"أن تخوض دوري أبطال أوروبا في برغامو، فهذا أمر مهمّ من الناحية الرياضية، لكن من وجهة نظر عاطفية أيضاً". هذا ما يقوله فابيو جيناري، مؤلّف كتاب نُشر أخيراً حول الرحلة الرائعة لأتالانتا في الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. ويضيف الكاتب"هناك فائدة اجتماعية باستضافة هكذا مسابقة، نوع من النهوض لمدينة كان يُنظر إليها كبؤرة للجائحة".وكانت مقاطعة برغامو الأكثر تضرراً في إيطاليا من فيروس كورونا، بالإضافة إلى بريشيا. وقُدّرت الوفيات الزائدة بنحو 7 آلاف شخص، ولا تزال مشاهد الشاحنات العسكرية وهي تنقل النعوش المكدّسة في الكنائس عالقة في الأذهان.
وبعد تخطّي الجائحة نسبياً، جرى العمل على صيانة المنشأة التي اشتراها النادي من المدينة في عام 2017، بالكامل، كي تتوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ولكي لا يضطر نادي المدينة الى أن يلعب في ميلانو على ملعب "سان سيرو". ومن المقرر أن تقام المباراة الأولى في برغامو اليوم ضد أياكس أمستردام الهولندي، من دون جماهير، بسبب بروتوكول الحدّ من تفشي الفيروس والقيود الجديدة المفروضة في إيطاليا.
وبالإضافة إلى الجانب الرمزي والعاطفي للعب في مدينة مكلومة، يندرج تجديد الاستاد في إطار التطوير الاقتصادي والرياضي لـ"قصة نجاح" كرة القدم الإيطالية في السنوات الأخيرة.
وفي هذا الإطار يؤكّد الكاتب فابيو جيناري "من وجهة نظر إدارية، يُعدّ أتالانتا بالنسبة إليّ بمثابة النموذج. لم يجر النادي استثمارات أكبر من حجمه. لقد تمّ استيعاب استحواذ الملعب وتجديده".
وإذا كان أتالانتا سمح لنفسه بالتعاقد مع لاعبين أعلى قيمة في المواسم القليلة الماضية للدخول في إيقاع مسابقة دوري أبطال أوروبا، على غرار الكولومبي لويس موريال، والأوكراني رسلان مالينوفسكي والروسي أليكسي ميرانتشوك، إلا أن سياسة تكوين لاعبيه سمحت له بموازنة الحسابات بفضل الصفقات المربحة التي أجراها. وانتعشت خزائنه بنحو مئة مليون يورو، بعد بيع السويدي ديان كولوشيفسكي (يوفنتوس)، العاجي أحمد تراوريه (مانشستر يونايتد الإنكليزي) والبلجيكي تيموثي كاستاني (ليستر سيتي الإنكليزي).
ويبقى لأتالانتا ومالكه الطموح بيركاسي إحراز لقب يعزّز تاريخ النادي، وذلك بعد تتويجه مرة واحدة بلقب الكأس في ستينيات القرن الماضي.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا