النجمة في الصدارة. خلاصة الأسبوع الثامن من الدوري اللبناني لكرة القدم. هو أمرٌ ليس بالسهل في ظل وجود فريق مرعب كالأنصار. لكن النجمة فعلها وأزاح الأنصار عن الصدارة دافعاً به الى المركز الثالث. استحق النجمة الفوز، واستحق مدربه موسى حجيج الخروج فائزاً ومتفوقاً على مدرب الأنصار العراقي عبد الوهاب أبو الهيل. صحيح أن اللاعبين هم كانوا على أرض الملعب وكانت الغلبة للاعبي النجمة الذين قلبوا تأخرهم بهدف حسن شعيتو «موني» الجميل في الدقيقة 32 الى فوز بهدفي خالد تكه جي من ركلة جزاء في الدقيقة 53 وهدف خرافي لعلي طنيش «سيسي» في الدقيقة 67، لكن الفوز الأكبر كان للمدرب حجيج في «معركته» مع أبو الهيل، حين تفوّق بتبديلاته وقراءته للمباراة، خصوصاً في الشوط الثاني. فالشوط الأول كان انصارياً، لكنّ النجماويين، وعبر تبديلات حجيج، وخصوصاً دخول إدمون شحادة وخالد تكه جي، قلبوا الطاولة على الأنصاريين.لا يمكن تعداد النتائج الإيجابية لفوز النجمة على الأنصار. أولاً الصدارة برصيد 18 نقطة، ثانياً حسم القمة التقليدية لصالح النجمة، ثالثاً المحافظة على سجل الفريق خالياً من الخسارة شأنه شأن فريقي شباب الساحل والإخاء الأهلي عاليه، رابعاً إشعال المنافسة على اللقب بعد تساوي ثلاثة فرق بالنقاط (18 نقطة لكل منها) وهي النجمة والساحل الثاني والأنصار الثالث، مع وجود الإخاء الأهلي عاليه على مقربة مع 16 نقطة في المركز الرابع. أمرٌ يرفع من جمالية الدوري قبل ثلاث مراحل على انتهاء «الذهاب» أو الدوري المنتظم.
فوز النجمة لم تنسحب إيجابيته على الساحل والمنافسة فحسب، بل أيضاً طالت نادي العهد الذي قرّبه فوز النجمة على الأنصار وفوزه هو على الصفاء 2-1 من المقدمة ولو بشكل طفيف، حيث قلص الفارق مع المتصدر من تسع نقاط الى ست، محتلاً المركز الخامس برصيد 12 نقطة.
فوز النجمة كان من صنيعة لاعبيه جميعاً من دون استثناء، مع تألّق للظهير الأيمن أندرو صوايا بشكل لافت ومهدي الزين ومحمود سبليني، وطبعاً لتكه جي وطنيش مسجلي هدفي الفوز العزيز.
في المقابل، أخفق لاعبو الأنصار في حسم إحدى أهم مباريات هذا الموسم، وصعّبوا الأمور على عاتقهم. فبدلاً من الابتعاد في الصدارة بفارق ست نقاط، وجدوا أنفسهم في المركز الثالث متأخرين بفارق المواجهات عن النجمة المتصدر والساحل الوصيف. خيّب الأنصاريون آمال جماهيرهم ورسموا أكثر من علامة استفهام حول قدرة الفريق على التفوّق في المباريات الكبيرة.
فالأنصار لعب حتى الآن ثماني مباريات يمكن اعتبار ثلاث منها قوية مع فرق إما تنافسه على اللقب أو توازيه قوة. لكنه سقط في امتحانين أمام النجمة وشباب الساحل، أما الامتحان الثالث الذي فاز فيه على العهد فجاء ضمن ظروف دراماتيكية، حيث يمكن القول إن العهد خسّر نفسه وليس الأنصار من فاز.
هذا الأمر يثير التساؤلات حول كيفية إدارة الأمور في النادي «الأخضر» على جميع الصعد، إدارياً وفنياً، مع سؤال كبير يطرحه جمهور النادي الكبير: إذا لم نحرز اللقب مع فريق كهذا، متى نحرزه؟
صحيح أن الأنصار ما زال المرشّح الأبرز لإحراز اللقب، لكن على أرض الملعب، وتحديداً في المباريات الكبيرة، بدا أن الأنصار غير قادر على الحسم. لكن رغم ذلك ما زالت الكرة في ملعب الأنصاريين، مع إمكانية استعادة زمام الأمور في حال تمت معالجة مكامن الخلل في الفريق.
الأسبوع الثامن من الدوري لم يشهد مباراة النجمة والأنصار فقط، فأمس فاز شباب الساحل على شباب البرج 1-0 على ملعب بحمدون، سجّله حسين رزق في الدقيقة 41 بعد ركلة جزاء سددها عباس عاصي وصدها الحارس عمر إدلبي. فوز هزيل لكنه كاف لإحراز ثلاث نقاط والتقدم الى المركز الثاني قبل مواجهة الصفاء في الأسبوع التاسع.
في الوقت عينه، كانا فريقا البرج والإخاء الأهلي عاليه يتعادلان سلباً على ملعب العهد. تعادل جيد للبرج الذي يحتل المركز السادس برصيد 10 نقاط. ومخيب للإخاء. فالبرج أظهر في اللقاء تحسناً في أدائه مقارنة بما قبل التوقف بسبب قرارات كورونا. فهو فاز على شباب البرج الأربعاء وتعادل مع الإخاء، وكان قريباً من الفوز. أما الإخاء فما زال يبحث عن صورة ما قبل التوقف، إذا تعادل الفريق مرتين سلباً في أسبوع واحد، المرة الأولى مع طرابلس في الأسبوع السابع وأمس مع البرج وبقي رابعاً برصيد 16 نقطة.
أشعل فوز النجمة الصراع على الصدارة واللقب مع تساوي ثلاثة فرق في المقدمة بعدد النقاط


يوم السبت شهد فوزاً طال انتظاره للعهد حين فاز على الصفاء 2-1 على ملعب جونيه. ويعود آخر فوز للعهد الى31 تشرين الأول حين فاز على الشباب الغازية في الأسبوع الخامس. سجل للعهد نور منصور في الدقيقة 23، وأضاف حسن سرور أفضل لاعبي فريقه الهدف الثاني في الدقيقة 60، في حين سجل هدف الصفاء جواد طلايع في الدقيقة 62. عزز العهد المركز الخامس برصيد 12 نقطة وحلّ الصفاء في السابع برصيد 10 نقاط.
على ملعب كفرجوز، كان الشباب الغازية يستعيد توازنه ويحقق فوزاً غالياً على حساب السلام زغرتا 2-1. سجّل للفائز حسن حمود وحسين جواد خليفة في الدقيقتين 33 و76، وللسلام وليد فتوح في الدقيقة 47. فوز منح التقدم للغازية الى المركز العاشر برصيد ست نقاط، وبقي السلام زغرتا أخيراً بنقطة وحيدة.
في الوقت عينه، كان التضامن صور يتعادل مع طرابلس سلباً على ملعب العهد في لقاء ضعيف المستوى غابت عنه الفرص. تراجع التضامن الى المركز 11 برصيد خمس نقاط، وحل طرابلس ثامناً برصيد تسع نقاط.



غياب إداري
قمة الدوري اللبناني في جونيه لم تفتقد الجمهور فقط، بل افتقدت الحضور الإداري الذي يرتقي الى مستوى «الديربي». فمن جانب الأنصار حضر عضوا اللجنة الادارية محمود الناطور وأيمن الشامي فقط. أما من جانب النجمة فلم يحضر أي إداري. قد يكون غياب أمين السر أسعد سبليني مبرراً، لكونه يتعافى من عملية جراحية، لكن غياب باقي الأعضاء بدا مستغرباً جداً. اللافت أن مباراة النجمة والأنصار شهدت حضوراً للمرة الأولى لمنسق الرياضة الجديد في تيار المستقبل فيصل قلعاوي والقيادي في التيار أحمد هاشمية في حين غاب معظم إداريي الفريقين اللذين من المفترض أنهما ينتميان الى هذه المرجعية. أمرٌ تكّهن بأسبابه أحد المتابعين، معتبراً أن الغياب الإداري إما يندرج ضمن عدم ثقة كل طرف بفريقه، وبالتالي تجنباً لإحراج الخسارة في الملعب، أو أن الأمور لا تسير على ما يرام مع القيادة الرياضية الجديدة، وخصوصاً على صعيد النجمة.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا