد البطل.
وفي مختلف هذه الدول يؤكّد جميع المسؤولين الحكوميين أن مواجهة جائحة كورونا هي الأولوية الآن، وليس هناك تفكير في عودة الدوريات حتى خلف أبواب مغلقة (من دون جمهور) في حال لم يتوقف انتشار الفيروس. ومن خلال ذلك يبدو أن الأندية ستعود تدريجياً إلى تدريباتها الجماعية خلال أشهر أيار وحزيران وتموز، على أن تكون هذه التدريبات الغير مكتملة، تحضيراً للموسم المقبل، أو للرؤية التي سيضعها الاتحاد الأوروبي، بالتشاور مع الاتحادات المحلية.