كل لاعبٍ لبناني نشط في الدرجة الأولى واختبر منافساتها، أصبح مهماً أكثر من أيّ وقتٍ مضى بالنسبة إلى أندية دوري الأضواء. هو الأمر الذي يمكن الجزم به في ظل حاجة جميع الأندية إلى أكبر عددٍ ممكن من اللاعبين المحليين الجيدين والمميزين، وذلك في ظل موسمٍ استثنائي مرتقَب، يُفترض أن تتعايش فيه مع الواقع القائم. وهنا الكلام عن الأزمة المالية التي تركت أثرها السلبي على البلاد وتالياً على كرة القدم، ما دفع إلى اتخاذ قرار خوض الموسم من دون العنصر الأجنبي. وهنا بات لزاماً على الأندية السعي للبحث عن كل الأسماء المحلية المتاحة، وخصوصاً تلك التي حصدت خبرة محلية وخارجية يمكنها أن تعوّض النقص المطلوب وتصنع الفارق.توجّه لقي انتقاداتٍ في مكانٍ ما من قبل شريحة لا بأس بها من الجمهور، وخصوصاً عند الاستعانة بلاعبين متقدّمين في السن، أو ربما الذهاب إلى خياراتٍ بضم أسماء سجّلت تراجعاً في المستوى خلال المواسم القريبة الماضية. وفي موازاة هذه الصورة، أفسح قرار التخلي عن اللاعب الأجنبي أيضاً المجال لهؤلاء اللاعبين وغيرهم ممن قاموا بنقلةٍ غير موفّقة أخيراً، بإيجاد المساحة اللازمة لإنعاش مسيرتهم أو تعويض ما فاتهم ووضع أنفسهم في دائرة الضوء مرة جديدة.
ومما لا شك فيه أن تعاقد النجمة مع مهاجمه السابق محمد غدار كان له الوقع الأكبر في هذا الإطار، حيث انقسمت الآراء حول هذه الخطوة بين مؤيدٍ لها من باب اسم اللاعب وقيمته الفنية المعروفة، وبين منتقدٍ لها بحكم تقدّم المهاجم الدولي بالسن حيث سيبلغ الـ37 من العمر في مطلع السنة المقبلة.
طبعاً تخطى غدار خريف العمر الكروي، لكن استناداً إلى مستوى اللعبة في لبنان، وإلى متطلباتها مقارنةً بقدرات اللاعب، يجد البعض أنه لا يزال قادراً على العطاء، خصوصاً أنه جمع خبرةً كبيرة منذ أكثر من 10 سنوات بعدما رحل عن النجمة الذي لعب له من عام 2000 وحتى 2009، مسجّلاً 52 هدفاً بحسب الإحصاءات المتاحة. لكن هذا العدد من الأهداف لا يهمّ بقدر ما جمعه غدار من خبرة بفعل تنقّله بين بلدانٍ عربية مختلفة مثل مصر، سوريا، البحرين، الأردن والعراق. وإذ كان له مرور سريع مع فريق طرابلس قبل 4 سنوات، فإنه وصل إلى قمّة مستواه في ماليزيا حيث تألّق بألوان أكثر من فريق معروف.
والأضواء التي عرفها غدار في ماليزيا وبعض المحطات مع المنتخب اللبناني خلال احترافه في الخارج هي ما يبحث عنه الآن في موازاة سعيه لإنهاء مسيرته في ناديه الأم، تماماً كما أراد القائد عباس عطوي، الذي لم يترك الأضواء أصلاً منذ تركه للنادي «النبيذي»، لكنه عاد إليه من شباب الساحل لرسم أجمل وداعٍ لمسيرته المظفرة.
أفسح قرار التخلّي عن اللاعب الأجنبي المجال للاعبين محليين لإنعاش مسيرتهم الكروية


وفي الإطار عينه، فإنّ الوضع العام في البلاد والمرتبط بالكرة خصيصاً، دفع اللاعبين المميزين وخصوصاً أولئك الذين عادوا من الخارج في الموسم الماضي أو قبله على أبعد تقدير للبحث عن فرصةٍ أفضل لإعادة الاعتبار إلى سمعتهم على الساحة المحلية، وهو ما ينطبق تماماً على أبو بكر المل المنتقل من طرابلس إلى البرج.
هداف الدوري في موسم 2016-2017 برصيد 16 هدفاً، لم تنفجر موهبته في لبنان إلا عندما لعب مع طرابلس، وهو الذي مثّل الاجتماعي والسلام زغرتا والنجمة أيضاً. لكن وبعد احترافه في ماليزيا واندونيسيا وعودته إلى النجمة اختار العودة إلى طرابلس قبل إلغاء الموسم الماضي، لكنّه بلا شك عرف يومها أنّ مستوى الفريق الشمالي لن يساعده في تقديم أفضل ما لديه، وهي مسألة باتت محسومة مع تراكم الصعوبات شمالاً، فكان الحلّ الأمثل هو التوقيع للبرج المتوقَّع أن يكون ضمن فرق المقدّمة في الموسم الجديد.
ويشبه وضع جاد نور الدين (28 عاماً) وضع المل (27 عاماً)، فهما شارفَا العقد الثالث من العمر، أي إنهما في مرحلةٍ حساسة في مسيرتيهما، وبالتالي فإنّ انتقالهما في هذه الفترة من مشوارهما الكروي هو أمر شبه مفصلي لتحديد مستقبلهما قبل فوات الأوان.
نور الدين الذي كان قد لعب في ماليزيا واندونيسيا أيضاً سجّل انتقالاً غير موفّق إلى الصفاء، بعدما تردّد اسمه في أكثر من مناسبة للانتقال إلى أحد الأندية البيروتية الكبيرة، حيث كان النجمة على رأس المهتمين. وفي الموسمين الأخيرين كانت الأمور صعبة بالفعل على قلب الدفاع الدولي، حيث غادر الكثير من اللاعبين المميزين في صفوف الصفاء، فتحمل في فترةٍ من الفترات عبء الدفاع وبدا أن مستواه يؤهله للعب مع فريقٍ أفضل. من هنا، كان سعيه لخوض تجربةٍ أعلى، وحصل فعلاً على فرصة ممتازة للعب مع العهد بطل لبنان وكأس الاتحاد الآسيوي، حيث سيكون محاطاً بمجموعةٍ من أفضل الأسماء المحلية التي ستؤمّن له أجواءً مريحة بشكلٍ كبير لتقديم المستوى الذي أطلق من خلاله اسمه عندما دافع عن ألوان شباب الساحل تحديداً.
وإلى هذه الأسماء تُضاف أسماء أخرى، وجدت في خطوة الانتقال فرصة جديدة لإنعاش مسيرتها بعدما اعتادت على التألق في الملاعب اللبنانية، أمثال الحارس محمد حمود الذي اختار الانضمام إلى البرج بعد مسيرة ذهبيّة مع العهد، والمهاجم أكرم مغربي المنتقل من طرابلس إلى الصفاء، وهداف الدوري السابق عدنان ملحم الذي انضمّ إلى شباب البرج، وهو النادي الذي رأى علي بزي أنّ بإمكانه أن يعود معه إلى مستواه المعروف، وخصوصاً إذا ما لعب في خط المقدمة، فكان أن وافق على تجديد الارتباط معه معاراً من النجمة.
إذاً هو موسم اللبنانيين، الشبان منهم والمخضرمين حيث تبدو الفرصة سانحة للفئة الأولى لحجز أماكنهم في تشكيلات فرقهم، وللفئة الثانية للعودة إلى درب التألق التي بحثوا عنها طوال مواسم خلت من دون أن يجدوا أنفسهم كما أرادوا أو كما اعتادت الأندية والجمهور على رؤيتهم.



افتتاح الدوري في 3 تشرين الأول


أصدر الاتحاد اللبناني لكرة القدم برنامج مباريات الذهاب لبطولة الدوري العام لأندية الدرجة الأولى والتي ستنطلق يوم السبت 3 تشرين الأول المقبل بثلاث مباريات تُقام كلّها الساعة 15.30، حيث يلعب الصفاء مع النجمة على ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية، والاخاء الأهلي عاليه مع الشباب الغازية على ملعب أمين عبد النور في بحمدون، وشباب الساحل مع طرابلس على ملعب العهد. كما تقام ثلاث مباريات في التوقيت عينه يوم الأحد، إذ يلتقي شباب البرج مع السلام زغرتا على ملعب الأخير في المرداشية، والتضامن صور مع الأنصار على ملعب صور البلدي، والبرج مع العهد على ملعب بلدية صيدا، في أولى المباريات القوية. وتشهد المرحلة الثانية «دربي الضاحية الجنوبية» بين شباب الساحل والبرج في 11 الشهر المقبل على ملعب صيدا، وقبله بيومٍ واحد «دربي الجنوب» بين التضامن صور والشباب الغازية على ملعب كفرجوز.
وستكون أولى مباريات القمّة بين فريقين مرشحين بشكلٍ أساسي لإحراز اللقب، في المرحلة الرابعة من البطولة، عندما يتواجه الأنصار مع العهد على ملعب صيدا في 25 تشرين الأول، عند الساعة 15.30، وهي المرحلة التي ستشهد قبل هذا التاريخ بيومٍ واحد لقاءً حساساً بين الصفاء والاخاء في جونية.
أما الـ «دربي» الكبير بين النجمة والأنصار، فسيكون في الأسبوع الثامن من عمر البطولة عندما يلتقي الفريقان يوم الأحد في 29 تشرين الثاني، الساعة 14.15 على ملعب جونية أيضاً، بينما يلعب النجمة مع العهد في المرحلة العاشرة، قبل الأخيرة ذهاباً، في 13 كانون الأول، بنفس التوقيت وعلى الملعب عينه.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا