حسناً، أصبح الأمر محسوماً، مهما بلغت قوتك لا يمكنك الفوز على برشلونة في حال كان نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي في يومه.ريال مدريد الذي ما انفك يحصد الانتصارات ليتصدر الدوري الإسباني ويبتعد عن غريمه التقليدي، سقط في معقله تحت وطأة الإبداع والتركيز العاليين لذاك الفتى الذي بات مكروهاً في العاصمة الإسبانية أكثر من أي وقتٍ مضى.

فعلاً، العجائب تحصل عندما يظهر «المخلّص» (لقب ميسي عند المشجعين الأرجنتينيين)، فهو ظهر أولاً بتمريرته الحاسمة الى المبدع الآخر في لقاء أمس أي أندريس إينييستا، ومن ثم شرع في ممارسة الهواية الأحب على قلبه بتحطيم الأرقام القياسية!
ميسي أصبح رسمياً عدو الشعب والنظام في مدريد، فهو بدأ أمسيته بتحطيم رقم «أسطورة» الريال ألفريدو دي ستيفانو (18 هدفاً) كأفضل هداف في تاريخ لقاءات «إل كلاسيكو» (21 هدفاً)، ثم ذهب ليتخطى هداف «الميرينغيز» السابق المكسيكي هوغو سانشيز (234 هدفاً) ويصبح ثاني أفضل هداف في تاريخ «الليغا» (236 هدفاً). كانت صفعة على وجه ريال مدريد في كل مرّة هزّ فيها ميسي الشباك، وهذا الفتى الأرجنتيني مطلوب رأسه في ساحة سيبيليس الآن لأنه ما برح يعذّب فرق مدريد، فالفريق الملكي بات أكثر الفرق التي سجل «البرغوث» في شباكها، والمفارقة أن ثاني هذه الفرق هو القطب الآخر هناك في معقل النظام الذي يكرهه الكاتالونيون أي أتلتيكو مدريد المنافس الآخر لبرشلونة على اللقب هذا الموسم.
وإذ سرق ميسي النجومية من الكل بالاشتراك مع إينييستا، وحتى من الفرنسي كريم بنزيما صاحب الهدفين الأولين للريال، فإن صفة النجومية سقطت عن البرتغالي كريستيانو رونالدو ليلة أمس، إذ إن أفضل لاعب في العالم لم يطلّ على مسرح الأحداث إلا عندما احتك مع البرازيلي داني الفيش خارج المنطقة وسقط داخلها ليحصل على ركلة جزاء ويسجلها بنجاح.
هي «الكارما»، إذ لم تمضِ فترة طويلة على حصول برشلونة على ركلة جزاء مماثلة في المباراة أمام مانشستر سيتي الإنكليزي في دوري أبطال أوروبا، وتحديداً عندما احتك الأرجنتيني مارتن ديميكيليس بميسي خارج المنطقة أيضاً...
وبطبيعة الحال، فإن المدافعين الثمانية كانوا كارثة في «إل كلاسيكو» (الدليل العدد الكبير من التسديدات على المرميين)، من ثنائي «البرسا» جيرارد بيكيه والأرجنتيني خافيير ماسكيرانو اللذين ظهرا كـ«الأشلاء»، إلى البرتغالي بيبي وسيرجيو راموس الذي طُرد بعد عرقلته البرازيلي نيمار داخل المنطقة ليسجل ميسي إحدى ركلتي الجزاء اللتين حصل عليهما الكاتالوني.
مهلاً، ذكرنا نيمار، هذا الاسم يسأل جمهور «البرسا» عنه، ويسألون متى سيصرف قيمة الشيك الذي دُفع لاستقدامه. هو ربما سؤال مشترك عند جمهور ريال مدريد أيضاً، الذي افتقر الى حضور الويلزي غاريث بايل في هذه القمة الاستثنائية، فلم يقدّم الأخير نصف ما قدّمه الأرجنتيني المميز أنخيل دي ماريا الذي أشعل الجبهة اليسرى منذ الدقائق الأولى للقاء.
«مدريد اتحدي» هو الشعار الذي ربما سيرفعه أنصار قطبي العاصمة الإسبانية في فترةٍ مقبلة، وخصوصاً في حال ابتعاد أتلتيكو عن الصدارة، وهنا سيسأل ريال مدريد جاره اللدود عن خدمة نادرة، تتمثل بالردّ على عدوان ميسي وفريقه باتجاه مدينة الفريقين. الخدمة قد تكون حاسمة وتعيد اللقب الى مدريد، إذ إن معارك «البرسا» في الحرب مع المدريديين لم تنتهِ، فهو سيلعب مباراته الأخيرة في الدوري أمام أتلتيكو مدريد.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem