حين قررت إدارة نادي العهد فسخ العقد مع المدرب التركي باختيار فانلي والتعاقد مع المدرب المصري «زيزو»، كانت خطوة اعتبرها كثيرون «ضربة معلّم»، وخصوصاً أنها جاءت قبل انطلاق مرحلة الإياب، وبالتالي هناك الوقت الكافي لمعالجة مشاكل الفريق. فزيزو من المدربين المعروفين عربياً، وله تجربة ممتازة مع فريق النجمة، وبالتالي لا يمكن اعتبار خيار التعاقد مع زيزو خاطئاً.
لكن تجربة المدرب المصري مع فريق العهد ضربت الرقم القياسي في قصر مدتها، كما أنها المرة الأولى التي يغيّر فيها بطل لبنان السابق مدربين اثنين في ظرف موسم واحد. فالقيادة الفنية انتقلت الى المدرب المساعد وابن النادي باسم مرمر الذي سيساعده «رفيق دربه» مع الفريق، حين كانا لاعبين، غلام غادر. وإذا كانت مهمة زيزو قبل انطلاق الدوري صعبة كونه يتسلّم فريقاً في منتصف الموسم، ولم يقم باختيار لاعبيه، لا على الصعيد الأجنبي أو على الصعيد المحلي، فإن مهمة مرمر وغادر أقرب الى «المستحيلة» كونها تأتي قبل خمس مراحل على انتهاء البطولة، وهي مراحل ستشهد مواجهات تتراوح بين «المعارك الطاحنة» و«كسر عظم».
بدأ مرمر مهمته
أمس حيث قاد التمرين للمرة الأولى


مشوار زيزو القصير سجّل ثلاثة تعادلات (مع المبرة وطرابلس والإخاء الأهلي عاليه) وانتصارين (على السلام زغرتا والاجتماعي) وخسارة مرّة أمام التضامن صور. ست مباريات في أقل من ثلاثة أشهر كانت كافية كي يقتنع المدرب المصري بأنه يجب أن يرحل. أما السبب، فهو بكل بساطة اللاعبون.
فالعهد لم يتّبع «الطريقة اللبنانية» بتعليق الفشل على «شماعة» المدرب بعد أول خسارة، إذ إن قرار الفراق جاء من طرف زيزو بعدما لمس عدم وجود تجاوب من قبل اللاعبين، وبالتالي فان إسمه وتاريخه لا يحتملان أن يكونا رهن مزاجية بعض اللاعبين.
وعليه، فإن مشكلة الفريق ليست في المدرب بل في اللاعبين. وهو أمر يتفق عليه أمين سر النادي محمد عاصي والمدرب باسم مرمر.
فعاصي يجزم بأن المشكلة ليست في المدرب أو الإدارة أو الإمكانيات، بل في نفسية اللاعبين. «وهذا أمر لا يتوقف على نادي العهد فقط، بل موجود في معظم الفرق. فاللاعب يقوم بنقل مشاكله العائلية والاجتماعية والمادية الى الملعب، فينعكس هذا سلباً على الأداء والروح»، يقول عاصي لـ«الأخبار».
وبرأي عاصي، أن لاعبي العهد فقدوا الروح حالياً، وهي ميزة كانت موجودة سابقاً لدى اللاعبين الذين كان سلاحهم الأول هو الروح القتالية العالية والتي هي غائبة حالياً. «فلو أحضرت 1500 مدرب، فإن الأمور لن تتغيّر إلا إذا قرر اللاعبون تغيير عقليتهم».
ويشير عاصي الى أمور عدة تم اتخاذها لمعالجة الوضع كالاستغناء عن اللاعبين الأجنبيين الغيني أبو بكر ديالو والبرازيلي مارسيلو دياز، وأبقى على البرازيلي الآخر رودولفو. أمر يبرره المدرب باسم مرمر من الناحية الفنية، معتبراً أن مستوى ديالو تراجع بشكل مخيف عن الموسم الماضي، في حين أن مارسيلو خالف أنظمة النادي والعقد الموقع بينه وبين النادي حول موضوع البطاقات الحمراء وضرب اللاعبين. فهو نال بطاقة حمراء في لقاء التضامن صور وأوقفه الاتحاد لمدة ثلاث مباريات، ما فرض الاستغناء عنه، في حين أن رودولفو مستواه مقبول.
وعلى الصعيد الإداري، يشير عاصي الى اتخاذ مجموعة قرارات وإجراءات بهدف «شد العصب»؛ منها توجيه إنذارات لبعض اللاعبين ووضعهم تحت مجهر المراقبة داخل الملعب وخارجه، الى جانب وجود إداري أكبر في التمارين مع متابعة دقيقة.
ولعل مسألة غياب الروح تبدو صائبة جداً، إذ يمكن تلمّسها من خلال الأداء الباهت والمستهتر للاعبين، وهو أمر أعاده البعض الى غياب شخص كان له حضوره في النادي على صعيد اللاعبين، وهو مدير الفريق السابق علي زنيط. فهناك همس يتزايد عن أن رحيل زنيط عن الفريق، والذي جاء بعد ابتعاد المدرب محمد الدقة، أثّر بشكل كبير كون زنيط كان (ولا يزال) قريباً جداً من اللاعبين. فهل لابتعاده سبب في التراجع؟
سؤال يجيب عنه عاصي «أستبعد كلياً وجود تأثير لابتعاد الحاج علي زنيط عن الفريق. فالعهد لا يتأثر بغياب أي شخص حتى أنا».
أمس، كان التمرين الأول للفريق بقيادة مرمر الذي بدأ مهمته الصعبة جداً وهو يعلم تماماً أن المشكلة ليست في الجهاز الفني والحل ليس في يده. «لن تختلف الأمور إلا إذا اقتنع اللاعبون بأنهم يتصرفون بطريقة خاطئة. فالحل بيدهم، ولو كنا نعلم ما هي الأسباب وراء هذا التراجع لديهم لكنا عملنا عليه. فالكرة في ملعب اللاعبين وحدهم، وقد يستمر الوضع على ما هو عليه إذا لم يستفق اللاعبون»، يختم مرمر حديثه لـ«الأخبار».




عطوي: ليتوقف الغرور


يبدو قائد فريق العهد عباس عطوي «أونيكا» (أو أبو الفضل كما أصبح يحب أن يلقّب) واقعياً جداً. إذ يعتبر أن الحل يكون حين يتواضع هو وزملاؤه للعبة ويتخلّوا عن الغرور الذي «يجب أن يتوقف، والعودة الى التدرّب بطريقة جدّية، بعيداً عن التراخي والاستهتار. فالمشكلة ليست بالمدرب أو بالإدارة التي تقدم لنا كل ما هو مطلوب. أمامنا خمس مباريات لنثبت من هو نادي العهد ومن هم لاعبوه. وأعد الجميع بأن المباراة أمام النجمة ستكون مناسبة لإعادة الصورة الزاهية للاعبي العهد».