هو موسم الحقيقة لميلان. النادي الذي اختفى عن الأضواء في السنوات الأخيرة إثر تخبّطاتٍ فنية وإدارية، يقدّم هذا الموسم واحدة من أفضل نسخه في الألفية الجديدة، مستمراً على نسقه المتصاعد بعد استئناف النشاط الكروي الذي عُلّق بفعل انتشار كورونا.مشاكل كبيرة عرفتها إدارة الروسونيري في الموسم الماضي. الرئيس التنفيذي غازيديس كان قاب قوسين أو أدنى من إقالة المدرب بيولي وتعيين المدرب الألماني رالف رانغنيك، غير أن تحسّن النتائج في الجولات الأخيرة حال دون ذلك. استمرّ بيولي مع الفريق، ومُنح بعض التعزيزات لتقديم موسم يليق باسم النادي التاريخي. لم تبرم الإدارة صفقات «باذخة» بفعل الوضع المالي الصعب، حيث جاء بعض اللاعبين على شكل إعارة إضافةً إلى استقدام مواهب واعدة بأسعارٍ مقبولة. رغم ذلك، نجح ميلان باعتلاء الصدارة حتى الجولة الرابعة محقّقاً العلامة الكاملة.
يدخل الفريق لقاء اليوم منتشياً بفوزَين صعبَين. جاء الأول أمام إنتر ميلانو ـ كونتي بفعل ثنائية المهاجم زلاتان إبراهيموفيتش والتي كسرت هيمنة النيراتزوري على ديربي ديلا مادونينا في السنوات الأخيرة، كما نجح الفريق في تحقيق فوز أوروبي مهم على أرض سيلتيك.
من جهته، يدخل روما اللقاء بانتصارٍ مهمٍّ في الدوري الأوروبي أمام يونغ بويز، وهو الفوز الثالث توالياً للفريق في مختلف المسابقات.
عرف «الذئاب» صيفاً حافلاً. بدأ الأمر بتفاؤل الجماهير إثر انتقال ملكية النادي إلى رجل الأعمال الأميركي دان فريدكن من مواطنه جيمس بالوتا في صفقة قدرت بـ600 مليون يورو، غير أن الأمل تبدّد حين سجل النادي خسائر بأكثر من 200 مليون يورو خلال السنة المالية الماضية، بفعل الغياب عن دوري الأبطال إضافةً إلى تداعيات كورونا.
هكذا، عمدت إدارة النادي إلى سياسة البيع بهدف الشراء، فاستغنت عن خدمات بعض اللاعبين مثل باتريك شيك، غريغوار ديفريل وألكساندر كولاروف، في حين وقّعت مع لاعبين قدّموا الإضافة مثل بيدرو رودريغيز، جوردان فيريتو، كريس سمولينغ وجيانلوكا مانشيني. صفقات جيدة تحتاج بعض الوقت للتأقلم، ساهمت في حصد سبع نقاط جاءت من انتصارين، تعادل وخسارة. فوزٌ في مباراة اليوم سيقلّص الهوّة أكثر مع المتصدّر ميلان، وسيعطي الفريق دفعةً معنويةً كبيرة.
في ظلّ الغيابات المؤثرة التي تعصف بروما، يعوّل المدرب على عودة مهاجمه ونجمه الأول إدين دزيكو الذي تعطلت بدايته للموسم بسبب ارتباطه بأكثر من فريق في سوق الانتقالات الماضي.
يجد مدرب روما باولو فونسيكا نفسه بدون خدمات مدافعيه الرئيسيين، حيث لم يتعافَ كريس سمولينغ من التواء في الركبة، فيما أصيب جيانلوكا مانشيني بفيروس كورونا. سيغيب أيضاً لاعب خط الوسط أمادو دياوارا بفعل التزامه بقواعد الحجر الصحي.
بالنسبة إلى صاحب الأرض، لم يتعافَ ريبيتش من إصابة في المرفق ومن المتوقّع عدم مشاركته في المباراة المرتقبة، كما تحوم الشكوك حول مشاركة اللاعب هاكان تشالهان أوغلو بعد إصابته بالتواءٍ في الكاحل الأسبوع الماضي.
يتمتعّ روما بتفوّقٍ طفيف على ميلان في الآونة الأخيرة، حيث فاز في خمس من آخر 10 مباريات مقابل ثلاث للروسونيري، وقد شهد اللقاء الأخير انتصار ميلان بفعل ثنائية ريبيتش وهاكان.
رغم الإصابات البارزة، لن يقبل أيٌّ من الفريقين بنتيجةٍ غير الفوز، حيث يسعى روما للعودة إلى أندية النخبة، أقلّه عبر إنهاء الموسم بين الأربعة الكبار، في حين يطمح الروسونيري إلى كسر هيمنة يوفنتوس على اللقب، في موسمٍ يبدو فيه الميلان مرشّحاً فوق العادة للسكوديتو.
تجدُر الإشارة إلى امتلاك ميلان ـ بيولي سلسلة لا هزيمة تمتدّ إلى 21 مباراة، فاز خلالها الفريق بـ17 وتعادل في 4 بمختلف المسابقات، وهو الفريق الأوروبي الأكثر تحقيقاً للانتصارات منذ استئناف النشاط الكروي إلى جانب ريال مدريد الإسباني.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا