تمثيل بقاعي في الدرجة الأولى. حلم لطالما راود عشاق لعبة كرة القدم في هذه المحافظة التي تضم عدداً كبيراً من الأندية، لكن منذ تأسيس هذه اللعبة في لبنان لم يصعد فريق بقاعي إلى الدرجة الأولى. أمر بدا نافراً في الماضي؛ لأن جميع المحافظات كانت ممثلة ولها فرق تتنافس وتصعد ثم تهبط أو تبقى إلا البقاع، فكان أقصى طموح أنديته التنافس في بطولة الدرجة الثانية.قبل خمس سنوات تسلّم آل الموسوي المعروفون في هذه المنطقة بتجارة مواد البناء، ومن ثم الانتقال إلى أعمال أخرى، نادي الوفاء النبي شيت الذي كان يلعب في الدرجة الرابعة، فكانت الرئاسة لأحمد الموسوي بدعم من والده وعمه بهدف إيصال الفريق إلى الدرجة الأولى. هدف تحقق أمس رسمياً حين تسلّم الموسوي ابن التاسعة والعشرين عاماً كأس المركز الأول، وسيعلن الاتحاد في أول تعميم له تأهل النبي شيت إلى الدرجة الأولى.
بلغت كلفة التأهل
إلى الدرجة الأولى مليون دولار
حلم تحقق مع وجود التمويل الصحيح والعزيمة والإصرار، فكان التأهّل الذي يرى الموسوي في حديثه لـ«الأخبار» أنه جاء نتيجة مجموعة عوامل وجهود لتحقيق حلم عمره عشرات السنين في البقاع، حيث يستشهد بكلام لأحد اللاعبين القدامى في منقطة البقاع، الذي كان يلعب مع فريق الشبيبة المزرعة، وهو يبلغ من العمر 70 عاماً حالياً «وأتى إلى الملعب الأسبوع الماضي حيث كان يحلم منذ أن كان شاباً بأن يصبح للبقاع فريق في الدرجة الأولى، وأبلغ الموسوي بأنه لطالما حلم بتمثيل البقاع في الدرجة الأولى، وهو كان حاضراً حين تأهلنا، وكانت الدموع في عينه». فالتأهّل جاء ليكمل الإنجاز الأول الذي حققه النادي قبل سنتين مع إنشاء ملعب كرة قدم بمواصفات دولية في النبي شيت بكلفة وصلت إلى مليون دولار، فيما كان التأهل إلى الدرجة الأولى قد وصل أيضاً إلى مليون دولار على مدى خمس سنوات. أما كلفة هذا الموسم في الدرجة الثانية فناهزت 200 ألف دولار. تمويل المشروعين جاء عبر مجموعة الموسوي التي تضم مجموعة شركات، وكانت هناك حاجة للتأهل إلى الأولى، كي يرى الناس نتاج عملك. «فالبقاء في الدرجة الثانية أو الثالثة لن يساعد في إلقاء الضوء على ما تقوم به في الرياضة اللبنانية، وبالتالي كان لا بد من التأهل إلى دوري الأضواء.
وكانت هناك رسالة مهمة في تأهلنا، هي أن محافظة البقاع ليست منطقة للأعمال المخالفة للقانون؛ فهناك أمور إيجابية وأشياء جميلة في هذه المنطقة العزيزة. علماً بأننا كنا نعمل في ظروف صعبة هذا الموسم نتيجة تساقط الصواريخ على البلدة، حتى إن أحد الصواريخ سقط على بعد 12 متراً من الملعب الذي كان يحتضن تمارين الفريق. فكنا نتحدى الظروف لإثبات أننا شعب نحب الحياة. ففي الحرب نحن رجال الحرب وفي الرياضة نحن رجال الرياضة».
ويرفض الموسوي مقولة عدم الاستفادة من تجارب سابقة حين أتى ممولون وصرفوا أموالاً ثم هربوا. «فنحن نملك مشروعاً كبيراً. ولن نبقى الممولين الوحيدين للنادي. وبالتالي بدأنا بوضع الخطط للمستقبل ووضع الموازنة للدرجة الأولى، وتراوح بين 200 ألف و 600 ألف دولار. نحن شركةَ الموسوي قادرون على التمويل، لكن هذا ليس عملاً صحيحاً. فالأفضل إنشاء مشاريع تدرّ أموالاً على النادي بدلاً من توفير الموازنة من جانب شركتنا فقط».
على الصعيد الفني، يكشف الموسوي عن النية للاستعانة بلاعبين من أصول لبنانية، قد يصل عددهم إلى ستة لاعبين، إلى جانب تدعيم بعنصر أجنبي جيد مع بعض اللاعبين المحليين. وستبقى الإدارة الفنية بقيادة المدرب السوري عساف خليفة، الذي أسهم في إيصال الفريق إلى الدرجة الأولى. «نحن ضد فكرة تغيير المدربين باطراد. فالفرق العالمية لا تغيّر مدربيها لدى أول تعثّر أو تراجع. فالمدرب يحتاج الى وقت كي يتأقلم مع الفريق، وهذا النمط العالمي يجب أن نقتنع فيه في لبنان».
وعن العلاقة بالاتحاد اللبناني لكرة القدم، يجيب الموسوي بأنها «ممتازة جداً، وهناك تواصل دائم. فنحن نعتبر أن قوة الاتحاد من قوة الأندية والعكس صحيح، فإذا كانت الأندية تريد تكسير يدي الاتحاد وقدميه، فلن يستطيع أن يستمر. فهما يكملان بعضهما، ونحن آتون لإضاءة شمعة، وحين يقوم كل طرف بدوره سيصل الجميع إلى هدفهم، وذلك أفضل من التذمّر والتباكي والشكوى غير المجدية».
وعن مستوى التحكيم هذا الموسم، عبّر الموسوي عن رضاه، مشيراً إلى أن على الجميع حماية الحكم اللبناني كي يقوم بعمله ويتطوّر. فهو إذا ما وجد نفسه غير محميّ، فحينها سيتأثّر ولن يستطيع التقدّم. فالاتحاد والأندية والحكام هم الكتلة التي تُكمل الصورة.




«لا نريد إلغاء أحد»

يؤكّد رئيس نادي الوفاء النبي شيت أحمد الموسوي ، حسن العلاقة مع نادي العهد؛ «فنحن لسنا آتين لإلغاء أحد. فهناك تنافس في الإطار الرياضي، لكن نحن قادمون لنكمل الصورة».
ويشير الموسوي إلى أن فريقه سيعتمد ملعب النبي شيت أرضاً له، وهو ملعب آمن وليس كما حاول البعض تصويره عبر الترويج لوجود مسلحين، وتحديداً في لقاء الفريق مع النهضة بر الياس، ليتبيّن لاحقاً أنهم عناصر من مخابرات الجيش الذين يكونون حاضرين في أي مباراة تقام في الملعب.